تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

زوبعة ... دوامة ....لا فرق ؟؟؟



وقائع لا يراد لها أن تُذكر لا في الإعلام الأمريكي ولا في الإعلام الإسرائيلي، لذلك من يتابع إعلامهم في الآونة الأخيرة يدرك مدى تخبطهم إن كان في العراق أو في سورية ولبنان على حد سواء ولاسيما بعد أن قامت سورية وحزب الله بعملية استباقية قلبت كل موازين الخطط الأمريكية الصهيونية التي تتمخض بالقضاء عليهما من خلال تطويق الوسط السوري والحدود اللبنانية السورية، وما زاد الطينة بلة إخفاقهم أمام المقاومين الفلسطينيين في حربهم على غزة وخسارتهم بها بشرياً ومادياً، أضف إلى ذلك التخبط الخليجي ولاسيما السعودي والإماراتي والبحريني حتى القطري من مجريات الأحداث التي قلبت الطاولة على أصحابها.

لم تدرك الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل بأن القيادة السورية ستتمكن من لجم الجماعات المسلحة بعيداً عن المناطق ذات المواقع الإستراتيجية بدءاً من القصير إلى جرود القلمون إلى ريفي اللاذقية وحلب، كما أنها لم تتوقع الفوز الساحق للدكتور بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتحمّل الشعب السوري للحرب الاقتصادية التي نشبت ضده منذ اندلاع الأزمة إلى تبعات المهجرين السوريين من مناطقهم إلى دول الجوار التي تسببت في عجز اقتصادي واجتماعي في الداخل والخارج، فما كان عليهم إلا أن يغيروا بوصلتهم باتجاه بوصلة سياسية من جهة وقتالية من جهة ثانية.

فكانت أول مهمة حمّلها الجانب السعودي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ( بموافقة أمريكية) ورقة تفاوضية لعرضها على بوتين لقاء تخليه عن سورية وعن الرئيس بشار الأسد خصوصاً مضمونها (السماح لروسيا بإشغال مرفأ الإسكندرية بديلاً عن مرفأ طرطوس وإنشاء حلف روسي مصري سعودي بغية محاربة الإرهاب وتبعياته).

لكن ماذا حمّل بوتين للسيسي ؟

هذا ما سيطرحه وزير خارجيته أمام وزراء خارجية الأردن وقطر والإمارات والبحرين في الاجتماع المقرر عقده في السعودية (حل الأزمة السورية حلاً سياسياً من خلال استعادة الاستقرار وعودة المهجرين وتحقيق طموحات الشعب السوري وتوفير الظروف المناسبة لمكافحة الإرهاب).

السؤال الذي يُسأل :

أين الحديث الذي كنا نعتاده على مر الأزمة السورية ألا وهو ذكر اسم الرئيس بشار الأسد في  الورقة التفاوضية المصرية  ؟؟

هل للإنجازات التي فرضتها المعركة الميدانية العسكرية على الأرض السورية وفوز الرئيس الأسد في الانتخابات الرئاسية دور في قلب الطاولة على أصحابها ؟؟؟

أما المهمة الثانية فكانت لسعد الحريري وذهابه إلى لبنان حاملاً بحوزته منحة سعودية للجيش اللبناني البالغة مليار دولار .

ما علاقة مثل هذه المنحة بانفجار الوضع في عرسال ؟؟؟ وهل نجحت مساعيه التي أجرها من تحت الطاولة فيما يخص حزب الله ومشاركته في سورية ؟؟؟

الحدث الأبرز من كل ما ذُكر هو تكثيف إرسال عدد مقاتلي داعش إلى كل من سورية والعراق ولبنان بالتزامن مع التحرك السياسي الدولي...... لكن أين نضع قرار البنتاغون بضرب داعش في العراق من هذا الكثيف ؟؟ والآن يدور الحديث في الفلك الأمريكي على لسان وزير دفاعه تشاك هيغل بضربه في سورية (  بغض النظر عن موافقة أو عدم موافقة السلطات السورية على ذلك) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وما الجديد في مجريات الأحداث حتى قرر صانعو داعش وغيرها (الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية) ضرب هذا التنظيم ؟؟؟  أم ان هناك التفاف على سرقة الانجازات التي توصلت إليها سورية وحزب الله ؟؟؟؟؟    

ما هو السيناريو الأمريكي الصهيوني الذي كان سيترتب عليه تغيير المالكي بالعبادي حتى تداركته كل من سورية وإيران وحتى المالكي نفسه على الفور ؟؟؟؟

هل كان المقصود خلق خلاف شيعي شيعي ليكون مقدمة لتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات كما أفرّ بذلك جو بايدن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولا ننسى الإيعاز إلى خالد مشعل بالتحرك الفوري بغية إجهاض الحرب على غزة وانتصار المقاومين الفلسطينيين على الكيان الصهيوني والاستدلال على مكان قائد كتائب القسام محمد الضيف لينتهي المطاف إلى استشهاد ثلاثة فياديين في الحركة.

هل للاتصال الذي أجراه خالد مشعل مع محمد الضيف والذي دام لفترة طويلة دور في معرفة الكيان الصهيوني مكان محمد الضيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذه التساؤلات كلها في ذهن كل مواطن عربي مهتم بقضايا أمته فمن يراقب تطورات الأوضاع في سورية والعراق ولبنان وحتى مصر يدرك بداية بأن البوصلة الأمريكية الصهيونية أخذت منحى آخر ألا وهو الصراع على من هو الأقوى من جهة ولملمة خسائره التي مُنيّ بها جراء مؤامرته إن كانت على سورية أو العراق أو حزب الله كما أنه واهم من يعتقد بأن داعش وغيرها هي السبب في تغيير البوصلة الأمريكية الصهيونية للأسباب التي ذكرتها آنفاً.

الحقيقة الواضحة والجلية للجميع ولكل من يستطيع قراءة ما بين السطور أن أمريكا وإسرائيل تعيشان في دوامة كبيرة يحاولان الخروج منها بأقل الخسائر، لكن المؤشرات تدل على أنهما غير قادرين على الخروج من هذه الزوبعة التي ستجعل رأسيهما  مترنحين وغير قادرين على شيء إلا السقوط المدوي في مستنقعات الذل والخذلان.

                                                                                                                                      الإعلامية مها جميل الباشا

  

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.