تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حالة خصوم سورية بعد عامين من الأزمة!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                       14/6/2013

إذا أردنا أن نعرف أين أصبحت مراحل الأزمة السورية، يمكن الوقوف على تصريحات المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين والأتراك والقطريين والسعوديين، المحاربين ضد سورية، لنعرف أين كانت في بداية الأزمة، وأين أصبحت الآن، بل وما آلت إليه الأوضاع في بعض هذه الدول نفسها. إذا تذكرنا أن تصريحات المسؤولين في هذه الدول كانت قد وصلت ذات يوم إلى أعلى السقوف مطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد وحل النظام أو الدولة السورية وتسليمهم كل شيء، وبعد ذلك هم يقررون مصير سورية ومستقبلها، الذي كان واضحاً في نياتهم، من خلال ما فعلوه في ليبيا ومصر وغيرهما.. فماذا هم يطلبون اليوم أو ماذا يقولون بعد سنتين وربع من الصمود السوري، وماذا تعكس تصريحاتهم الجديدة!!

بالأمس قال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس في بيان إنه «بعد مراجعة دقيقة وجدت أجهزة استخباراتنا أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية، على نطاق صغير ضد المعارضة مرات عدة في العام الماضي». ولكن ماذا قرر الرئيس الأمريكي باراك  أوباما بعد هذه الوصفة الإستخباراتية؛ قرر تقديم الدعم السياسي والعسكري للمعارضة السورية من المعدات غير القاتلة في الأسابيع المقبلة، ولم يتم اتخاذ قرار بالسعي إلى فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا حتى الآن.

هل ترون أنه قرر شيئاً جديداً عمّا سبق!؟ ربما؛ ما هو؛ أكد البيان أن واشنطن ستواصل سعيها لعقد مؤتمر في جنيف2 لإيجاد حل سياسي. بل أكثر من ذلك، أعلن أوباما شخصياً في وقت سابق أمس، إنه «مهتم بألا تزيد التحركات في سوريا الوضع سوءاً». الرئيس أوباما قلق بشدة من التدهور في سورية ويدرس الخيارات، أجل، ولكن على أي أساس؟؟ أوباما كما قال البيت الأبيض؛ يدرس اتخاذ مزيد من الخطوات بناء على المصالح الوطنية للولايات المتحدة. هل فهمت المعارضة السورية الأساس!! المصالح الأمريكية وليس إيصال معاذ الخطيب أو جورج صبرا إلى كرسي الرئاسة

لقد عرفنا الأساس، أو بالأحرى الهدف الأمريكي كما عبّروا هم عنه، ولكن لماذا التصعيد؟؟ يجيب على هذا السؤال مسؤول ألماني رفيع المستوى، عندما قال لوكالة اسوشييتد برس، إن «بريطانيا وألمانيا تنويان خلال قمة الثماني الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن توريدات الأسلحة الروسية إلى سوريا، وأن يضغط على الرئيس الأسد من أجل خفض حدة القتال». إذن المطلوب من الرئيس بشار الأسد بصفته جهة رسمية مسؤولة وقادرة وفاعلة يعتمد عليها أن يخفّض حدة القتال، لا الرحيل مثلاً!! لاغبار على هذا الكلام، ولكن لماذا على الرئيس السوري أن يستجيب على مطالبهم، وقد كانت أعلى من ذلك ولكنه لم يأبه ولم يخف ولم يهن، فلماذا الآن هو مضطر لسماعهم!!

الكاتبة في صحيفة الحياة، راغدة درغام، تحدثت(14/6/2013) عن "مؤشرات إلى ملامح تغيير في المواقف الغربية لجهة تسليحٍ ما للمعارضة استباقاً لمعركة حلب، وعزت السبب؛ "كي لا تفضح هذه المعركة واشنطن وحلفاءها أكثر وأكثر"!! هذه مشكلتهم، وليست مشكلة سورية وهي ليست مضطرة لتبييض صفحاتهم الفاحمة السواد!!

أما بشأن الغباء الفرنسي، فقد قال ذات يوم وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير إن أيام الرئيس بشار الأسد معدودة، فرد عليه وزير الخارجية وليد المعلم، منعيش ومنشوف من أيامه معدودة. وقبل أيام قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، (لقناة فرانس 2)، «يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب... يجب تحقيق إعادة توازن لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات بشار الأسد، تقدما هائلا». وأضاف «في حال لم تحصل إعادة التوازن هذه على الأرض لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف، لأن المعارضة لن توافق على الحضور في حين ينبغي تحقيق حل سياسي». هل تذكرون ما قيل ذات يوم إن على الرئيس الأسد أن يعيد حساباته!! الآن يطلبون إعادة التوازن!!

وذكرت السفير في تقرير لها(12/6/2013) أن معركة حلب القادمة، هاجس فرنسي ــ سعودي مشترك؛ لمنع هزيمة المعارضة السورية عسكرياً. وهاجس فرنسي آخر تقاسمه قبل أيام فابيوس مع رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان ووزير الخارجية سعود الفيصل وهو "ألا ينعقد مؤتمر جنيف ليكرّس هزيمة المعارضة السورية" السياسية. ليست من مسؤولية الدولة السورية، تبديد الهواجس الفرنسية السعودية، بل إن من واجبها القضاء على المسلحين والإرهابيين الذين يخرّبون البلد ويدمرونها، رضي الفرنسيون والسعوديون أم حزنوا!! بل عليها مطالبة هؤلاء بدفع تكاليف كل الأذى الذي تسببوا به للسوريين، معنوياً ومادياً.

على كل حال، ردّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على كلام فابيوس قبل يومين، قائلاً: إن «موقف المعارضة السورية يتلخص في أنها لن تحضر المؤتمر (جنيف2) إلا بعد استعادة التوازن العسكري على الأرض، لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر أبدا». معه حق، ببساطة؛ لأن المعارضة لن تستعيد التوازن أبداً، فهل من يفكّر ويعقل في هذه المعارضة وداعميها!؟؟

أما بشأن قطر، فقد أكدت مصادر ديبلوماسية موثوقة (السفير13/6/2013)  أن قرار الشيخ حمد بن خليفة بالتنازل عن الحكم لم يكن قراراً شخصياً تبرره «الحالة الصحية» للرجل، بل إن القرار أميركي محض، وإنه أبلغ إلى إليه عن طريق موفد استثنائي عسكري، وهو مسؤول بارز في المخابرات الأميركية. والسبب في عزله هو؛ أنشطة حمد ووزير خارجيته حمد بن جاسم، التي خرجت عمّا ما تقرره واشنطن، سواء بالنسبة للوضع في سوريا، أو في ما يتصل بدعم بعض التنظيمات الإسلامية. والسؤال المنطقي: هو لماذا القرار الأمريكي؟ إذا كانت الولايات المتحدة تريد مواصلة نفس السياسة، فلن تجد من تمتطيه أفضل من الأمير الحالي، أما إذا كانت تريد التحضير لمرحلة جديدة تقرّ فيها بانتصار الرئيس بشار الأسد فإنها تريد أميراً جديداً في قطر، وقناة جزيرة أخرى غير منفصلة عن الواقع، لاتعمل على الأكاذيب، بل على نشر الحقائق والوقائع، وهذا ما هو مرجّح.

أما تركيا الأردوغانية، فقد ثبت فيها بالدليل القاطع؛ وَهْمُ نموذج أردوغان للحكم، وظهرَ وهنُ مشروعه، وزيفُ ديمقراطيته؛ فبعد اتهام أردوغان أكثر من نصف شعبه ومن ضمنهم النخب الرفيعة باللصوصية والعمالة وبأنهم همج رعاع... وبعد أن تحدث عن مؤامرات خارجية، واتهم الأوروبيين بإزدواجية المعايير، فقد قوّض الرجل المريض صورة ودور تركيا كقوة إقليمية، وأنهت المواجهة بين شرعية الميدان ونفاق الحكام الجدد، دور أردوغان التخريبي في سورية وقوّضت كل الأسس التي بنى عليها حملته ضد سورية ورئيسها شخصياً!! أصبح الرجل يريد سلّته بلا عنب كما يقول المثل!!

أبعد من كل هذا، قال سيرجي لافروف إن «بعض نظرائه الغربيين اعترفوا له بأنهم يتفهمون ما يحدث في سوريا، إلا انهم لا يستطيعون التراجع عن مواقفهم السابقة المطالبة برحيل الأسد»، مضيفا «يتعين على هؤلاء أن يختاروا بين الحفاظ على سمعتهم أو إيجاد حلّ محدد يسمح بإنقاذ الأرواح». هل هؤلاء في مأزق!! هل على الرئيس السوري أن يبحث عن مخرج مشرّف لهم!! هل يستحقون ذلك! نقول؛ ليكونوا شجعاناً، ومن أخطأ عليه أن يعترف وأن يدفع ثمن أخطائه!!

وبعد!! فقد أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان أن العلاقة بين دمشق وطهران إستراتيجية ولا تتغير بتغير الحكومات أو الرؤساء في إيران». أما دعم حزب الله للدولة السورية، فلا حاجة للتذكير به، لأنه أبهى من أن نتحدث عنه ونبينه!!

أكثر من ذلك، أعلن السيد لافروف أن «الشعب السوري هو الذي سيقرر مصير الأسد»، فماذا يريد القول؟؟ الجواب؛ هو متأكد أن السوريين سيصوتون للرئيس بشار الأسد في الانتخابات المقبلة، وبنسبة تفوق السبعين في المائة التي تحدثت عنها تقديرات الاستخبارات الأمريكية والغربية الأطلسية.

-          دعونا من تقديراتنا، وحقيقة الأمر الذي تكشفه صوابية مواقف القيادة السورية وتعرفه هذه القيادة، ونعرفه نحن السوريين.  ونسأل هل هناك من أحد يستطيع بعد هذا إنكار النصر السوري؟؟

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.