تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الشارع الفلسطيني يجيب على سؤال :هل تكرر إسرائيل عدوانها على سوريا ؟؟

شن الطيران الحربي الإسرائيلي مؤخراً عدواناً على سوريا تحت ذرائع واهية، وتلا هذا العدوان عدوان آخر استهدف مراكز للأبحاث في سوريا الشقيقة، وتذرع الاحتلال في حينه أنه قصف قوافل للأسلحة كانت في طريقها إلى حزب الله، وقد صاحب هذا العدوان موجة استنكار في الشارع الفلسطيني والعربي لهذه الجريمة التي رأى فيها الكثيرون مقدمة لعدوان أوسع على سوريا.. "البيادر السياسي" التقت العديد من الإعلاميين والأدباء والمحللين السياسيين الفلسطينيين في التقرير التالي.

 

إضعاف سورية المقاومة

"البيادر السياسي" التقت أولاً  الفيلسوف والشاعر السوري سمير المحمود، حيث أكد أن أي متعقل ومتبصر في هذا العالم يدرك أن الهدف من الغارة الإسرائيلية لم يكن إلا تأكيداً على التنسيق الواضح بين الكيان الصهوني والمجموعات الإرهابية في سورية، بهدف تقديم دعم عسكري مباشر لتلك المجموعات بعد فشل محاولاتها مؤخراً في تحقيق سيطرة على الأرض، حيث إن التقدم الذي حققه الجيش العربي السوري، وإنجازاته العسكرية على الأرض، جعل هذه المجموعات تستعين بمن يقدم لها الدعم أساساً، ومن يقف خلفها، وخلف حراكها الجائر على الوطن ككل تحت ما يسمى بثورة.. ليتبين وبشكل واضح للعالم أجمع أن الغاية من كل هذه الغوغاء المسماة بالربيع العربي ما هي إلا إضعاف سورية كمحور أساسي وراعٍ لحركات المقاومة في المنطقة لتكون غير قادرة على دعم المقاومة وإخراجها من خارطة العضو الفاعل في حركة التوازن الإستراتيجي في المنطقة... من خلال إشغالها بحراب داخلي لا غاية منه سوى تخريبها.. لتخلو الساحة لإسرائيل تسرح كيفما شاءت من خلال إنهاء ما يسمى بحق العودة، والقبول بسياسة فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني... فالإسرائيلي يعلم أن سورية التي رفعت شعار تحرير القدس قبل الجولان لم تكن تقول هذا الكلام كشعار فقط، بل كان هناك عدد من الإثباتات والأدلة على أرض الواقع من خلال ما قدمته سورية للمقاومة الفلسطينية منذ أن بدأت. وأضاف: أن سورية التي عملت على أن تكون فلسطين هي قضية العرب المحورية، كان بالنسبة لها استراتيجياً واضحة المعالم بهذا الخصوص إن كان على المستوى اللوجستي أو على المستوى السياسي.. وسورية هي التي أكدت على أن فلسطين هي البوصلة، ودعمت كل حركات المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وكان ذلك واضحاً من خلال حراكها على المستوى العربي والعالمي في كل المحافل الدولية... وهكذا رأت إسرائيل أن تخطط لإضعافها.. لأنه عندما تكون سورية ضعيفة ستبقى هذه الإستراتيجية السورية مجرد شعارات فقط.... وللمتمعن جيداً لن يرى في تلك الغارة الإسرائيلية مؤخراً إلا تتويجاً لمخطط تخريبي قذر جرى الإعداد له والعمل عليه... منذ عشرات السنين.

 

مكامن القوة

الكاتب عبد الله تايه  رئيس فرع المنظمة العالمية للكتاب الأفروآسيويين في فلسطين أدان هذا العدوان بشدة، وقال لـ"البيادر السياسي" أنا أدين هذا العدوان الذي يأتي ضمن مخطط للمنطقة العربية بهدف إضعافها، وتمكين الاحتلال من مواصلة برامجه في المنطقة، وتقليص الأخطار التي تحيق بإسرائيل، بحيث يتم القضاء على مكامن القوة العربية أينما كانت على الأرض العربية، خاصة الدول المحيطة بإسرائيل، الأمر الذي يمكنها من استمرار استفرادها في المنطقة بالقوة العسكرية، وتفكيك أية قوى مقاومة لمشروعها وتهربها من استحقاق السلام مع الفلسطينيين، وإذا كنا مع حق الشعب السوري في الحرية والكرامة، فليس معناه موافقتنا على ضرب أرض عربية من قبل إسرائيل، وندعو الدول التي تمر بما يسمى الربيع العربي المسارعة إلى ترتيب أوضاعها الداخلية حتى لا تظل نهباً لتطلعات الأعداء في السيطرة عليها، وبث الفرقة والخلافات بين التيارات المختلفة بما يؤجل استقامة الأمور، والعودة إلى القضايا العربية الأساسية في الحرية والحقوق والتنمية الاقتصادية ومعالجة القضايا التي تؤثر في المجتمع.

 

فتوى القرضاوي

أما الإعلامي هشام الجعب فقد أكد أن القصف  الإسرائيلي على سوريا جاء وفق منظومة أهداف، وخطط  يتم تنفيذها تدريجياً لحسم الموقف على الأرض في سوريا، وتنسجم تماماً مع فتوى، أو فتاوى  القرضاوي وأمثاله، حيث  يكون التبرير الديني مقدمة دوماً لإنهاء أي موقف، أو عمل ضد  أي بلد مسلم. وأكد الجعب لـ"البيادر السياسي" أن سوريا  استطاعت حتى اللحظة خلط الأوراق والبقاء صامدة، وهناك  تفاعلات جديدة  قد  تطيح بكل هذه الخطط، لا سيما أن سوريا لديها أوراق رابحة، ولديها تحالفات  تساند موقفها، وهذا الموقف الذي أتحدث عنه منفصل تماماً عن موقفنا من النظام، فما يهمنا هو سوريا وشعبها وأمنها واستقلالها أولا وأخيراً.

ولم يستبعد الجعب أن تقدم قوات الاحتلال على تكرار عدوانها على سوريا، وقال" بالتأكيد  سيتم تكرار هذه  الضربات المفاجئة والنوعية إذا لم يكن هناك موقف عربي حاسم وصارم، وهذه  الضربة بالمناسبة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، سواءً في عهد الرئيس بشار، أو من سبقوه..  المهم هنا ما هو رد  الفعل الرسمي والشعبي عربياً على هذا العدوان السافر ؟ وهل سيبقى العرب  في دور المتفرج كالعادة بعد  كل ما حدث  في الفوضى الخلاقة أو ثورات الربيع العربي؟

وأضاف الجعب: على الشعوب أن تتحرك بقوة، وعلى ثوار الربيع العربي استلام زمام المبادرة  لكي لا يضيع  مجهود  الثورات عبثاً، وكي لا تنحرف البوصلة عن اتجاهها الصحيح، وحتى لا تكون إسرائيل دوماً المستفيد الأول مما يحدث في سوريا والمنطقة.

 

دولاب الحسم

الأديب رجب أبو سرية المهتم في الشأن السوري ولديه إطلاع كبير على مجريات الأمور في سوريا الشقيقة قال لـ"البيادر السياسي" أظن أن هذه الضربات جاءت لتضع عصا في دولاب الحسم في سوريا. وأضاف: "أظن أن أمريكا كانت قد حددت موعداً لحسم المعركة حول دمشق، فتدخلت إسرائيل خشية أن تنتقل الأسلحة الكيماوية للمعارضة".

وبسؤاله عما إذا كانت إسرائيل من الممكن أن تكرر العدوان من خلال ضربات جديدة لسوريا؟ أجاب أبو سرية" طبعاً إسرائيل لا يمكن أن تنظر إلى الترتيبات الجديدة في المنطقة دون تدخل منها أو دون أن يكون لها دور فيها.

 

حجج فارغة

كما أدانت الصحفية فداء عبد الجواد قصف المناطق السورية من قبل حكومة الاحتلال بحججها الفارغة، وقالت لـ"البيادر السياسي" أن الضربة كانت شديدة جداً وأضرت بأشقائنا السوريين، وأنه كان من الأجدر على الدول العربية أن توقف هذه الهجمة الهمجية على أبناء سوريا. ورأت أن الأزمة السورية لا يمكن حلها بإدخال الجانب الصهيوني لا بضرب سوريا ولا حتى بتدخلات أجنبية.

وتابعت" نحن كعرب يجب أن نتماسك وأن ننهي هذه التفرقة وهذه المصائب الخارجة عن القانون وإنهاء النزيف السوري حتى لا ندع مجالاً للغرب أن يتدخل في شؤوننا الداخلية.

وفي ردها على سؤال حول تكرار الضربة لسوريا قالت عبد الجواد" يبدو أن إسرائيل تحاول بث طغيانها أيضاً على سوريا والذي أعطاها المجال هو الاقتتال الداخلي، وتكرار الضربة ممكن يحدث في أية لحظة، فاليهود هم أكثر الأقوام غدراً ونقضاً للعهود، ولكن هنا نأمل من العرب أن يتحدوا ويقفوا في وجه العدوان، وكلما اتحدنا صدقاً سنكون دفاعاً متيناً عن أراضينا الحرة.

 

اختبار قدرة الجيش السوري

أما الإعلامي  عماد عمر فقال لـ "البيادر السياسي" باعتقادي أن العدوان الإسرائيلي على سوريا جاء من باب معرفة قدرة الجيش السوري على الرد في حال حرب على سوريا لإنهاء النظام الحالي، ولكن إذا أقدمت إسرائيل على مثل هذه الحرب، فإنها من الممكن أن تتعرض لفتح جبهة ثانية وهي الجبهة اللبنانية من جهة حزب الله الذي لن يقف مكتوف الأيدي أمام إنهاء النظام السوري، وبالتالي هذا سيضع إسرائيل أمام محك صعب لأنها غير قادرة على التصدي لجبهتين، وخاصة أنها فشلت في حربها على الجنوب اللبناني عام 2006.

لذلك الحرب على سورية ليست سهلة لأن سوريا والنظام السوري هو جزء من تحالف إقليمي يضم إيران وحزب لله الذي يجد الدعم والمساندة الروسية .

وأي عدوان إسرائيلي على أي جزء عربي هو جريمة ترتكب بحق هذا الجزء وعلى السوريين الاحتكام إلى الحوار لتوحيد جبهتهم للتصدي لأي عدوان خارجي لأنه ليست أمامهم إلا الحوار والاتفاق وإلا فالحرب ستجلب الدمار للجميع.

 

 

 

 

                                                                                              غزة- خاص بـ"البيادر السياسي":ـ تقرير/ محمد المدهون

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.