تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إذا وقع السودان فلن يسمّي أحد عليه !!

      

                                                                                                                                                            1/10/2013

 

لم يعد سراً أن السودان أصبح هدفاً إعلامياً في هذه الفترة. لكن لماذا ينشط الإعلام العربي ولاسيما الخليجي منه في تسليط الضوء على هذا البلد المسكين؟!! الجواب ربما أن دوره قد حان ليكون على مقصلة ما سمّوه الربيع العربي.

منذ عشرات الأعوام لم يهتم عرب الخليج لحاجات السودان أو للاستثمار فيه أو لتطويره. بقي السودان واحة طبيعية غنية بكل الخامات البشرية والطبيعية. لم يلتفت إليه عرب الأموال والنفط. حتى عندما تم تقسيم السودان قبل قرابة عامين، لم يلتفت إليه العرب لاسيما الخليجيون منهم. مرّ تقسيم السودان مرور الكرام ولم نجد حملة إعلامية عربية بترودولارية تدافع عن وحدته أو ترفض تقسيمه؛ إن أي حفلة لكاظم الساهر أو نجوى كرم أو نانسي عجرم تلقى الاهتمام والترويج أكثر مما لقي تقسيم السودان من اهتمام الإعلام والعربي والقيادات العربية والشعوب العربية. إذن فلماذا الاهتمام بالسودان الآن؟!

السودان أصبح سودانين اثنين وربما المطلوب أن يصبح أربعة.. أما الرئيس السوداني، فيحمل عصاته وكأنها سيف عنترة بن شداد الأسطوري، يحارب طواحين الهواء في معركته الكونية الوهمية للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؟؟ يا لها من معركة خطيرة!! وابشيراه!! لكن من المؤكد أن الرجل يذكر أن رأسه مطلوب دولياً وأن المحكمة الدولية في انتظاره.. لابأس فالرجل يحاول التحدّي!! لكن السودان ينزلق بأقدامه على المقصلة!!

تحركت مظاهرات الربيع العربي في السودان؛ تحركت تنسيقيات الربيع العربي في السودان؛ تحركت كاميرات الربيع العربي في السودان؛ تحركت قطعان الربيع العربي في السودان!! ماع.. ماع.. ماع؟؟ ماذا يريدون؟ يريدون وضع السودان على المقصلة بعد تونس وليبيا ومصر واليمن والعراق وسورية!! هل يكفي رأس البشير؟ بالطبع لا يكفي؟ إذن المطلوب تخريب السودان ونزع استقراره وقتل شعبه وتدمير أركان حضارته ومجتمعه وأسسه وأي قوة في اقتصاده وأي مستقبل يمكن أن يكون ممكناً تحقيقه في هذا البد الغني الفقير المتخم الجائع؛ بمعنى آخر: الفوضى الخلاّقة!!

أمر آخر، يريدونه، ربما، من السودان: ورقةُ توت لتغطية عوراتهم التي كشفها صمود سورية وتحدّيها لإرهابهم وخططهم وإعلامهم وأموالهم القذرة وأسلحتهم الموجهة لصدور الأشقاء عوناً للأعداء.. توجهوا للسودان للتعمية على فشلهم في سورية وفي مواجهة سورية وفي كسر سورية. السودان المسكين ليس مؤهلاً لمواجهة قذارتهم ولا لمواجهة خططهم أو نفاقهم وغدرهم وسطوتهم وكفرهم.

السودان الطيب، بشعبه وأصالته أصبح تحت سكين الجزارين العرب والإقليميين والغربيين ولن يسمّي عليه أحد، وليس له قوة ذاتية أو تحالفات خارجية تحميه وتمنع الحرب عليه!!

ربَّنا تلطف بهذا البلد وبأهله الطيبين وارحمهم من ظلم ذوي القربى ومضاضة سيفهم المهنّد يا أرحم الراحمين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.