تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عام جديدعلى سورية ..لنقلب الصفحة!!!

مصدر الصورة
سوريانا

 

 

 

قد لايعجب البعض ما سأكتبه لكنه قناعتي وما أؤمن به ...

سوريا اليوم ومايحصل فيها ليس مانتمناه ... ليس لدي أدنى شك بأن كل مواطن سوري أيا كان توجهه وأراؤه وأفكاره ليس سعيدا بما يحصل بل ويتمنى أن تكون بلده في موقعها الطبيعي الذي تستحق ... لست من المشككين في الناس ونواياهم ولست من فئة الحاقدين ولا الكارهين ...

 

سوريا اليوم مدمرة.. حجارتها وشوارعها واقتصادها وسياحتها  وزراعتها وصناعتها وكل ذلك مهما عظم وكبر فهو لاشيء أمام دمار أنفس أبنائها ولست هنا أناقش التشاؤم الذي يسكن معظمنا بل أناقش درجة الكراهية والحقد التي تأصلت في دماء الكثيرين منا .

 

رغم كل ذلك مازال في سوريا روح غريبة وفريدة ترفض الموت والسواد وهي روح لاتفنى هي باقية وجميعنا زائلون مع احقادنا ...

هذه الروح هي من سيجعلنا نؤمن بان المستقبل يجب ان يكون مغايرا لمايحصل ..

 

كلنا مقصرون بحق تلك الروح... تشاؤمنا , ضعفنا , انهزاميتنا , سوادنا هم من يخنق تلك الروح لا اي شيئ اخر فوالله لو اجتمع الكون بما يحمل وبغربه وشرقه  على خنق روح سوريا فلن يستطيع... نحن فقط من نضعفها لأننا جزء منها ...

 

هذا الطفل الذي يذهب لمدرسته وهو لايملك حقيبة مدرسية ويضع كتبه في ( كيس نايلون ) يملك من الرجولة والشدة والبأس والصلابة مالايملكه معظمنا ولا أستثني نفسي فهذا الطفل كشف لي ضعفي وقلة حيلتي ...

 

عشنا لمدة عامين ونصف في مآس ودمار ودماء وحرب طاحنة وهو أمر بالتأكيد ليس بالسهل ...

أمهات فقدن فلذات أكبادهن , حرب حرقت قلوبهن على أغلى مايملكون ..

آباء فقدوا عملهم عاجزين حتى عن النظر لأعين أبنائهم لعدم قدرتهم على توفير أبسط حاجياتهم .. شباب تشرد في بقاع الأرض علّه يستطيع بناء شيء لمستقبله ... أطفال ينامون في الشارع ...

 

هم أناس بسطاء وهم الغالبية العظمى اليوم من أبناء شعبنا وهم المتضررون الحقيقيون ممايحصل ..

والغريب في الأمر أنهم الأمل وهم من لديهم ايمان وقناعة بان الله (( سيفرجها )) عليهم وعلى بلدهم ..

لأجل ايمان أؤلئك علينا أن نعي اليوم بأننا أمام مفترق طرق اما ان نتخلى عنهم وعن ما يؤمنون به ونغرق في أحقادنا أو أن نقف معهم ولأجلهم ونعمل على وأد تلك الأحقاد ...

 

جميعنا يعلم بأن هناك فئتين لاترغبان بانتهاء مانمر به وهما  

مسؤولون فاسدون في مفاصل الدولة يسرقون وينهبون ومعارضون يلعقون الأحذية لأجل الدولارات أؤلئك لايبنون وطنا ولن يبنوا بل هم من أوصلنا لما نحن فيه اليوم ... نحن وايمان كل البسطاء والقلة النظيفة من المسؤولين ومن المعارضين من سيبني البلد بكل مفاصلها ...

 

سوريا اليوم بحاجة لرجال أشداء على الباطل خدم للحق , رجال لايخافون في الحق لومة لائم , رجال لاتقبل بأن تذل لأي أمر كان ولأي كائن كان , رجال يقهرون الألم بشدتهم وبأسهم , رجال لا يباعون ولا يشترون ولو بأغلى الأثمان , لايكسرهم كائن من يكون , رجال يقف الكون احتراما لرجولتهم ..

 

يجب أن يحمل العام القادم على الأبواب نورا ينير عتم قلوبنا وروح وطننا .

مايحصل اليوم وماحصل هو صفحة في تاريخنا علينا أن نأخذ جميعا قرارا بقلب تلك الصفحه لأجل أرواح أحبتنا وأحبت وطنها , أرواح أصبحت بجوار بارئها .

من المفترض أن نكون اليوم قد تعلمنا من كل مامر بنا وبأن نكتب الصفحة الجديدة بارواح نظيفة وقلوب ملؤها المحبة والخير والتعاون ..

لم أعد أؤمن بالسياسة ومكرها وكذبها ونفاقها , أؤمن فقط بذلك الطفل وبأبناء شعبي وايماني بهم لايتزحزح وأرى تماما بانهم هم المنتصرون كما انتصروا علينا اليوم ...

 

الرحمة لكل روح قدمت الغالي لأجل سوريا قوية عزيزة شامخة متقدمة ..

هم السابقون ونحن قد نكون اللاحقون لأجل تراب هو أغلى من كل البشر ومنا ..

 

 

                                                                           محمد الخطيب 

Gm.souriana@hotmail.com                                                                                     

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.