تتصدر شجرة التفاح المرتبة الأولى بين الأشجار المثمرة في محافظة السويداء إذ يصل عددها إلى 120ر3 ملايين شجرة المثمر منها حاليا1ر2 مليون شجرة معظمها بعلية , بمساحة إجمالية تبلغ 14800 هكتار بنسبة 39 بالمئة من إجمالي المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة والبالغة 38138 هكتارا.
ويشير مدير الزراعة بالسويداء المهندس بسام الجرمقاني لمراسل سانا إلى أن الاهتمام بهذه الشجرة يعود للجدوى الاقتصادية منها والظروف الملائمة لزراعتها وخاصة في الأماكن التي يزيد ارتفاعها عن 1400 متر ومن ابرزها مناطق ظهر الجبل وجبل عرمان وسالة والمشنف والسهوة ومياماس.
ويقدر الجرمقاني إنتاج المحافظة من التفاح للموسم الحالي ب 49273 طنا مقابل 34277 طنا إنتاج الموسم الماضي لافتا إلى أن أغلبية أشجار التفاح المزروعة من أنواع ستاركن وغولدن والتي تمتاز بلون مميز وصلابة تجعل قوامها متماسكاً وتعطيها قدرة تخزينية لفترة طويلة.
ويرى أن شجرة التفاح تشكل مصدر دخل جيد لعدد كبير من أبناء السويداء موفرة آلاف فرص العمل للعاملين من داخل المحافظة وخارجها لكل الأعمال المتعلقة بها بدءاً من أعمال استصلاح الأراضي بهدف تحضيرها للزراعة وتأمين الغراس اللازمة من الأصناف المرغوبة والمناسبة مروراً بعمليات خدمة هذه الشجرة والعناية بها من الفلاحة والتقليم والمكافحة و انتهاء بجني وتخزين وفرز وتوضيب وتأمين العبوات التخزينية والتصديرية اللازمة.
ويلفت مدير الزراعة إلى أن “سعر تكلفة إنتاج الكيلو غرام الواحد من محصول التفاح بالنسبة للمزارعين وفقاً للدراسة الفنية التي تم إعدادها للموسم الحالي تبلغ 56 ليرة بشكل وسطي”.
ويوضح رئيس دائرة الخزن والتسويق بالسويداء فادي مسعود أن الدائرة حددت خطة الاستلام لمحصول التفاح لهذا العام بنحو 1300 طن مع تجهيزها لوحدات التبريد الخاصة بالتخزين وتوفيرها للصناديق البلاستيكية اللازمة .
ويذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لتسويق الخضار والفواكه شحاذة قطيش أن الجمعية وضعت خطة “لاستقبال 500 طن من محصول التفاح الواردة إليها من المزارعين خلال الموسم الحالي مع استعدادها لاستلام كميات أكبر لمساعدتهم في تسويق منتجهم”.
ويحدد رئيس دائرة التسويق الزراعي بمديرية الزراعة المهندس نسيب فلحوط صعوبات التسويق الخارجي للتفاح ومنها غلاء أجور النقل واليد العاملة الفنية وارتفاع أسعار الكهرباء في وحدات التخزين إضافة إلى مشاكل تسويقية داخلية ما يؤدي إلى رفع سعر المادة على المستهلك.
ويشير إلى الأساليب التسويقية المهمة والجديدة لمساعدة المزارعين بتصريف إنتاجهم للتفاح غير القابل للتخزين ومنها ما طرحته غرفة زراعة السويداء قبل سنتين لإنتاج الدبس من التفاح والتي لاقت استجابة وأثبتت جدواها.
ويوضح رئيس الغرفة الزراعية بالسويداء حاتم أبو راس أن نواتج التفاح غير القابلة للتخزين أو التصريف لأسباب تتعلق بالصفات الشكلية للثمرة كصغر حجمها أو سوء قطفها أو تعرضها للسقوط تشكل نسبة 20 بالمئة من إنتاج المحافظة وهي تباع بشكل مباشر بأسعار متدنية بينما تحويلها لدبس يرفع سعرها لافتا إلى أن معاصر صناعة دبس العنب تستقبل المزارعين لتصنيع دبس التفاح في حين أن تحضيره لا يتطلب تكاليف كبيرة ويمكن للمزارع نفسه القيام بتصنيعه في المنزل من خلال الاستفادة من آلات عصر التفاح المصنعة محلياً .
ويشير رئيس اتحاد الفلاحين بالسويداء خطار عماد إلى الصعوبات التي تواجه محصول التفاح ومنها ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة والأيدي العاملة وقلة توفر المحروقات وارتفاع أسعارها وأجور إصلاح الآليات وقطع التبديل وانقطاع التيار الكهربائي الذي يؤدي لتلف الثمار وتدني جودتها وارتفاع أسعار الصناديق البلاستيكية وعدم توفرها في وحدات التخزين بالشكل الكافي إضافة إلى ارتفاع تكاليف توضيب ثمار التفاح وتجهيزات التصدير وتراجع القدرة التسويقية في القطاع العام خلال السنوات الأخيرة الأمر الذي فسح المجال لبعض التجار للتحكم بشراء الثمار بأسعار متدنية.
ويبين أن شجرة التفاح تتعرض لآفات أخطرها دودة ثمار التفاح وتؤثر سلباً على اقتصادية الإنتاج وتسهم في تساقط الثمار إضافة لحفار ساق التفاح والنقرة المرة والبياض الدقيقي وغيرها.
ويلفت رئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة بالسويداء المهندس عصام حديفة إلى أن لدى المديرية برنامج مكافحة متكاملة لآفات التفاح تم تعميمه على المزارعين عن طريق الوحدات الإرشادية وذلك بما يضمن التخفيف من استخدام المواد الكيميائية والوصول إلى منتج نظيف كما تنفذ المدارس الحقلية الخاصة بالمحصول لنشر المعلومات الفنية الزراعية والأساليب والتقنيات الزراعية الحديثة.
ويوضح رئيس قسم بحوث التفاحيات والكرمة بالسويداء الدكتور بيان مزهر أن القسم ينفذ حاليا عددا من الأبحاث على محصول التفاح بهدف تحسين واقع زراعته والجدوى الاقتصادية منه وإنتاج أصناف وأصول متحملة للإجهادات البيئية وبعض الإجهادات الحيوية.
ويلفت مزهر إلى أن المركز أنجز عام 2011 أول أطلس لأصناف التفاح بالسويداء بهدف وضعه كدليل علمي وعملي بين أيدي المهتمين بزراعة هذه الشجرة من الفنيين والمزارعين يضم قرابة 60 صنفاً من أفخر الأصناف المنتشرة عالمياً ويتضمن المعلومات المتعلقة بكل صنف.
عمر الطويل
