تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأوامر الأمريكية : قطر أولاً.. السعودية ثانياً؟!

26/6/2013

لفت نظري بالأمس خبرين يتعلقان بالشأن السعودي الأول؛ تهنئة الملك السعودي عبدالله وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير قطر الجديد تميم بن حمد ال ثاني بتسلمه زمام الحكم في قطر.

مجر سماع الخبر تبدّى لذهني كم يبلغ الرجلان المهنئان من العمر؛ أي أن كلا منهما هو  بعمر جدّ الأمير الشاب وربما أكثر. وهما يقودان بلاداً لها دورها، وأهميتها الإستراتيجية والجيوساسية في المنطقة بسبب مركزها الديني والنفطي والاقتصادي وتحالفها مع الولايات المتحدة...الخ. أكثر من ذلك فإن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يعاني من المرض منذ فترة طويلة وبشكل يعطّل فعلياً دوره في ممارسة قيادة البلاد، لاسيما وأن تعليمه بسيط وثقافته متدنية وقد تجاوز التسعين من العمر ـ الأعمار بيد الله. وخطر لي سؤال بسيط، وهو؛ هل فكّر الملك وولي عهده ووزير خارجيته صاحب الرجفة المعروفة الأمير سعود الفيصل  وهما يوجهان أو يطلعان على برقية التهنئة ـ  بالقيام بما قام به أمير قطر حمد بن خليفة والتنازل عن كرسي الحكم لجيل الشباب في المملكة، (بغض النظر عن أسباب تنازل أمير قطر حمد بن خليفة والأوامر الأمريكية التي وردته عبر مبعوث عسكري أمني)؟! الا تستحق بلاد مترامية الأطراف، غنية وذات موقع حسّاس مثل السعودية قيادة أنشط وأذكى تلعب دوراً محورياً إيجابياً بدل النكايات والدور التهديمي التخريبي الذي تمارسه الآن بسبب تسلط الأميرين بندر بن سلطان وسعود الفيصل على دفة الحكم؟!

الخبر الثاني، هو زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصل أمس الثلاثاء إلى جدة، حيث سيناقش مع الفيصل كما أوردت الصحف السعودية، نتائج اجتماعات "أصدقاء سوريا" الذي عقد في الدوحة مؤخرا وطبيعة التحرك السعودي الأميركي في سورية. والسؤال الجدّي حول ما يجري خلف الأبواب المغلقة؛ هل يحمل الوزير كيري طلباً أو تمنياً أو نصيحة مشابهة لما نقله المسؤول العسكري الأمريكي إلى قطر؟! لِما لا؟! فالدولة السعودية محورية بالنسبة للولايات المتحدة، وهي تنفّذ منذ فترة سياساتٍ غبية لا أفق لها من جهة، ولاتتناسب والتوجه الأمريكي بتجنب الانخراط بحروب خارجية جديدة من جهة أخرى. بل تمارس السعودية وعلناً سياساتٍ تقود إلى دعم الإرهابيين والتنظيمات المتطرفة بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعكس ما تدعي الإدارة الأمريكية ـ ظاهرياً على الأقل ـ بمحاربة هذه التنظيمات وعلى رأسها القاعدة. كما أن الملك السعودي يعيش في شبه غيبوبة وهو لم يظهر منذ عدة أشهر، وكأن أمر البلاد متروك للثنائي الفيصل ـ بندر، وكأن السعودية وبإعتراف الكتّاب السعوديين أنفسهم غائبة عن دورها البنّاء، وعن الوعي!!

فهل تنتقل العدوى القطرية إلى السعودية وتبدأ المملكة الغنية سياسة تعاون وتنسيق وتكامل مع المحيط من إيران والأردن وصولاً إلى سورية ولبنان ومصر، بدل ممارسة سياسة الانتحار والتدمير والإملاء التي تقوم بها الآن؟! المملكة العربية السعودية تستحق قيادة أنشط تمارس دوراً ريادياً بناء بحجم المملكة ومكانتها، وليس دوراً سلبياً يخرّب على الجميع في المحيط والإقليم! ولتكن قطر آل ثاني أولاً، فلِما الاستغراب!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.