تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سلطنة عُمان للسعوديين: كفى!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                             17/12/2013

اعتبر حمد بن عيسى ملك البحرين، أن إعلان البحرين عن جاهزيتها لقيام الاتحاد الخليجي تأكيد على إرادتها الثابتة وعزيمتها الصلبة لتحقيق التكامل مع دول المجلس والانتقال من التعاون إلى الاتحاد (الشرق الأوسط17/12/2013). تأكيد ملك البحرين عن تطلعه للدعوة إلى قمة خاصة للإعلان عن قيام الوحدة الخليجية في الرياض، هو نفاق صريح ممجوج وتدليس للقادة السعوديين الذين ينعشهم ذلك ويحبونه ، وهم الذين يحمون نظامه وعرشه في مواجهة شعبه. وكلامه عن الاتحاد لا يستحق أكثر من هذا الرد لأن تاريخه يكشف أنّ لا الاتحاد يهمه ولا الوحدة ولا التعاون ولا مصلحة شعبه أو الشعب الخليجي؛ ما يهمه هو سلطانه وأمواله ومُلكه. وما تسرّب عن طلبه من المستعمر البريطاني البقاء ليس إلا شاهداً على الخداع والنفاق الذي يمارسه "صاحب الجلالة ملك البحرين المرتجف" للحفاظ على الدعم الذي يقدمه قادة السعودية للحفاظ على وضعه القائم. لكن كلام الملك المرتجف الخائف، تقابله رصانة وثبات عُماني برفض الاتحاد مع الجار والشقيق الغليظ؛ السعودية. فالقمة في الكويت لم تطفيء شرارة الحريق الذي بدأ يشتعل بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولكنها أبقته تحت السيطرة، حتى الآن. ولعل مشكلة العمانيين الحقيقية ليست في الاتحاد نفسه، بل فيمن يطرحه. فمن الطبيعي ألا تخشى السلطنة من تسلط جيرانها الآخرين مثل قطر أو الكويت أو الإمارات، لكنها تخشى بالطبع من التسلط السعودي والسطوة السعودية والإبتزاز السعودي. والأهم أنها تخشى من المغامرات السعودية الخارجية التي بات واضحاً أنها تجلب المصائب والكوارث على الجميع والكل يتبرم منها ويتجنبها ولكن الصوت العُماني كان الأقوى والأكثر جرأة. مشكلة عُمان والخليجيين مع السعودية هي في " ذلك المرض السعودي الناجم عن قناعة القيادة السعودية بأنها فوق الجميع وفوق النقد وفوق الواقع"، إن كانت الحقيقة هي أنها أدنى من الجميع وتتجاهل الواقع وتجهله، وسياساتها لا ولم تحمل الخير لأحد لا المواطنين السعوديين ولا غيرهم. وبالأمس، على سبيل المثال، نقلت وكالة رويترز التي لا يمكن تصنيفها أنها تعمل لصالح الرئيس السوري، خبر "إصدار محكمة سعودية قراراً بحق الناشط الحقوقي عمر السعيد بالسجن أربع سنوات، فضلاً عن 300 جلدة، لمطالبته بملكية دستورية في السعودية". مجرّد إبداء الرأي كلّف ذلك، ماذا تنتظرون في بلاد تتعامل قيادتها بهذه الطريقة مع مواطنيها، وكيف يمكن تصديق أي شيء يخرج عنها، أو كيف يُؤمن جانبها والتعاون أو الاتحاد معها؟!! أمر آخر، وهو أنه، ما إن أعلن وزير الخارجية العماني موقفاً لا يريدونه في السعودية أو لا يتوافق مع آرائهم أو لا يروقهم، حتى هبّت أقلام الكتاب السعوديين المؤدلجة والتصريحات السعودية التي تهدد وتتوعد بالسياسة والاقتصاد والعقوبات على عُمان! ....عن أي اتحاد وأخوّة إذن يتحدثون؟!! العمانيون لا يرفضون الاتحاد ولا التعاون ولا الشراكة، هم يرفضون الإنجرار إلى المصيدة السعودية التي ستقودهم إليها السياسات السعودية الخرقاء والانتحارية والتي تكاد تفجّر المنطقة والسعودية ضمنها وتسقط شظاياها على رأس الجميع. العُمانيون يقولون بهدوئهم المعهود للسعوديين كفى، توقفوا عن ممارساتكم وعن سياسات التخريب التي لا نوافق عليها ولا نعتمدها ولا يمكن أن تنجح. وإلا لماذا تتقارب عُمان مع إيران أو غيرها، أو لماذا لا تصطدم مع الكويت مثلاً، إن لم تكن السعودية وسياساتها هي السبب؟!!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.