تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر "جنيف 2" سيعقد في موعده لكن دون التوصل إلى نتائج ايجابية

حسب المعطيات الأولية المتوفرة، وما قاله الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فإنه من المقرر عقد مؤتمر "جنيف 2" حول الوضع في سورية يوم 22 كانون الثاني القادم، وان الاستعدادات لعقد المؤتمر بدأت بالفعل رغم انه لم توجه الدعوة بعد الى الدول المتوقع مشاركتها فيه. وما زال العمل جارياً لوضع قائمة نهائية بأسماء الدول المدعوة لهذا المؤتمر.. واضافة الى "عُقدة" و"مشكلة" الدول المشاركة في المؤتمر، فإن هناك عقدة ثانية ألا وهي "أجندة" أو مواضيع البحث فيه. وهناك من يطالب أو يضع شروطاً للمشاركة فيه من أحزاب ما تسمى بالمعارضة السورية، في حين أن الدولة السورية ترفض وضع شروط مسبقة، وتقول أن المؤتمر سيتقبل بحث كل ما هو ضروري، أي أن من حق الجميع طرح ما يريدون داخل المؤتمر.

وأمام عدم حل الخلافات حول الدول المشاركة، ومواضيع البحث، فهل من الممكن عقد المؤتمر في الموعد الذي حدد له، أم أن هناك تأجيلاً قادماً؟

 

حل الخلاف حول الدول المشاركة

هناك مساعِ لحل الخلاف حول الدول المشاركة، وأهمها هو تحسين العلاقات الايرانية السعودية، إذ أن السعودية ترفض علناً مشاركة ايران فيه لعرقلة عقد المؤتمر، وكذلك عملياً وضمنياً لا تريد السعودية مشاركة تركيا وقطر، ولكنها لا تعلن ذلك، بل عبر عرقلة عقد المؤتمر، وتأجيل عقده يعني أن لا أحدا سيشارك فيه حتى الآن.

تسعى ايران الى تحسين العلاقة مع السعودية مع أن الأخيرة ترفض ذلك ولكنها قد تجبر على تحسين هذه العلاقة ولو شكلياً اذا قررت الادارة الاميركية الضغط عليها، واصدار أوامرها اليها، وخاصة أن الادارة الاميركية غاضبة على ما يدلي به مسؤولون سعوديون من تصريحات ضد اميركا، وضد الاتفاق التمهيدي مع ايران.

أما إذا أصرت السعودية على عدم الحضور، فقد يعقد المؤتمر من دونها. وهناك من يطرح فكرة عدم دعوة ايران الى المؤتمر في حال عدم مشاركة السعودية فيه، مع أن المنطق يقول أن عدم دعوة ايران هو خطأ جسيم، ولن يؤدي إلى نجاح المؤتمر، وقد ترفض سورية المشاركة في المؤتمر إذا تم استبعاد حليفتها وصديقتها عنه. وهل من المنطق عدم دعوة ايران اليه في حين أن دولاً أخرى عديدة من العالم سيتم دعوتها اليها؟

 

مواضيع البحث

لقد طالبت "المعارضة" عبر تصريحات لها بأن يتم بحث تنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم، أو عدم ترشحه لولاية رئاسية جديدة، ولكن المقترح قد يتم تداوله ولكن لن يتم اعتماده، لأن هذا ما يقرره الشعب السوري بنفسه وليس "فصيلا" ما موالياً للخارج، ليس له أي وجود فعلي على أرض الواقع. وهل يمكن أن تقبل سورية الاطاحة برئيسها، وهي التي أطاحت واسقطت المؤامرة الهادفة الى ذلك منذ ثلاث سنوات. أي هل يعقل أن تقبل سورية ببند أو شرط فشلت فيه كل قوى العالم المتآمرة من تحقيقه على أرض الواقع من خلال تدمير وتخريب وقتل، أن يحقق هذا الأمر سياسياً. هذا غير منطقي ومرفوض جملةً وتفصيلا.

والموضوع الثاني المطروح هو تشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات، وهذا ما تم الاتفاق عليه في "جنيف 1" وستكون هناك خلافات حول من سيشارك في هذه الحكومة، وكذلك من المسؤول عنها، طبعاً الرئيس بشار الأسد.

سورية تعتبر المؤتمر عاملاً مساعداً لحوار السوريين ولا يحق لأحد من الدول المشاركة فرض املاءاتها ورغباتها. فالحل سوري صرف. أما روسيا فإنها معنية بتوافق دولي أوسع ليس حول الحل في سورية فقط، بل حول ما تواجهه منطقة الشرق الأوسط من عدم استقرار.. وذلك بسبب الارهاب. وعلى المؤتمرين الاتفاق على التصدي له. وكذلك بعض الدول تطالب بأن يكون هناك اطار لاتفاق دولي حول منطقة الشرق الأوسط، أي تقاسم نفوذ ومصالح، أي سايكس بيكو جديد، أو مؤتمر يالطا آخر. ولهذا السبب اميركا تشارك أيضاً في العرقلة لأنها تذهب إلى المؤتمر ضعيفة لم تحقق أي شيء على أرض الواقع، فسورية وحلفاؤها هم المهيمنون على أرض الواقع، ولذلك قد يفرضون ما يريدون، ويحققون مكاسب على حساب اميركا والدول المتحالفة معها.

إذا تم بحث موضوع "الارهاب"، فإن الدول الداعمة له ستكون في وضع محرج، فلا تستطيع تأييده، وفي الوقت نفسه دعمه، وقد تضطر الى تبني موضوع محاربته ومكافحته، فهي تعلن ذلك، وهذا يعني أن على الدول التي تدعم الارهاب في سورية أن توقف هذا الدعم.

 

عقد مؤتمر ولكن من دون نتائج ملموسة

قد يعقد المؤتمر في الموعد المحدد مع أن الموعد قابل للتأجيل أيضاً. واذا عقد فإن المؤتمر لن يتوصل إلى قرارات حاسمة، وكل ما سيقوله وسيدعو اليه تبني مقررات مؤتمر جنيف "1"، أي أن مؤتمر جنيف "2" لن يكفي وسيحتاج المؤتمر إلى مؤتمر آخر ثالث ليكمل الجهود للتوصل إلى اتفاق نهائي.

سواء عقد المؤتمر أو لم يعقد فإن سورية الدولة الشرعية تحقق تقدماً ميدانياً وانتصاراً كبيراً على الارهاب. ومع مرور كل يوم تتضح صورة الوضع الحقيقية. وبدأت شعوب العالم تؤمن وتدرك وتعترف بأنه لا بدّ من وضع حد للارهاب في سورية، ولا بدّ من معاقبة من يدعمه. وهذا الواقع سيجبر الجميع في النهاية الى الوقوف مع سورية ضد الارهاب، وهذا ما ستؤكده الشهور القادمة، لأن دول العالم متخوفة من أن انتصار سورية على الارهاب يعني عودة هؤلاء الارهابيين الى ديارهم والثأر ممن دعموهم أو لم يدعموهم.

 

 

جاك خزمو

المحرر ورئيس تحرير مجلة البيادر / القدس المحتلة

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.