دبي 18/08/201
أسائل نفسي كيف أصبحت شاعراً وإن كان هذا فضلُه جاء من ربي |
|
|
فلست أديباً لا يشق غباره ولا عشت في بيت يفاخر بالكتب |
|
|
قرأت مع الأيام ما كنت أشتهي وكان دليلي مستعاراً من الصحب |
|
|
وكانت قراءاتي بحجم بطالتي وقد كنت مغموراً بقارعة الدرب |
|
|
وصرت سياسيّاً يواكب حلمَه وكانت بيَ الأحلام تجثو على قلبي |
|
|
قرأت من الأشعار في موسم الصبا قرأت مع التاريخ في السجن عن قرب(1) |
|
|
وكنت أناجي الليل كي يبقى مظلماً لأن نهاري كان يمضي بلا كسب |
|
|
وكان رفاقي يقرؤون همومهم وكانت هموم السجن تشتد بالكرب |
|
|
وفي معظم الأيام كنت ملازماً قراءة تاريخ الأعاجم والعُرب |
|
|
وكنت فخوراً بالذي قد قرأته وفيه تعلمت المواقف في الخطب |
|
|
وما كان في حسبي بأن أمسى شاعراً إلى أن نظمت الشعر بالمنهج اللحب |
|
|
وقارعت في شعري صنوف مرارتي وأعطيته جهداً تجاوزه حبي |
|
|
وما كنت في سردِ القضايا مبالغاً وكنت صدوقاً في العداوة والحب |
|
|
وأصبحت مأجوراً يقدّم جهده طواعية بعداً عن الأجر والكسب |
|
|
وطافت بي الدنيا أناجي أحبتي ومعظمهم قد صار في باطن الترب |
|
|
وأمسيت في دربي إلى حيث هاهُمُ اسائل ربي كي أفوق على ذنبي |
|
|
1- لقد دخلت السجن بتاريخ 23/02/1966 وحتى غاية 9 حزيران 1967 بعد إعلان سقوط القنيطرة وطفت في هذه الفترة مواقع عدة سجون في سوريا.