تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية قنبلة موقوتة، فهل تنفجر!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                     28/5/2013

قرأتُ خبراً أمس، يقول حرفياً؛ ألقت "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية "القبض على 30 شخصا عراة بينهم أميركيون وأوروبيون من "عبدة الشيطان" في حفل مختلط بالرياض". وأوضحت الهيئة أن "المعتقلين كانوا يقيمون طقوس عبادة الشيطان، ويطوفون حول النار، وللأسف كان من بينهم سعوديون"، لافتا إلى "أنهم كانوا يطوفون حول النار وهم عراة، وضبط ثلاثة يمارسون الفاحشة مع النساء، وكذلك ضبط أميركي، يروج المخدرات".

هذا الخبر ليس غريباً، ومثله أخبار كثيرة عن ظواهر لافتة وغريبة وشاذة في المجتمع السعودي "المسلم المحافظ". ولكن هذا الخبر ذكّرني بحادثة رواها، قبل عدة سنوات، صديق لي من قرية "جاسم" في محافظة "درعا" السورية، عمل مدرساً عدة سنوات في المملكة العربية السعودية، حين سألته ذات مرّة أن يحدثني عن المجتمع السعودي وطبيعة الحياة هناك، حيث كانت تراودني فكرة السفر للعمل في البلد الشقيق؛

قال لي بالحرف إن السعودية ستنفجر إذا أرخت السلطات قبضتها، ولاسيما "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". استغربتُ الأمر، فأوضح إن التلاميذ في المدارس يجيدون كل أنواع الطقوس البوذية الهندية والفلبينية... ولكنهم يذهبون للصلاة دون وضوء إذا تركناهم لإرادتهم. وكان يشير إلى التربية التي يشرف عليها الخدم والعاملات في المنازل!! ليست هذه الحادثة وحدها بالطبع، فمن يتابع الشذوذ في المجتمع السعودي الذي تنشره الصحف ووسائل الإعلام المحلية السعودية بين الحين والآخر، يدرك حجم التفكك في هذا المجتمع وخطورة تحلله!!

وبالأمس نشرت القدس العربي (27/5/2013) ما "كشفه أحد المقربين من حملات غير رسمية لإغاثة الشعب السوري بالسعودية، عن سرقات بالملايين من تبرعات تجمع باسم إغاثة الشعب السوري، فيما طالب ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بمحاسبة القائمين على هذه الحملات والتشهير بهم، خصوصاً أن بينهم دعاة وأسماء معروفة. وأثار اختفاء مبالغ تصل إلى ملايين الريالات جدلاً واسعاً في السعودية، بين عدد من القائمين على إحدى الحملات غير الرسمية لإغاثة الشعب السوري، والذين يقومون بمهمة إيصال التبرعات الشعبية من المملكة والخليج".

على كل حال، لم أسافر إلى السعودية ولم أحاول ذلك حتى، ولا أظن أنني أرغب بذلك بعد الآن، أما بشأن الحج، فربما كان ذلك ممكناً قبل أن تدمّر الآثار الإسلامية وذكريات آل البيت والصحابة. أمَا وقد تحولت تلك الأماكن إلى فنادق وأحجار رخامية تذكّر بالتجارة والسياحة وتسعى لتحقيق غايات اقتصادية، ووُضعت شروط وقيود على الحجاج وأعدادهم وأعمارهم،  فلا أظن أن الأمر داهم!! 

لكن ما يلفت حقاً، أيضاً، أن مَن بيته من زجاج يرمي بيوت الناس بالحجارة، ويخالف قول الشاعر؛ لا تنه عن خلق وتأتي بمثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم!! وما أقصده هنا أن افتتاحيات الصحف السعودية والمقالات التي تنشرها؛ (الوطن، الرياض، الشرق الأوسط... الخ)،  تذخر كل يوم بالنصائح والتوجيهات، بل والشتائم لكل الناس والطوائف والأقليات والفئات المجتمعية والمسؤولين والحكام في سورية والعراق ومصر... وكأن أصحاب هذه الافتتاحيات والمقالات أشخاص، منزّلون!! وكأن النظام في المملكة الشقيقة مثال للديمقراطية والتسامح وواحة للحريات وتعدد الآراء والمعرفة والثقافة والتنوير....!!

مهلاً أيها السادة!! إن النهضة التي وصلت إليها كل من مصر والعراق وسورية، والتجارب التي عرفتها هذه الدول، تستلزم السعودية عشرات السنوات لتصل إليها؛ خاصة في  الحريات والعلوم وأنظمة الحكم وكل صنوف التقدم والحضارة والرقي والتعايش والتطور والتحرر، والتاريخ يشهد علينا وعليكم، وربما ما من تخلف أو طريقة حياة سلفية أو تكفيرية أو رجعية أو أساليب ديكتاتورية تعاني منها البلدان الثلاثة إلا وقدمت بجانب منها من عندكم، حملتموها إلينا عبر أسفاركم، أو حملها ناقلاً من عاش عندكم لظروف عمل وحاجة مادية، أو موّلتموها بأنفسكم لتحقيق غايات لايمكن أن يقال عنها أبداً إنها نبيلة وراقية.. ولا نعرف ولم نسمع أن حواراً قام حقاً في دياركم بعد مبارزات الفرزدق وجرير الشعرية قبل مئات السنين!!

طبعاً لا يسرّنا أن نقول عنكم أو تقولوا عنّا كلاماً من هذا المستوى، ولكن قبل أن ترموا الآخرين بحجارتكم، انظروا إلى أنفسكم واتقوا الله في إخوانكم!! نحن أهل وأمة واحدة، ومَن (طعن  في جنسه، طعن في نفسه)، فقوّموا أنفسكم قبل أن تقوّموا غيركم، وتوقفوا عن إرسال وحبك المكائد لإخوتكم؛ فو الله ما احتوت أرض الحجاز من مقامات أكثر مما ضمت أرض الكنانة، وديار الشام، وبلاد الرافدين من أضرحة آل البيت والصحابة والصالحين، ولا فاخرتم بنسب أو عزّ أو رقيّ نحن أقل منه، ولا بعلم أو جاه أو جهاد أو دين أفضل مما نملك ونتبع!! بل أين أنتم من رفعة بلاد الشام؛ صَهْ!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.