تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

صراخ وزراء خارجية دول الحرب على سورية!!

                                                                                                                                                                                           23/5/2013

أعلن وزراء خارجية دول الحرب على سورية من عمّان الأردنية أمس، وهم؛ الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وتركيا ومصر وقطر والسعودية والإمارات والأردن، في بيان بعد اجتماعهم أنهم حددوا "الأساس في الحل السياسي ليقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال إطار زمني يتم الاتفاق عليه لتستلم مهامها وسلطاتها الكاملة، بما في ذلك السلطات الرئاسية، بالإضافة إلى السيطرة على جميع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والاستخبارات وذلك من خلال اتفاق وإطار زمني لمرحلة انتقالية محددة". وأبدى الوزراء "التزامهم بتقديم مساعدات إضافية لتعزيز دور المجلس العسكري الأعلى... وأنه في حال فشل مبادرة جنيف فإن ذلك سيؤدي حتما إلى زيادة الدعم المقدم إلى المعارضة".

أولاً، في الفهم المباشر للبيان أعلاه؛ شروط وتهديدات وإنذارات تصل الحد الأعلى والسقف المرتفع جداً، وهي بمثابة طلب الاستسلام الكامل من الدولة السورية والقيادة السورية وتسليم كل مقاليد الأمور للأعداء. وبالرد المباشر؛ فإننا نقول لهؤلاء؛ من السخف أن تفكروا أن ما عجزتم عن أخذه وتحقيقه بالحرب الضروس خلال عامين ونيّف، يمكنكم أخذه عبر مؤتمر يُقال إنه للسلام وتريدونه للاستسلام. والسؤال إذا كانت هذه هي فعلاً الأرضية التي سيقوم عليها المؤتمر، فعلى ماذا سيتم الحوار!؟

إذا كانت هذه شروطكم للاستسلام، فهي مرفوضة، أما إذا كانت هي شروطكم "الحوارية"، وقد رفعتم السقف للحصول على الحد الأدنى، فللدولة السورية الحق في تحديد شروط مقابلة ـ وهذا بديهي ـ تهدف إلى تحقيق معظمها، وليس تحقيق الحد الأدنى منها فقط، لأنه حقها، وهذا ليس حقكم، ومنها؛

 

أن على رؤساء الدول، ورؤساء حكومات الدول، التي شاركت في الحرب على سورية، التنحي بعدما ثبت ـ بعد أكثر من عامين على الأمة السوريةـ أنهم خدعوا العالم وكذبوا ولفقوا التهم، وأنهم مسؤولون عن التدمير الذي لحق بسورية؛

 إن على المحكمة الدولية محاكمة هؤلاء بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سورية من خلال تزويد المسلحين من كل الاتجاهات بالسلاح والعتاد لقتل الشعب السوري؛

مطالبة هذه الدول بالتعويض المعنوي والمادي للشعب السوري عن كل عمليات القتل التي تعرض لها والأضرار التي لحقت به خلال الأزمة نتيجة العدوان المباشر وغير المباشر على بلاده؛

مطالبة الدول التي فَرضت عقوبات اقتصادية على الجمهورية العربية السورية وعلى مؤسسات سورية وأشخاص سوريين بالتراجع عن هذه العقوبات والتعويض عنها بما يتناسب وحجم الضرر؛

الكف عن الحرب الإعلامية وإيقاف عاصفة التهويل والكذب وتشويه سمعة الدولة السورية قيادةً وحكومةً وجيشاً وشعباً؛

إلزام إسرائيل بالانسحاب من الجولان العربي لسوري المحتل ودفع كل التعويضات المترتبة  جراء الاحتلال وتشريد الأهالي وقتل السوريين والاعتداء على الدولة السورية منذ أكثر من أربعين عاماً...

ثانياً، بالقراءة الأخرى، يمكن فهم استباق مجموعة «أعداء سوريا»، عقد مؤتمر «جنيف 2» برفع سقف المطالب بأنه ـ كما أشار البعض ـ أنه محاولة لتفجير المؤتمر الدولي، الذي دعت روسيا إلى "تجنب وضع الشروط المسبقة وتحديد السقوف الزمنية" قبل المشاركة فيه، وتحديداً من قبل المعارضة السورية؛ أي داعميها. وإذا كان أعداء سورية يصرّون على هذه الشروط فلا حاجة للذهاب إلى المؤتمر من أساسه، والاتفاق الروسي الأمريكي يكون عملياً بلا معنى عملياً.

أما تهديد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لسورية بـ"زيادة الدعم لمقاتلي المعارضة، إذا لم ولن ولا..."، فيمكن فهمه من ضمن "عدة الشغل" للضغط على سورية والحصول على تنازلات أكبر أو قدر المستطاع، لأن عملاءه وأدواته على الأرض وفي الإقليم فشلوا في تأمين رافعة تفاوضية له أمام سورية وأصدقائها الحقيقيين.. أما إذا كان جدياً هو يدرك قبل غيره أن هذا التهديد غير مُجدٍ مع سورية  التي لا تتأثر بسياسة العصا والجزرة، أو أنه لا يدرك شيئاً وهذا مستبعد!!

وإذا حاول كيري التقليل من المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها القوات السورية بوصفها «مؤقتة»، فهو اعتراف منه بما يحققه الجيش العربي السوري من تقدّم، بعد كل الدعم الذي قدمه كيري وأدواته للمسلحين وفصائل القتل في سورية، فكيف يكون تحقيق هذا النصر مؤقتاً وقد تغيرت كل المعطيات على أرض الواقع لصالح الدولة السورية داخلياً وخارجياً!؟ ألم يلاحظ كيري ـ مثلاًـ عدد الدول المشاركة في اجتماع عمّان ليدرك أين أصبح الموقف الحقيقي والفهم الحقيقي المحلي والعربي والدولي لما يجري في سورية؟؟؟

عزيزنا السيد كيري: المطلوب منك أن تدرك أنت ومن تمثّل وحلفاءك، وأن تبلّغ أدواتك أيضاً، أن رفع الصوت لا يخيف سورية، وأن من سيدفع ثمن ما حصل وسيحصل في سورية ولها، هو الخاسر في هذه الحرب الكافرة؛ وهذا الخاسر بالطبع، ليس الدولة السورية ولا القيادة السورية وليسوا حلفاء سورية الذين وقفوا "حقيقة" إلى جانبها وجانب شعبها في هذه المحنة!!!

أما إذا كان رفع الصوت وسيلة للانسحاب تحت هذه الضجة، فهذا شأنكم، وهو لا يزعجنا كسوريين، ولا يعنينا!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.