تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

القيادة السعودية ترتعد؛ نار "الربيع العربي" تلفح أطرافها!!

 

                                                                                                                                   23/8/2013

من البديهي أن تقلق القيادة السعودية من المتغيرات التي تجوب المنطقة العربية والإقليم، ولكن من السخف أن تظن أنها قادرة على الضحك على شعبها، وانها قادرة على وضعه في قفص بعيد عن هذه المتغيرات. فالشعب السعودي لا يعيش في جزيرة معزولة عن العالم، وهو يدرك أن من حقه أن يتنفس طعم الحرية والديمقراطية وأن يعبّر عن رأيه في كل شؤونه وشجونه وما يريد وما لا يريد.

مناسبة الحديث هي افتتاحية صحيفة الوطن السعودية لهذا اليوم الجمعة23/8/ والتي جاءت تحت عنوان: "مملكة مستقرة.. بقيادة رشيدة وشعب واع". فالمملكة تبدو مستقرة وهي ليست كذلك، ولن تكون كذلك في دوامة "الفوضى الخلاقة" القائمة والمستمرة في المنطقة، والقيادة السعودية أبعد ما تكون عن الرشد والحكمة وهي في حالة الكوما السريرية والفكرية، و"الشعب الواعي" سيكتشف الأمر وسيعي الحقيقة والواقع قريباً.

الصحيفة السعودية، وفي إطار تمسيح الجوخ للملك شبه المتوفى من جهة، ومحاولة تهدئة أي روح ثائرة لدى الشعب السعودي من جهة أخرى، تثني على تقدير الملك السعودي لأبناء شعبه (ليس بالأمر الغريب على قائد المسيرة... ذلك التقدير الذي أبداه تجاه أبناء شعبه الكريم... وما يتمتعون به من وعي وإدراك اجتماعي عام تجاه ما يحيط بوطنهم، وما تمر به المنطقة العربية عموما من أحداث ومتغيرات وتجاذبات). لكن المشكلة أن الملك المحنّط لا يستطيع الكلام مباشرة فأرسل الشكر على لسان وزير داخليته محمد بن نايف!! والسؤال الجوهري؛ منذ متى يتقدم آل سعود بالشكر للمواطن السعودي؟! منذ متى كان هؤلاء يأبهون للمواطن العادي ويقيمون له وزناً، أو يغدقون عليه العطايا، لولا الخوف من ثورة شعبية تطيح عروشهم؟! لكن هل سمع الشعب الكلام، هل وصل الشكر لقبوله الإذلال؟! من المشكوك فيه وصول الشكر أو قبول الشعب لذلك.

ولا تتردد الصحيفة السعودية بعد أن استخدمت الجزرة، أن تستخدم العصا الغليظة لتهديد المواطن السعودي، عبر تهديده وتخويفه من المخططات الخارجية، وتقول (لا يخفى على متابع ما تتعرض له السعودية وقيادتها وشعبها ومكتسباتها، من مخططات تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها بين الحين والآخر..). إذن على المواطن السعودي، طبقاً لصحيفة الوطن الملكية، أن يرضخ ويسكت ويصمت تجاه كل ما يقوم به أمراء آل سعود وحاشيتهم من تبذير وتخريب وإذلال له، لأن هؤلاء يحمونه من المخططات الخارجية. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة مَن هؤلاء الذين يريدون زعزعة أمن المواطن السعودي ومن هم الذي يرسمون المخططات الخارجية؟ بالطبع لا يتم ذكرهم، لأنهم ليسوا موجودين إلا في ذهن القيادة السعودية. عن أي مكتسبات تتحدث الصحيفة؟ ما هي الانجازات التي حققتها القيادة السعودية؟ أي أحمق  أو أخرق، يمكن أن تكون لديه الأموال وآبار النفط التي تمتلكها السعودية، فسوف يعيش بشكل أفضل وأرقى مما يعيشه السعوديون، فلماذا "التمنن" على الشعب السعودي ورفع مقدار أفضال هذه القيادة عليه؟!!

بالطبع، لم يعد ممكناً أن تحجب المساعدات المالية والرشاوى التي يقدّمها آل سعود للمواطن السعودي ـ وهي أصلاً حقه وقد سلبت منه ـ التغيرات في المنطقة والعالم، ولا أن تمنع المواطن السعودي رغم التضييق عليه من محاولة كسر القيود من حوله. القيادة السعودية ومهما أعطت ومنحت نفسها من ألقاب وفرضت حولها من هالة وهمية، لم تعد لها الهيبة التي لطالما حاولت أن تصوّر نفسها بها وتدفع من أموال المواطن السعودي لشرائها. ما تمارسه القيادة السعودية تجاه الاخرين في إعلامها وعبر استخباراتها ودبلوماسيتها الخرقاء، هو ما سيعجّل بانتفاضة الشعب السعودي، وهي بدأت تدرك ذلك وتخاف منه، وافتتاحية الصحيفة هي للتهديد وشراء الوقت وتنويم المواطن السعودي.

المسألة تحتاج حركة شعبية واحدة تبدأ ، وتنفلت الأمور لتعود إلى طبيعتها بعيداً عن قيود آل سعود وسجونهم وفتاوى شيوخهم وفبركات كتّابهم.. الوقت يقترب.... و قبل الحركة الأخيرة؛.... كش ملك!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.