تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«علم وخبر» بإفلاس سياسة داود أوغلو الخارجية

لم يسبق لوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تعرّض لحملة داخلية حادة بسبب سياساته الخارجية، مثل التي يتعرض لها الآن.

وإذا كان المأزق التركي في سوريا هو السبب في الحملة عليه سابقا، فإن الموقف التركي من مصر، بعد «ثورة 30 يونيو»، هو السبب الآن.

لكن المأزق التركي الجديد هو أعمق بكثير منه في السابق، فالخلاف الآن هو مع «رفاق الدرب» الخليجيين، ولا سيما السعودية.

ولعل الحملة الرسمية التركية على الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلي هي أحد عناوين الخلاف مع السعودية. فقد تناوب نائب رئيس الحكومة بكر بوزداغ ونائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» حسين تشيليك الحملة على إحسان اوغلي، داعيين إياه إلى الاستقالة، ومتسائلين عما يفعله الآن في ظل «المجازر» في مصر التي لم يدنها ولم يصفها بـ «المجازر».

وبات إحسان اوغلي على خلاف قوي مع داود اوغلو، رافضا دعوات الاستقالة. وقد تساءل البعض انه إذا كانت تركيا حريصة إلى هذا الحد على منظمة التعاون الإسلامي وغيورة على ضرورة القيام بدورها، فلماذا لم تبادر أنقرة إلى دعوة المنظمة للانعقاد لبحث الوضع في مصر؟

وإضافة إلى تصريحات أردوغان الضمنية ضد السعودية، فإن مواقف بوزداغ كانت المؤشر الأقوى على ترنح العلاقة مع الرياض من جهة وازدواجية السياسة الخارجية من جهة ثانية. إذ قال بوزداغ، في حوار مع محطة تلفزة تركية، ان «الملكيات في دول الخليج وقفت ضد الديموقراطية في مصر لأنها تخشى انتقالها إليها وتصدّع عروشها».

ويقول الكاتب سادات أرغين، في صحيفة «حرييت» إن كلام بوزداغ «يتناقض مع مجمل مسار العلاقات التركية - السعودية والخليجية منذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في العام 2002، حيث كان ما يشبه التبجيل والتقديس للملكيات الخليجية نظرا لأموالها، فما الذي تغير اليوم؟ وهل كانت السعودية ديموقراطية حينها حتى لا ننتقدها وباتت الآن ديكتاتورية؟».

ويضيف ارغين ان «مواقف القادة والمسؤولين الأتراك تفتح أمام المزيد من الانقطاع في العلاقات بين تركيا والعالم الخارجي، وتعريض المصالح التركية للخطر».

ويتساءل سامي كوهين، في صحيفة «ميللييت»، «عما إذا كان لتركيا أن تسلك نهجا مغايرا في السياسة الخارجية، يعيد وصل ما انقطع مع معظم الدول التي كانت لها علاقات جيدة معها». ويقول إن «تركيا تمضي إلى مزيد من العزلة، وموقفها من الحدث المصري أطاح أي دور فاعل لها هناك».

وتساءل كوهين «ألم يكن من الأفضل أن تقوم تركيا بدور الوساطة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الجديد، فتصبح تركيا أكثر تأثيرا ولا تفقد دورها؟». وقال «بدلا من أن تتهجم تركيا على منظمة التعاون الإسلامي وأمينها العام، وعلى الاتحاد الأوروبي ودول الخليج والغرب، كان عليها أن تتولى بنفسها التدخل والتوسط بين الأفرقاء المتصارعين في مصر».

ورأى محمد يلماز، في «حرييت»، أن «تركيا في وضع قدمت فيه علم وخبر بإفلاس سياسة وزير خارجيتها أحمد داود اوغلو. وبدلا من أن يدعو داود اوغلو لاستقالة إكمال الدين إحسان أوغلي كان يجب أن يستقيل هو نفسه». وانتقد يلماز رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان «الذي يرى أن الخليجيين يخافون على عروشهم، لكنه لم يتجرأ حتى الآن على انتقاد الملك السعودي بالاسم».

وبرزت مقالة من كاتب «شبه رسمي» ومعروف هو أوكان مدرس أوغلو في صحيفة «صباح»، وفيها تعبير عن خيبة أمل في السياسة الخارجية التركية. ورأى البعض أن هذا الانتقاد لسياسة تركيا الخارجية قد يكون رسالة من داخل الحكومة إلى داود اوغلو شخصيا ودعوة لكي يستقيل. وقال هذا البعض إن طموح داود اوغلو ليكون زعيما لـ «حزب العدالة والتنمية» بعد أردوغان أصبح بعيدا جدا.

ورأى مراد يتكين، في صحيفة «راديكال»، أن «تركيا لم تعد تدري أولوياتها، هل هي سوريا أم مصر أم المسألة الكردية؟ وفي كل من هذه القضايا طريق مسدود، وفي كل يوم تنفتح مشكلة جديدة بوجه تركيا. وقال «من حق كل تركي أن يعرف أولويات تركيا، لأننا جميعا في مركب واحد».

                                                                                                                             محمد نور الدين

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.