تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الكويت: قمّة الحدّ من الخسائر السعودية؟!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                                   11 /12/2013

انعقدت قمة مجلس التعاون الخليجي وسط ظروف ضاغطة على الخليج والمنطقة، ولكن الضغط الأبرز فيها هو القلق السعودي بعدما أثبتت السياسة السعودية فشلها وجهلها بتطورات المنطقة وتلقيها تتالي الخسائر التي تحاول القيادة السعودية جاهدة الحدّ منها ولكن يبدو أن جهودها، دون جدوى.

ميدانياً، تخوض السعودية حرب تمويل الإرهاب والمسلحين في أكثر من دولة؛ من اليمن إلى أفغانستان والباكستان إلى العراق وسورية ولبنان والأردن، سواء بالتمويل أو التسليح أو عبر إرسال المسلحين وتدريبهم. وفي هذا الشأن فالمملكة تخسر على كل الجبهات التي تديرها بالواسطة أو عبر المشاركة مباشرة، وآخر الخسائر السعودية الميدانية القاسية هي في فشل الهجوم المسلح على العاصمة السورية دمشق من ريفها الشرقي والجنوبي وفي منطقة القلمون، وهو مما يزيد الغضب والتوتر والقلق السعودي. أما سياسياً، فقد بدأت تتعرى السعودية من الحلفاء المقربين والمفترضين لها؛ من واشنطن إلى أوروبا والمنطقة، وصولاً إلى التحدي العماني في حديقتها الخلفية؛ أي مجلس التعاون الخليجي.

في قمة الكويت أمس، حضرت السعودية بوفدين الأول برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز، والثاني، برئاسة احمد الجربا رئيس ما يسمى الإئتلاف السوري المعارض. والسبب هو محاولة توجيه اهتمام القمة وحرفها عن مشكلتها الأساسية وهي تنامي عدم الثقة والخلافات بين الدول الخليجية الست في مجلس التعاون، وبالتالي تأجيل انفجار القمة فيما لو أصرّت السعودية على طرح مشروعها القاضي بإقامة اتحاد بين دول الخليجي لمواجهة التطورات الخارجية وعلى رأسها تعزيز دور حلف الممانعة وعلاقاته بإيران وروسيا.

وإذا لم تكن السعودية تحاول الهرب من تفجير القمة ومجلس التعاون نفسه في هذا الوقت القاتل بالذات، وبالتالي فقدان آخر ستار تحتمي به أو سقوط ورقة التوت الخليجية، فماذا يعني أن تعنون صحيفة الوطن السعودية اليوم(11/12/2013) خبر قمة الكويت بالقول: (أزمة الـ1000 يوم تسيطر و"صندوق" لدعم صمود السوريين.. أمير الكويت ينتقد عجز مجلس الأمن عن إنهاء الكارثة السورية)، في تغييب للشأن الخليجي، فيما تعتبر افتتاحية الصحيفة نفسها أن "مشروع الاتحاد الخليجي بات خيارا وحيدا"؟! وإذا لم تكن السعودية تائهة وفي مأزق وإرباك وفشل، فماذا يعني اعتبار "كلمة" صحيفة (الرياض11/12/2013) اليوم أيضاً، إن مجلس التعاون مأزوم بنشوء شكوك لا يمكن تبديدها أو تبريرها، وأن الأزمات التي بدأت تظهر على السطح ترسخ تلك المخاوف؟!

وللحق، ففيما اعتبرت صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم أن قمة الكويت تتستّر على الانقسامات الخليجيّة، لفتت إلى أن التجاهل قد يكون الدواء الأفضل للأمراض المستعصية، مشيرة إلى أنّ الانقسام لامس حدّ التمرد على السعودية، اعتبرت افتتاحية صحيفة القدس العربي القريبة من قطر، اليوم أيضاً، أن  السعودية، بالنتيجة، تحصد الآن ثمار سياسة خاطئة لن تلبث أن تهبّ بقوة على ربعها الخالي!"، هل هو تحذير أم تهديد أم شماتة؟!!. وجاء عنوان الشرق الأوسط السعودية ليثبت عكس ما أرادت الصحيفة، وأن أكبر نجاح يمكن أن يسجل للقمة هو عدم انفجار الخلافات الخليجية؛ "أمير الكويت: أثبتنا للعالم صمود مجلس التعاون.. ولي العهد السعودي يعرب عن تطلعاته بأن تحقق القمة آمال الشعوب وصولا إلى التكامل المنشود". أي صمود وأي تطلعات بعد ثلاثة عقود ونصف من الموت السريري المعلن، على مَن تضحكون يا أصحاب السموّات؟؟

ربما كانت القدس العربي هي التي بقّت البحصة القطرية وكشفت الحقيقة المرّة عندما اعتبرت افتتاحيتها أن  "موقف عُمان يكشف بجلاء مأزق السياسة الخارجية السعودية ويضعف قدرتها على الفعل" وأن "الهوّة المتزايدة الاتساع بين السعودية وعُمان هي نتيجة لتراكم أسباب عديدة أهمها الإحساس المتصاعد بتراجع مقام السعودية في توازنات القوى بمنطقة الخليج العربي... تكشّفت عورات السياسة السعودية ووقوفها المسيء ضد التاريخ!". منذ متى كان الحديث عن السعودية وسياساتها يتم بهذه الطريقة لولا الحماقات السعودية وقصر النظر وإيذاء الجميع حتى فاض الكأس بالجميع؟؟

ماذا يعني أن يتحول أمير الكويت ورئيس القمة، إلى إطفائي إن لم يكن يعني أن مجلس التعاون الخليجي لن يكون منتجاً بعد الآن، وسيتجمّد بشكل أكبر من أي وقت مضى إلى أن تُعلن نعوته أو تنفخ فيه الروح من جديد وعلى الطريقة العربية!! وإن لم يكن الفشل والحماقة، فماذا يعني أن السعودية التي كانت رائدة في المنطقة والعالم، أصبحت بفضل سياساتها التدميرية الانتحارية تستجدي مواقف أصغر الدول وأقربها، بل وتخشاها!! هل ستضيف السعودية عُمان إلى قائمة الدول التي ستزودها بالإرهابيين كما تفعل في سورية وغيرها؟!! ليست وحدها القدس العربي من تعتقد أن حماقات السياسة السعودية ستنعكس عليها وستهبّ بقوة على ربعها الخالي!".

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.