تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

جنبلاط وطباع الضباع!!

      

تحدثت الصحف اللبنانية قبل أيام عن محاولة النائب وليد جنبلاط القيام بوساطة بين حزب الله والجيش العربي السوري من جهة، ومقاتلي المعارضة السورية في مدينة القصير من جهة أخرى، "بهدف فتح ممر لإجلاء المقاتلين الجرحى من المدينة"، التي كان الجيش العربي السوري يحاصر المسلحين بداخلها منذ عدة أيام.

وأوردت الصحف أن جنبلاط نقل طلباً من المعارضة السورية بفتح معبرٍ آمن من مدينة القصير، ليُتاح إخراج "نحو 400 مقاتل جريح" من داخل القصير، وكان ردّ الحزب بأن هذا الأمر بيد القيادة السورية وحدها. واتصل جنبلاط بـ«صديق مشترك» بينه وبين القيادة السورية، طالباً عرض الفكرة ذاتها، فكان ردُّ مشابه.

هل يريد جنبلاط القيام بدور إنساني حقاً!؟ بالتأكيد لا؛ لم نعتد عن وليد جنبلاط مثل هذه "اللفتات" الإنسانية مطلقاً. فتاريخ الرجل يتحدث عن صفاته التي تقوم على التقلب والخداع والمراوغة وغدر الأصدقاء، وهو اعترف بنفسه أنه تملق للسوريين مدة تزيد عن أكثر من خمس وعشرين عاماً، وكان قبلها أعترف في موقف مناقض، إنه غيّر مواقفه من الحكم في سورية في "ساعة تخلّي"!!

أمَا وقد تحررت مدينة القصير على أيدي رجال الجيش العربي السوري، فقد أصبح واضحاً أن جنبلاط لم يكن يريد مساعدة الجرحى وعلاجهم، بل كان يريد إخراج المسلحين تحت غطاء إنساني، وتهريبهم من الحصار المفروض عليهم، ونصب "خازوق" مزدوج للجيش العربي السوري ولحزب الله؛ فهؤلاء المسلحون سيعودون لمقاتلة الجيش العربي السوري في مكان وزمن آخرين، وحزب الله يكون قد وقع في خديعة جنبلاط بالتستر على خروج هؤلاء.

لكن الحزب والقيادة السورية أدركوا ويدركون أساليب ومكر جنبلاط وخسّته، ويعرفون أن من يريد الخروج للعلاج يعرف الطريق، وهو بالتأكيد ليس عبر جنبلاط المخادع، الذي ينطبق عليه القول:

                                                  ومن يصنع المعروف في غير أهله   يلقى الذي لاقى مجير أم عامر!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.