18/12/2013
نفى وزير الدفاع التركي، عصمت يلماظ، المعلومات التي تحدثت عن قيام بلاده بتسليم المعارضة السورية أسلحة قتالية، مؤكداً أنّ المعدات المذكورة هي بالأساس «بنادق صيد». وقال يلماظ، خلال جلسة البرلمان التركي لمناقشة ميزانية عام 2014: «لم تسلم أية أسلحة عسكرية من قبل تركيا لسوريا في عام 2013». وكان يلماظ يردّ على ما ذكرته صحيفة حرييت التركية، أول من أمس، استناداً إلى "وثائق رسمية تركية وأممية" من أن تركيا سلمت مقاتلي المعارضة السورية منذ شهر حزيران 47 طناً من الأسلحة والذخيرة.
مسكينة المعارضة السورية، السلاح المقدّم لها بنادق صيد فقط!! مسكينة تركيا، لا تقدّم إلا بنادق الصيد والفنادق الخمس نجوم للحوار الديمقراطي في سورية!! وحده الرئيس السوري يمتلك السلاح ويقتل شعبه الذي سار "كلّه" ضده، وهو يقتل أركان نظامه ويفجّر مقراته الأمنية ويدمّر المدارس التي بناها وكل بنيته التحتية ويقتل حتى المؤيدين له، وهو يستقدم الإرهابيين ويقوّي الإسلاميين في سورية والعراق وتونس والجزائر ليبيا ومصر واليمن ويدعم حزب الله والمعارضة البحرينية.. وربما سيكون مسؤولاً بعد حين عن التحولات الفلكية والزلازل والعواصف الشمسية والنيازك التي تضرب الأرض، من يدري.. ومع ذلك يستمر في الحكم؟!! ومع كل القوة الخارقة التي ينسبها أعداء سورية إلى النظام السوري، كانوا يتحدثون عن أيام أو أسابيع لسقوطه؟! مَن يفهم كيف يجمع هؤلاء هذين النقيضين معاً، أو يقدّم تفسيراً منطقياً لذلك؟؟
كل ما يقوله أعداء سورية يثبت حقيقة واحدة راسخة؛ إنهم كاذبون وأغبياء. جهلوا ويجهلون حقيقة سورية. وما قاله وزير الدفاع التركي بالأمس، هو نفاق غبي وتبرير جاهل ومتأخر ونفيٌ لحقيقة مؤكدة ساطعة كالشمس؛ ببساطة أعلنت الحكومة الأمريكية والغرب حرجهم بعدما سيطرت "الجبهة الإسلامية" على مستودعات للجيش الحر(لا رحمه الله) قرب الحدود التركية، تحتوي "ليس" على بنادق صيد، كما يزعم يلماظ، وإنما مضادات طائرات ومضادات دبابات. ولنكون أكثر دقة، تحدثت الصحيفة التركية عن /47/ طن من الأسلحة والذخيرة، فهل كل هذه الأطنان بنادق صيد؟! يلماظ لم يكذّب بالكامل، حاول تسخيف الحقيقة لتكون على شاكلته وشاكلة حكومته!! سيد يلماظ: يمكنكم الكذب والتدجيل، ولكن ليس مطلوب منا ومن غيرنا وشعبكم أولاً أن نصدق سخافاتكم، بل السخرية من بلاهتكم وحكومتكم الغبية الغادرة.
نعم، بعدما سقطت ورقة التوت عن الحكومة التركية، أصبح أعضاء هذه الحكومة في مأزق كبير. لا حجج ولا تبريرات منطقية أو عاقلة أمام الداخل والخارج للسلوك العدواني المفاجىء لحكومة رجب طيب أردوغان تجاه سورية التي فتحت باباً صادقاً للتعاون والاستقرار في المنطقة عندما وقّعت /53/ اتفاقية للتعاون مع تركيا. وعصمت يلماظ، هو أحد أفراد جوقة "صفر مشاكل" مع الجيران والتي انتهت إلى "صفر علاقات" مع الجيران، وإلى أذية الاقتصاد التركي والسياسة التركية والشعب التركي والموقع التركي والصورة التركية في العالم كلّه.
عصمت يلماظ: انصحك بالاستفادة من تجارب ميشال كيلو في التلوّن و"التحربن ـ من الحرباء"، ورفعِ الشعارات اليسارية والديمقراطية ثم التعاون مع رئيس الاستخبارات السعودية، أو بالاستفادة من خبرة وليد جنبلاط في الالتفاف والدوران وتغيير الاتجاه حسب الرياح، أو بتعلم الصيد ـ ليس في الماء العكر طبعاً ـ من رئيسك المباشر أردوغان!! ولكن لا أنصحك باقتراف كل هذا الكذب والنفاق مرّة واحدة، فذلك يعصى على التصديق حتى من قبل من يريد ويحاول ذلك!!
