تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأردن.. الدولة الوظيفية؟!!

                                                                                                                                                                                   25/8/2013

دون مقدمات نقول إنه ومنذ بدء الأزمة السورية والموقف الأردني يتذبذب بين الحيادي السلبي، والسلبي.. ثم تطوّر أكثر ليكون سلبياً بالمطلق ولم يعد هناك من يتحدث عن "النأي بالنفس" كما في لبنان، والشواهد على ذلك كثيرة؛ من السماح للمسلحين بالدخول إلى سورية إلى تدريب هؤلاء وتأمين السلاح لهم وصولاً إلى استضافة قادة التآمر بقيادة أحد أمراء السعودية الممولين والمهندسين للحرب الإرهابية على سورية.

لكن ما بدأ يجري الحديث عنه مؤخراً ـ ولاسيما من قبل كتّاب أردنيين من باب الخوف من ذلك ـ هو الانخراط الأردني الرسمي في التحضير للحرب التي قد تشنّ على سورية، والمشاركة في هذه الحرب نزولاً عند الضغوط أو الرغبة السعودية ـ الخليجية والأمريكية ـ الإسرائيلية. السعودية والخليج الدائر في فلكها، لا يضغطون بالعسكر فلا قدرة لهم على ذلك، بل يضغطون بوقف المساعدات وبالتهديد باللعب بالاستقرار الأردني، ويرغّبون بالمقابل بالمستقبل، وتزّيف الحقائق. أما الأمريكان فمعروف أسلوبهم.

أياً كانت وستكون التهديدات للأردن أو المغريات؛ سواء بقطع المساعدات أو  زيادتها، بتقسيم الأردن وإقامة دولة فلسطينية عليه أو ضم الضفة الغربية وإيلاء رعاية الأماكن المقدسة في القدس الشريف للأردن، ليضيف الملك الأردني لقباً جدياً إلى ألقابه (قد يكون خادم اولى القبلتين مثلا)، فإن الموقف الأردني لن يكون بلا ثمن إذا واصل تدخله في الأزمة السورية أو إذا شارك في أي حرب مقبلة قد تقع ضد سورية، وبأي صورة كانت مشاركته، سواء مباشرة أو عبر فتح أراضيه لعبور الآخرين؛ وبالمناسبة، الثمن الذي نتحدث عنه باهظ جداً لا يستطيع النظام الأردني تصوّره.

لقد تحملت سورية الكثير، من ألأشقاء، وصمتت حتى الآن لأنها تقدّر حراجة الموقف الأردني وضعف إمكانية الصمود والمقاومة لديه تجاه الضغوط الاقتصادية والسياسية، ولكن حذار، فللصمت السوري حدود، وللحرب على سورية تكاليف سيدفعها كلّ من سيشارك بها، ولا نتمنى أن يدفع النظام الأردني بضعة الملايين التي قد يحصل عليها من الخليجين ثمن أكفان له ولموظفيه!! لذلك، فإن المطلوب من القيادة الأردنية دراسة الموقف بشكل دقيق وعميق، وإعادة التفكير أكثر من مرة بما ستقدم عليه بشأن الوضع في سورية؛ فسورية لم تؤذ الأردن أو شعبه ولا تكنّ له إلا الخير. لكن إذا ما التهبت المنطقة، فستحرق النار ليس أيدي من لعبوا بها فقط، بل أقدامهم ورؤوسهم.. وعندها لا ينفع الحديث عن الحدود وعبور الحدود وبأي اتجاه وعندها لن تبقى مناطق آمنة يمكن الحديث عنها لا جنوب سورية ولا شمال الأردن؟! هذا ليس تهديداً، فكاتب هذه السطور لا يملك أي وسائل يهدد بها، إنه تذكير بحقيقة الأمور وبأن يأخذ السياسيون الأردنيون وقتهم قبل القيام بعمل لا يحسبون جيداً عواقبه؛ ألم يقل الغربيون وبعض العرب قبل ثلاثة أعوام إن النظام السوري سيسقط خلال شهرين، ثم ستة أشهر، ثم....!!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.