تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المنشقون عن الوطن ..ان لم تستح...!!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                              27/5/2013

تركت الأزمة السورية منذ بدءها ندوباً وجروحاً في الجسد السوري، وأفرزت ظواهر غريبة ومستجدة على المجتمع السوري لم نكن نحن السوريين نتخيلها. ومن هذه الظواهر، ظاهرة إعلان الانشقاق من قبل أشخاص يعملون في الدولة عن هذه الدولة والتوجه للخارج تحت ستار الليل وفي عزّ الأزمة.

فهل حقاً كان هؤلاء وطنيون أكثر من غيرهم؟ وهل فعلاً أحسّ هؤلاء بمشاكل الناس واحتياجاتهم وآلامهم بعد بدء الأزمة اكثر من غيرهم؟ او هل ضاقت بهم السبل؟ أسئلة كثيرة يطرحها انشقاق هؤلاء، لكن الأجوبة عليها تلقي الضوء على حقيقة ما جرى وما أراده هؤلاء وما هي غاياتهم.

لنستعرض بعض الأسماء التي تداولها الإعلام أو ظهرت في وسائل الإعلام وأعلنت انشقاقها؛ رئيس الوزراء السابق رياض حجاب، السفير نواف الفارس، العميد مناف طلاس، الإعلامي بسام جعارة، الإعلامي توفيق حلاق، وأخيراً وقد لايكون آخراً، الأستاذ الجامعي يحيى العريضي!! هذه العينات تكاد تكون متنوعة بحيث تغطي مختلف مناحي الحياة أو مجالات العمل في سورية. فما الذي يجمع بين هؤلاء ولماذا أعلنوا انشقاقهم!؟؟

أولاً، كلّ هؤلاء هم ممن تنعموا، ولسنوات طويلة، بالخيرات والامتيازات التي يؤمنها النظام الذي أعلنوا أنهم انشقوا عنه؛ من المراكز والمناصب إلى الحصول على السيارات والعمارات وعلاوات السفر وتوظيف الأقرباء... الخ.

ثانياً، إن كل هؤلاء لم يمرّوا بمراحل طويلة ومتدرجة للوصول إلى تلك المناصب والمراكز التي شغلوها، مثل بقية أفراد الدولة؛ فهل تمت معاملة مناف طلاس يوماً، مثلا، مثل أي ضابط آخر في الجيش العربي السوري، ممن يدفعون الآن دماءهم فداءَ الوطن!؟ هذا يعني أن وصولهم السهل لما وصولوا إليه جعلهم لايقدّرون قيمته وسهّل تخليهم عنه! فمثلا ماذا يستطيع  بسام جعارة أن يقول بعد أن خدم عشرات السنوات وتنعم بخيرات النظام؟ كيف يجرؤ على الحديث عن أي خلل في هذا النظام؟ ألم ير هذا الخلل وهو مدير المكتب الصحفي في مجلس الوزراء لعدة سنوات وله برنامج في التلفزيون السوري، ليتحدث عنه؟ أم أن العمارات وسطوة السلطة التي كان يتمتع بها كانت تسكره وتلجم لسانه؟

ثالثاً، أن كل هؤلاء تجمع بينهم قلة الوفاء وقلة الحياء، أمام ولمن مدّ لهم يد العون أكان النظام أم البلد؛ فبالمحصلة؛ النظام هو جزء من هذا البلد ويمثلها(كما تكونوا يولّى عليكم)، ولم يأت من اليابان أو الصين أو المريخ. وقلة الأخلاق أكثر ما تتجلى بترك البلد وقت الشدّة والهروب إلى الخارج وكأنه فندق يمكن تغييره متى نشاء؛ وإلى أين؟ إلى البلد الذي يموّل تخريب سورية وتدميرها. وأكثر ما تتجلى قلة الأخلاق في تصرف الدكتور يحيى العريضي الأستاذ الجامعي؛ فهذا الرجل درس في الجامعات الأمريكية بقانون خاص له، وعيّن مديراً للقناة الثانية في التلفزيون السوري بقرار خاص له، وعيّن مديراً للمركز الإعلامي السوري في بريطانيا بقرار خاص له (افتتح المركز له وأغلق بعد عودته)، وعيّن رئيساً لكلية الإعلام في جامعة دمشق بقرار خاص له وهو خرّيج لغة انكليزية وليس إعلامياً، وكان طوال تلك السنوات مستمر في عمله مدرساً في قسم اللغة الاتكليزية في جامعة دمشق ومستفيدا من ميزات العملين... ثم يأتي ويعلن انشقاقه بعدما تغذّى على خيرات البلد حتى أصبح كالفقمة أو كجرذ المجارير، وبعد مرور أكثر من عامين على الأزمة!!

هل حقاً يعبّر انشقاقه عن وطنية مستجدة ووعي مستجد وإدراك للمسؤولية أم قلة ذوق ووفاء وقلة أخلاق وانعدام قيم وأمانة!! للجواب عن ذلك اذهبوا وأسألوا طلاب قسم اللغة الانكليزية ـ الذين عرفوه وعانوا منه ومن تسلطه  لسنوات ـ عنه وعن أخلاقه وتعرفوا الحقيقة!!

غيض من فيض، ولكن، هل أخطات الدولة بتبني مثل هؤلاء وإيصالهم إلى مراكز ومواقع ليسوا مؤهلين لها!؟ بالطبع، ولكنها تدفع الثمن، وهي تنظف نفسها من هؤلاء الطفيليين وترتاح من تسلطهم وخيانتهم وأضرارهم. بدون شك ستكون الدولة والنظام أقوى بدون قليلي الوطنية ومعدومي الضمير والأخلاق. الوطن ليس فندقاً نرتاده متى نشاء ونغادره متى نشاء! وبالتأكيد لم يجانب الرئيس بشار الأسد الحقيقة عندما طالب بتشجيع من نرى أنه يريد الانشقاق على ذلك لتتنظف البلد منهم! لأن الوطن مساحة للعطاء وليس للأخذ فقط!!

حقيقةً، عندما سمعتُ ورأيتُ انشقاق توفيق حلاق ونواف الفارس ويحيى العريضي... وكل هؤلاء وكانهم مرتزقة غرباء، شعرت بمنتهى القرف منهم، واستغربت كيف كانت البلد تحتملهم طوال السنوات الماضية، وكيف تعلمت الحرباء منهم تغيير لون جلدها!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.