تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

التصفيات المؤهلة إلى جنيف2 وما بعده!!

                              

                                                                                                                                                                                            29/9/2013

 

وأخيراً اتضحت الأمور التي كانت غامضة أو مشكوكاً في كيفية وإمكانية حدوثها وبان الضوء في آخر النفق. ونقصد نقطتين أسياسيتين الاتفاق (الروسي ـ السوري) ـ  الأمريكي، وبدء المصالحة الأمريكيةـ الإيرانية، وماذا يعني كلّ ذلك. فمن حالة حافة إعلان الحرب على سورية إلى حافة التعاون المثمر؛ ومن أكثر من ثلاثين عاماً من العداوة ين طهران وواشنطن إلى خطوط عريضة للتعاون وبناء مستقبل آخر. يتحدث الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن دور التهديد بالقوة للوصول إلى هذه النتائج مع سورية، وعن العقوبات وأشياء أخرى لتحقيق نفس الغرض مع إيران، والسؤال في الردّ على هذا التبرير؛ لماذا لم يتم استخدام نفس الأساليب مع ليبيا أو اليمن، ويأتي الجواب من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو: "صمود دمشق شعباً وجيشاً ودولةً هو ما يغير الآن خريطة التوازنات العالمية" (السفير 28/9/2013).

وعليه فقد قضت التحولات الجديدة على آمال الذين كانوا يقرعون طبول الحرب قبل عدة أسابيع مهللين بإسقاط الدولة السورية وبضرب إيران. وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية أكثر جرأة في التعبير عن الإحباط جراء التحولات الجديدة، فإن نظيرتها التركية تراوحت مواقفها بين دعم حكومتها، أو التحذير من سياساتها الخطيرة، فيما انكفأت العديد من وسائل الإعلام السعودية خلف عناوين أخرى انتظاراً لما يأتيها من تعليمات، وكان الأوضح مقال جمال خاشقجي المهم في الحياة أمس بالدعوة إلى الحوار مع إيران، وبالتالي الإقرار بالهزيمة.

وتعكس خيبة الأمل ردة فعل متشابهة ومتطابقة لدى كل من وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون ووزير الخارجية السعودية سعود الفيصل؛ فالاثنان محبطان من الانتصار السوري ومن التقارب الأمريكي الإيراني، وكلاهما يريدان من الرئيس السوري أن يرحل. مهلاً؛ بعد ثلاثين شهراً من الصمود والنضال وتقديم الشهداء، ليست الكلمة لكم، وإنما للشعب السوري ولجيشه وقيادته، وتوقفوا عن الصراخ العالي، فما من أحد يودّ سماعكم والاصغاء لترّهاتكم!!

في الطريق إلى جنيف، دعونا نتخيل النتائج التي ستأتي قبل المؤتمر فيجب أن تكون ثمة جوائز ترضية للبعض، ولكن ليس هناك مكان للخاسرين. فرنسا وبريطانيا ستكونان حاضرتين، لكن دون شروط فرنسا السخيفة. السعودية ستكون موجودة، ولكن يتطلب الأمر منها تغيير بعض الوجوه الإرهابية التي موّلت وسلّحت وشجّعت على الإرهاب وأرسلت الإرهابيين والقتلة؛ فلا مكان على طاولة السلام للمجرمين والسفاحين ومشجعي "القاعدة" و"داعش" وفروعهما. وفي الأردن يصبح من الضروري إبعاد من أراد نقل الأردن إلى خانة الحرب مع سورية خلافاً للتاريخ والعلاقات الأخوية، فعهد الإخوة لا يجوز في الحرب والخيانة والتآمر والملك أدرى بشعاب بلده. وفي تركيا ستدفع حكومة العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان أثمان سياساتها الخاطئة وسيحاسبها الشعب التركي الذي أصبح يدرك إلى أين قادته وتقوده خياراتها الغبية الانعزالية.. وهذا سيكون على الأرجح في الانتخابات النيابية التركية المقبلة. وخارجياً، يكفي تركيا ما تعانيه من عزلة الجيران والإقليم وانعكاسات ذلك. أما حركة حماس فيبدو أنها أصبحت منتهية الصلاحية بعدما خانت الأمانة وتخلت عن موقعها في صفوف المقاومة. وبعض الأطراف اللبنانية بلعت ألسنتها وصمتت بانتظار التعليمات الجديدة، التي ربما لن تأتي: أما مطالبات فؤاد السنيورة وسمير جعجع... بالعدوان الأمريكي على سورية، فيكفي أن تُحفظ في سجلاتهم الوسخة لتزيد من قذارتها.

وبالعودة إلى سورية، قلب العالم النابض، وبتذكّر ما كان يقوله الرئيس بشار الأسد منذ بداية الأزمة؛ لم يتغيّر الرئيس السوري ولم يغّير مبادئه ولم ينهزم! وعد بالصمود وهزيمة الأعداء، فصمدت سورية وانتصرت بتلاحم شعبها وجيشها وقيادتها!! والسوريون أدركوا الحقيقة وأن المسألة ليست (رمّانة، بل قلوب مليانة) أي ليست حرية وديمقراطية ولا سلاح كيماوي، بل إسقاط الدولة السورية وإزالتها من الوجود. أما الغرباء على أرض سورية، فسيعودون من حيث جاؤوا أو يقتلون هنا، لأن أرض سورية للتسامح والخير والمحبة، وليست لحرق بيوت الله وتهديم الكنائس والجوامع وقتل المصلين والأطفال والنساء.

سورية أرض الأمن والأمان، هكذا قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وستعود كما كانت عمّا قريب!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.