تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مرسي: المنافق الكاذب!!

16/6/2013

"أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أمس، قطع العلاقات تماما مع الدولة  السورية، مؤكدا أن مصر بدأت اتصالات مع دول عربية وإسلامية لعقد قمة طارئة لنصرة الشعب السوري. وفي كلمة ألقاها أمام آلاف الإسلاميين، دعا مرسي مجلس الأمن الدولي إلى “فرض حظر جوي” فوق سورية. وأكد أنه “لا مجال ولا مكان” للنظام السوري الحالي في سورية مستقبلا". والسؤال؛ ما الذي يريده مرسي ولماذا ارتفع صوته فجأة، وهل بات الوضع في سوري الهمّ الأول للرئيس المصري ولم تعد عنده أولويات قبله!؟

باختصار حملة مرسي الطارئة واندفاعه الحماسي المفاجئ، ليس قراراً شخصياً ولا مصرياً مؤسساتياً؛ إنه قرار أمريكي غربي بالتسخين قبل لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم غد في قمة الثماني في أيرلندة. وهو ـ مرسي ـ نفّذ بشكل غبي ومباشر، كعادته، هذه التعليمات، من دون حتى أن يحاول إخفاءها أو تمويهها.

وثانياً تأتي تصريحات مرسي ضمن حملة أوسع تقودها السعودية وتعبّر عنها افتتاحيات صحف الرياض بشكل واضح وصريح ومكشوف، وهدفها الوقح إسقاط النظام في سورية بأي ثمن!! أما الشمّاعة التي يختبئون خلفها، فهي نصرة الشعب السوري!! بالطبع ليس من وقت لديهم للحديث عن الديمقراطية والحريات لأن هذه التهم، تصمهم أولاً، ولأنها كانت خدعة وحجة نسيها أصحابها في لحظة الانكشاف الحقيقي تالياً. ثم من أعطى مرسي الحق بالتحدث بهذه الصفاقة نيابة عن السوريين في تحديد جوهر وشكل مستقبلهم!!

مرسي لا يحق له التحدث نيابة عن الآخرين أو باسمهم؛ فهو الذي يواجه حالة من السخط العام في مصر، تنامت بقوة بين المواطنين نتيجة كبت الحريات وأخونة الدولة المصرية، والارتفاع الكبير في الأسعار والتضخم والأزمات الممتدة في الوقود وانقطاع التيار الكهربائي والتدهور المنظم في كل مناحي الحياة...الخ. ولو بدا في الأفق أن سلطته تسير على طريق حل أي من تلك الأزمات، وأن جهداً حقيقياً يُبذل من جانب الدولة لوضع حدّ للتدهور، لكان من الممكن أن نفهم موقفه، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يحق للعاهرة المحاضرة في العفّة..

 

أمر آخر، أن مصرَ تُحاصر بمائها ومستقبلها بعدما صدّق البرلمان الإثيوبي، قبل أيام على الاتفاقية الإطارية المعروفة بـ«اتفاقية عنتيبي» الخاصة بإعادة تقسيم مياه النيل بين دول الحوض العشر. وهذا يعنى أن أديس أبابا ستدعو إلى تأسيس مفوضية خاصة ستعمل على إعادة تقسيم موارد نهر النيل على دول الحوض، من دون الاعتراف بحصص مصر والسودان في الاتفاقيات الدولية السابقة، فماذا فعل الرئيس المصري تجاه ذلك غير الكذب وخداع الشعب المصري الذي سيستيقظ ذات يوم وقد وجد أن مياه نيله "هبة الحياة" قد تبخّرت ولم تعد كذلك ولم تعد ملكه!!

أبعد من كل ذلك؛ إسرائيل تنتهك المقدسات وتسلب الأراضي وتهين كرامة الناس، وعلى مرمى حجر منه، ومنذ أكثر من ستين عاماً تواصل القيام بذلك، فلم نرى هبّة لنصرة المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لا من مرسي ولا من السلفيين الذين نظموا المؤتمرات ضد سورية. بل لم نسمع من أحدهم يوماً أنهم دافعوا عن قضية فلسطين!! وهم كلهم لم يطالبوا يوماً بعقوبات أو قرارات ضد إسرائيل كما يطالبون بذلك ضد سورية اليوم.

مجمل القول؛ إن الرئيس محمد مرسي يتبع حلية قديمة معروفة في السياسة؛ عندما كان الملوك والحكام يواجهون أزمة داخلية، كانوا يوجهون بلدانهم نحو الأخطار الخارجية لشنّ الحروب الخارجية. أما، وأن مصر غير قادرة على شن حرب خارجية، فإن الموضوع الديني الفتنوي هو الأسهل استخدماً لأنه يلامس ضمير الشعوب ويحرّك عواطفهم. فالرئيس مرسي ومع اقتراب الخطر، وبدء العدّ التنازلي ليوم 30 حزيران، وجميع المؤشرات توحي بأن القادم على محمد مرسي سيكون عظيماً، حيث تستعد حركة "تمرّد" المصرية لإسقاطه، قرر الهرب إلى سورية تحت عباءة السلفيين وحقوق الشعب السوري لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ أولاً، تنفيذ تعليمات أسياده الأمريكان وتجنب غضبهم، وثانياً، الحصول على هبات سعودية هو في أمس الحاجة إليها، وثالثاً، وهو الأهم، تأمين غطاء دولي ضروري  لقمع انتفاضة "تمرّد" حين حصولها أواخر الشهر الحالي.

ستنكشف قريباً سيد مرسي لأن حبل الكذب قصير، وسيكون عقابك أليماً جداً من الشعب المصري العريق. وستكمل سورية انتصارها.أنت وحلفاءك آخر نمور الورق، مهلاً؛ إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.