تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مسؤولون من ورق!!

هل يصبح الحديث عن الخبز في حضرة الموت ترفا...!؟!يدهمنا السؤال ونحن نفكر بالحديث عن الاقتصاد وحياة الناس المعيشية في ظل الموت وجنونه!!لكن في طقوس الموت في بلادنا ما يدعو للحياة... لا أتحدث عما كان من آلاف السنيين بل ما زال حاضرا بيننا شاهدين عليه ومشاركين به..

 

 
عند الموت يصنع لآل الميت طعاما وهذه سنة نبوية... وفي الموت يتم التصدق على الفقراء بعد ثلاثة أيام من الوفاة وتتكرر عملية تقديم الطعام عن روح الموتى في الأربعين ومع مرور سنة... وفي الثقافة السورية القديمة ثمة نهر في العالم السفلي لا يمكن للميت أن يشرب منه إلا عندما يتصدق أهل الميت عن روحه..
في حياة الناس هذه الأيام مصائب معيشية...
ليس من حق أحد أن يجمل الواقع لأن ما يحصل في بيوت الناس ليس ما يكتبه المسؤلون في تقاريرهم ولا يقولونه في خطبهم... فالمسافة بعيدة بين الواقع والورق.
الدولار جعل رواتب العاملين تصل إلى أقل من الثلث... فمن كان راتبه عشرين ألفا عملياً أصبحت قيمتها أقل من سبعة آلاف ليرة سورية وهي تكاد تكون الحد الأدنى للرواتب والأجور وهي أيضاً لا تكفي إنفاق شخص واحد وليس أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص حسب متوسط الإعالة في الأسرة السورية... فوقها يأتي رفع الدعم الذي يزيد البلاء «بلاوي».
يبدو أن بعض المسؤولين لم تمر عليهم الأزمة وزادت بعدهم عن الناس... ولا يعرفون ما يحدث لهم أو بأحسن الأحوال يتجاهلون ما يحدث معهم.
فالحكومة تقول إنها أنفقت نحو 12 مليار ل.س على أكثر من 4 ملايين مواطن من المهجرين داخليا... يعني نحو ثلاثة آلاف ل.س للمواطن وهذا لكل احتياجاته الغذائية والصحية وغير ذلك على حد تعبيرهم.... فكيف استوى الأمر وهل يعتقد أحد أن مثل هذا المبلغ قادر على إطعام شخص واحد ولو «فلافل».
صحيح أن الحكومة بحاجة لموارد ويسجل لها استمرارها بالإنفاق مع طول الأزمة والتخريب الآثم الذي أصاب المنشآت الاقتصادية ولصوصية النفط وغيره... لكن هذا ليس شأن المواطن... هذا مسؤولية حكومية وينبغي ألا تكون على حساب الحياة الصعبة أساسا على المواطن..
ينبغي أن يدرك المسؤولون أن قسماً من المواطنين أصبحوا خارج البلد في مخيمات اللجوء ليس بسبب مواقف سياسية بل بسبب الحاجة لتأمين المعيشة اليومية إلى جانب المشكلة الرئيسة المستمرة وهي الخوف على حياتهم.
ما أريد أن أقوله بشكل مباشر إن حياة الناس باتت صعبة جداً وعلى الحكومة أن تتوقف عن اتخاذ قرارات زيادة أسعار المواد المدعومة لأن فيها طامة كبرى... وإن عدم مراعاة ذلك هو أحد أسباب الأزمة التي نعيشها الآن.
كنت اقترحت على السادة الوزراء أن يقضوا أياما في مراكز الإيواء وأكرر اقتراحي... كي لا يبقوا مسؤولين من ورق؟؟؟
 
 
كلمات:
الفقر في الوطن غربة
عندما تصل المصيبة إلى ركبة الغني تكون قد اجتازت رقبة الفقير
التضخم خطيئة كل حكومة.
الجوع بلا ضمير
البطون الجائعة ليس لها آذان
احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع
المعدة الخاوية أسوأ مستشار سياسي
الرجل الجائع رجل غاضب
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
 
 
خارج النص:
الاحتفاء الذي لقيه سبايدر المصري ليس حالة صحية هذا بأقصى لغة مؤدبة يمكن التعبير بها.
 
                                                                                      عبد الفتاح العوض

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.