تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

طالما أصدرتم الإدانة.. فلماذا التحقيق؟!!

                                                                                                                                                                                              22/8/2013

فيما يشبه الانفصام عند بعض الدول العربية والأدوات الصغيرة التي تستخدمها، سارعت مجموعة شركة نبيل العربي وسعود الفيصل إلى اتهام الدولة السورية أو كما يسمونه "النظام السوري" وتحميله مسؤولية ما أعلنته المعارضة السورية عن استخدام السلاح الكيماوي في ريف دمشق.

وقبل أن يشيع الخبر، كانت الاتهامات جاهزة وتحميل المسؤولية والإدانة ومن ثم الطلب من مجلس الأمن ولجنة التحقيق الدولية الموجودة في دمشق بالتحقيق. بالطبع كان الغرب أكثر ذكاء وأقل سذاجة و"لقلقةً" في فضح أمرهم، وبدت مواقفه أكثر تعقلاً ولم تظهر هذه الحماقة والغباء الحاقد!! إذْ كيف يستقيم اتهام "النظام السوري" وإدانته أولاً، ومن ثم الطلب لاحقاً التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية؟! أليس هذا انفصاماً!!

كان واضحاً أمس وبشكل فاضح ومقيت أن الدول الداعمة للمعارضة السورية والتي تتبناها ولاسيما الخليجية منها، تحاول البحث عن أي ورقة تتمسك بها بعدما ظهر إخفاق المسلحين والمجرمين الذين يرسلونهم في تأمين أي نقطة تقدّم تستطيع السعودية ومن تمثله أن ترفعها في وجه "النظام السوري" رغم كل الأموال التي تغدقها هي وهذه الدول والأطراف على هؤلاء.

كان الهدف واضحاً أمس بالتغطية وتشويه انتصارات الجيش العربي السوري ومحاولة تلويث سمعته. ولكن كانت هناك مجموعة من الحقائق الناصعة تفنّد حملة هؤلاء وأهدافهم وغباءهم:

أولاً، أن الجيش العربي السوري هو الذي أعلن فجر أمس المعركة الشاملة في ريف العاصمة، وهو مستمر بها (القافلة تسير والكلاب تنبح)، وهذا يعني أنه في موقع الهجوم، أي أنه المبادر والأقوى وبالتالي من الناحية المنطقية والعقلية والعسكرية لا حاجة له لاستخدام مثل هذا الأسلحة. فعلام يستخدم الجيش أسلحة كيميائية، إن وجدتْ، ضد مجموعات هاربة متهالكة منكفئة متراجعة لا أمل لها؟!!

ثانياً، تشاء الصدف، والصدف البحتة، عند الدول العربية، أن يتزامن حصول المجازر، ويتكرر في كل مرّة عند اجتماع مجلس الأمن بشأن سورية؛ أو عند وجود لجنة التحقيق في دمشق وعلى مرمى حجر من المواقع التي قيل إنها قصفت؛ مرة وثانية وثالثة، ورابعة...وعاشرة يحدث هذا التزامن الفظيع. هل "النظام السوري" ساذج إلى هذا الحد ليختار مثل هذه التواقيت لينفذ ما يتهموه به؟ ولنفترض أنه ساذج، ألم يحنْ له أن يتعلم من نفس الأخطاء المتكررة؟! الدولة السورية والقيادة السورية ليست ساذجة وليست غبية؛ هم السّذج والأغبياء والقتلة والمجرمون!

ثالثاً، وهذا مهم جداً، أن المعارك بين الجيش العربي السوري والمسلحين المجرمين الإرهابيين تدور عن قرب وفيها تلاحم وتداخل وكرّ ومطاردة، فكيف يمكن للجيش إذن أن يستخدم هذه الأسلحة في مثل هكذا معارك ولا يؤذي أفراده؟!!

غيض من فيض، ولكن مواقف هؤلاء لن تغّير من واقع الأمر شيئاً: الجيش العربي السوري يتقدّم وعملاء السعودية والخليج والغرب ومرتزقتهم يتراجعون ويتكبدون الخسائر ويتقهقرون، وأحلام بندر بن سلطان وآماله انقلبت أوهاماً وسيجد نفسه محاصراً بكابوسها بعد فترة. القافلة السورية ستظل تسير.. والكلاب ما زالت منذ أكثر من عامين مستمرة بالنباح، وقريباً سوف تسكت!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.