تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإمارات.. وسحب السفير!!

                                                                                                                               28/09/2013

أكدت مصادر إماراتية لصحيفة الخليج الإماراتية أن استدعاء السفير الإماراتي في تونس سالم القطام إلى أبوظبي للتشاور يأتي بعد هجوم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي على مصر وقيادتها الجديدة، الأمر الذي تنظر إليه الإمارات باعتباره يشكل سابقة غير مقبولة أو محبذة في العلاقات بين الدول، وأنه يدخل تونس في انشغالات غير ضرورية وليس هذا وقتها (السبت 28/9/2013).

لسنا ضد حرص دولة الإمارات الشقيقة على استقرار مصر الجديدة، وضرورة اهتمام الرئيس التونسي بحل مشاكل بلاده قبل التدخل في شؤون الآخرين، بل نشدّ على أيديها، وخاصة بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي. لكن لابد من توضيح بعض الأمور:

أولاً، إن الإمارات كانت وقبل وصول القيادة المصرية الجديدة بعد حركة "تمرّد" 25 يونيو، ضد حكم الإخوان المسلمين في مصر وكانت على خلاف معهم، وكان الخلاف علنياً، وعلى صدر وسائل الإعلام المختلفة. ولعل أبرز من كان يتولى الرد على الإخوان في مصر هو قائد شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان. ومن المعلوم أن الإمارات العربية المتحدة تقود حرباً شاملة ضد حركة الإخوان المسلمين في مصر وخارجها للحد من انتشار خطرهم، وهي محقة في مواجهة الحركة الانعزالية المتخلفة والخطيرة. ولذلك فليس مستغرباً أن يمتد الرد الإماراتي إلى تونس ليشمل الرئيس التونسي الإخواني المنصف المرزوقي الذي جعلنا نحمد الله الف مرّة أنه لم يصبح رئيساً منذ فترة طويلة، وإلا لكان أعاد تونس ألف سنة إلى الوراء؛ فالموقف الإماراتي إذن يمكن وضعه في خانة الرد على الموقف الإخواني المتخلف للمرزوقي، ودفاعاً عن استقرار مصر الجديدة. وفي هذا السياق، علينا ألا ننسى أن الإمارات كانت ــ إلى جانب السعودية والكويت ــ قد تبرعت بأربعة مليارات دولار للحكومة المصرية الجديدة.

ثانياً، إن الموقف الإماراتي وقناة "الغد العربي" الفضائية التي تعمل الإمارات عليها، يبيّن بوضوح الأجندتين المختلفتين والمتعارضتين للدولتين الخليجيتين؛ الإمارات وقطر. ففي حين تشجع قطر المنهج الإخواني وتصرف الأموال على تقويته وتعزيزه بالمال والإعلام والسلاح، تقف الإمارات بشكل واضح ــ ومعها السعودية والكويت إلى حدّ كبيرـ ضد الإخوان وتحاربهم وتسعى للتخلص منهم. وبعد عزل الرئيس محمد مرسي انحسر الدور القطري في مصر بشكل كبير، وغدت قناة الجزيرة الفضائية القطرية سيفاً مسلطاً على القيادة المصرية الجديدة، فيما برز الدور الإماراتي والسعودي وتحولت قناة العربية الفضائية السعودية للدفاع ودعم الحكم المصري الجديد. وهذا الانقسام الخليجي لا ينحصر بالموقف من الإخوان والشأن المصري، بل يمتد إلى مواضيع أخرى منها العلاقات مع تركيا الإخوانية وإيران أيضاً وغيرهما من المواضيع والقضايا.

ثالثاً، إن ما نستغربه من الإمارات الشقيقة هو مجاراتها للموقف السعودي أو بعض المواقف الأخرى فيما يتعلق بالشأن السوري. ووجه الاستغراب أن الجماعات التكفيرية والإخوانية والمسلحين والإرهابيين الذين يحاربهم الجيش المصري هم أنفسهم نسخة طبق الأصل عن الذين يحاربهم الجيش العربي السوري؛ فعلام تقف الإمارات معهم في سورية وضدّهم في مصر؟!! كيف يمكن أن يكون الموقف الإماراتي صيفاً وشتاء تحت سقف واحد؟!! الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المسلحون والإرهابيون في مصر هي نفسها ما فعلوه ويفعلونه ويمارسونه في سورية من قتل واغتصاب وسبي وتهديم للبنى التحتية وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وتهديم لبنية الدولة السورية؛ والسؤال الحقيقي أليس من الخطر أن يتجه هؤلاء المسلحون إلى دولة الإمارات أو السعودية أو الكويت فيما بعد... كما اتجهوا إلى مصر وسورية؟! فالإرهاب لا يتجزأ، والمجرمون هم أنفسهم والعمل الإرهابي والإجرامي واحد أينما كان وفي أي زمان، لاسيما بعد تصدي الإمارات لهم؟؟

بالتأكيد نحن مع دعم استقرار مصر ودعم دور مصر العروبة لأنه قوة للعرب جميعاً، ومع استقرار أي دولة عربية بغض النظر عن سلوك حكومة هذه الدولة تجاه سورية، لأننا نؤمن بأن الشعب العربي واحد والدم العربي واحد، ولكن من حقنا العتب على بعض الأشقاء الذين لم ينصفوا سورية ولا شعب سورية ولا جيش وقيادة سورية في المعركة التي تخوضها سورية ضد الإرهابيين والمجرمين والقتلة.. والعتب يكون على قدر المحبة، كما يقال!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.