تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

خيارات حماس الخاسرة داخلياً وخارجياً:

24/9/2013

تعيش حركة حماس في قطاع غزة  عزلة خارجية، وأزمة داخلية تهدد وجودها وسيطرتها على القطاع المحاصر، وحماس تغرق في أزمة اقتصادية؟؟ تحاول حركة حماس البقاء على قيد الحياة بعد سلسلة الخيارات الخاطئة التي اتخذتها قياداتها، ولكن وضعها ليس مطمئناً أبداً!

** كانت الحركة تستمد شرعيتها وقوتها من نضالها ضد المحتل الإسرائيلي، وكان هذا النضال يوفر لها دعم حلف المقاومة المادي والعسكري والغطاء السياسي. وقد خسرت الحركة كل هذه الشرعية والدعم، بعدما تخلت

أولاً، عن خيار المقاومة والتحقت بصفوف قطر وتركيا والإخوان في مصر، حيث حصل بعض قادتها على بضعة دولارات وخسرواـ وخسرت حماس كل شيء.

ثانياً، بعدما تدخلت حماس في الشأن السوري الداخلي بطريقة سيئة وساندت الإرهابيين الذين جاءوا لتدمير البلد وتخريبه، وكان أولى بحماس أن تقبّل اليد التي لطالما حمتها لا أن تحاول كسرها. وبالنتيجة، سقط أصدقاء حماس في قطر ومصر وتركيا بسبب الأزمة السورية وأصبح مَن تبقى منهم بحاجة لمن يحميه، وخسرت الحركة أصدقاءها الحقيقيين في الشام ولبنان وإيران، لأن أياً مهم لا يمكنه تصديقها بعد الآن وتصديق أنها تريد مقاومة العدو المحتل.

ثالثاً، خسرت حماس النظام الجديد في مصر بعد سقوط الإخوان ووقوفها ضد خيارات الجيش المصري وغالبية شعب مصر بإسقاط الإخوان ونظامهم المتعاون مع إسرائيل.

**  هذا الخلل لم يكن سياسياً فقط، فقد انعكس على اقتصاد حماس الذي كان يعتمد على مساعدة دول محور المقاومة والتهريب الذي كان يتم من خلال مصر في عهد الإخوان وقبلهم في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ناهيك عن الحصار الإسرائيلي القائم على القطاع. وبالنتيجة، فعلى حماس ـ إن استطاعت ـ تقليع شوكها بأيديها، ولكن الخيارات المتاحة والبديلة تكاد تكون شبه معدومة، لأن الأزمة الكبرى التي تعانيها حماس، قبل كل الأزمات التي ذُكرت، هي أزمة الثقة بحماس نفسها داخلياً وخارجياً!!

**  إن كل ما تقدّم يرشّح أن تقوم حركة تمرّد ضد حكم حركة حماس من داخل قطاع غزة. أما من يؤيد مثل هذا التمرّد والحراك الشعبي، فهم كثر، سواء في مصر قيادة وشعباً وجيشاً، أو في رام الله وحكومة الرئيس محمود عباس أو في الخارج. فحركة حماس أصبحت عبئاً على الجميع وأولهم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من سياسات حماس وعلاقاتها وأخطاءها وممارساتها الإخوانية. وإذا ما أخذنا الرغبة العامة في إسقاط حماس، فربما لن يمضي وقت طويل حتى تواجه حماس انقلاباً شعبياً شاملاً للتخلص من سطوتها وسلطتها.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.