تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تدخل عسكري وحل سياسي!!


من جديد يرفع أعداء سورية أصواتهم عالية مهددين بضربة عسكرية موجعة لدمشق عقاباً على أكاذيبهم الكيميائية وفي الوقت ذاته يحضرون أنفسهم لمؤتمر جنيف وكأن شيئاً لم يكن وكأنهم لم يهددوا ويتوعدوا وينفذوا ما خفي من أجندات لا هدف لها سوى إركاع سورية وهو الأمر الذي لم يحصل ولن يحصل.
كما سبق أن أشرنا فإن الحل في سورية سياسي ولن يكون عسكرياً ومصيبة واشنطن وأزلامها من أوروبيين وعرب أنهم يريدون سورية مكسورة في جنيف وليس سورية منصورة وأمام العجز الكبير وخيبة الأمل التي أصابتهم طوال السنتين الماضيتين فلا حل بنظرهم سوى تقديم الدعم والمؤازرة مباشرة إلى تنظيم القاعدة وأخواته بإنجاز العمل مباشرة ودعم ومؤازرة لإنجاز ما لم ينجزوه خلال الأشهر الماضية ولتحقيق «انتصار» وهمي يؤدي إلى إلزام سورية بتقديم تنازلات في جنيف وهو أيضاً أمر لن يحصل ما دام الشعب السوري يقف خلف جيشه وقيادته.
لقد سبق أن حاولت إسرائيل عدة مرات في الماضي القريب دعم القاعدة في سورية وفتح ممرات لها في دمشق وأخفقت، ويأتي اليوم دور واشنطن للتهديد والوعيد وربما التدخل العسكري للغاية ذا...تها -أي دعم الإرهاب- وستفشل أيضاً وهي تدرك ذلك مسبقاً إلا أنها ترى أن لا حل سياسياً من دون ضربة عسكرية فكانت أكذوبة الكيميائي الحجة التي من خلالها تم تغيير اللهجة وأطلقت التهديدات وتحرك الإعلام الدولي لتثبيت الكذبة تماما كما حصل في العراق منذ عشر سنوات.
واشنطن تهدد وتطمئن في الوقت ذاته فهي ليست بصدد التدخل من أجل إسقاط نظام أو تغيير المعادلة على الأرض بل ستكتفي -كما تقول- بمعاقبة دمشق على استخدام الكيميائي آملة ألا يؤدي ذلك إلى إشعال المنطقة وإلى حرب قد تستمر سنوات وتهدد حليفها الأكبر إسرائيل، فهي تريدها ضربة سريعة تصل بسورية إلى جنيف وليس إلى أي مكان آخر كما يتوهم «المعارضون» الذي تسابقوا إلى تقديم لائحة بالأهداف التي يتمنون ويحلمون تدميرها داخل سورية علماً أن الكثير من هؤلاء المنتمين للمعارضة يعتقدون أن ما سيحصل في سورية شبيه بسيناريو العراق ومنهم من بدأ بالاستعداد لتسلم المناصب والكراسي قبل أن تذكرهم واشنطن بأن وجهتهم المقبلة ليست دمشق بل جنيف وعليهم الاستعداد لمرحلة المفاوضات.
إذاً كل ما في الأمر هو ابتزاز ورهان وضغوطات وإعلام لا أكثر، ومن يعتقد أنه قادر على لي ذراع سورية فهو مخطئ فالضربات العسكرية وإن حصلت فلن تؤدي إلا إلى مزيد من التلاحم بين الجيش والشعب والقيادة وقد تفتح آفاق حرب ستعجز قوى العالم مجتمعة عن السيطرة عليها وهذا ما تخشاه واشنطن وتدركه جيداً لذلك هي تدرس بشكل متأن جداً كيفية الخروج من الأزمة التي افتعلتها من خلال أكذوبة الكيميائي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.