تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد:الأزمة السورية.. واستعجال الخطوات!!

مصدر الصورة
SNS

                                                                                                                               21/12/2013

 

منذ بداية الأزمة السورية قبل قرابة الثلاثة أعوام، لم يكن لدى الرئيس السوري بشار الأسد أي شك أن الأزمة ستطول بقدر استمرار صمود سورية؛ شعباً وجيشاَ وحكومة. والسبب بسيط، أن المطلوب ليس شخص الرئيس أو دور المؤسسة العسكرية أو الاقتصاد السوري أو المجتمع السوري...الخ، بل المطلوب إنهاء دور سورية الحضاري والعربي والإسلامي والوجودي وتغيير موقفها عبر ضرب هؤلاء جميعاً. ولذلك لم يتردد الرئيس الأسد بالتأكيد دائماً أّن المعركة طويلة رغم الضغوط التي يسببها هذا الكلام على الدولة والشعب وعليه شخصياً، ولكن أفضل من بثّ الوعود الكاذبة.

الناس تستعجل الحل وتستعجل انتهاء القتال والخوف والموت وتراجع الاقتصاد وتريد أن ترتاح... معها حق! ولكن بهذه الطريقة يكون الارتياح والنجاح مؤقتاً والاستقرار كاذباً والأمن مرحلياً، لسبب مهم وهو أن المسالة لا تتعلق بالسوريين فحسب، وإلا لكانت الأمور سهلة وبسيطة، بل بمصالح الخارج الإقليمي والدولي المتضاربة والمتصارعة في سورية والمنطقة، وهذا ما لا يمكن إغفاله عند اتخاذ القرارات الإستراتيجية الكبيرة. ولذلك كانت سياسة الرئيس بشار الأسد هي اعتماد النفَس الطويل، والعمل على إسقاط الأعداء بالتتالي، واحداً تلو الآخر، عبر الصمود والمقاومة، والأهم من خلال كشف الحقيقة وإجلاء الأمور.

والنتيجة، بعد مرور الوقت، أنّ هؤلاء الأعداء انكشفوا على حقيقتهم وانكشفت أدوارهم ونواياهم ومخططاتهم وبدأوا بالتساقط واحداً بعد الآخر، ومعهم بالتأكيد عملاؤهم في الداخل السوري. قطر وتركيا.. المجلس الوطني والجيش الحر والائتلاف المعاق.. وتبقى السعودية في تصفيات المرحلة الأخيرة ومعها عصابات الإجرام والتكفير والإرهابيين، وقد هانت الأمور واقتربت ساعة الخلاص. ولكنْ لنتذكّر أنه خلفَ كلّ هؤلاء كانت تقف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل: تعطيان الأوامر والتوجيهات والأدوات تنفذ.

قد يقول قائل ولكن الثمن الذي دفعته سورية كان كبيراً!! ونقول: بل كان كبيراً جداً، أجل. لكل انتصار ثمن، وثمن الانتصار السوري الكبير، مرتفع بحجم النصر ذاته وحجم إنجازاته. ومن يتابع ما كان يقوله أعداء سورية والشعارات والأهداف التي كانوا يريدون تحقيقها، عند بداية الحرب على سورية، وماذا يقولون ويتمنون الآن، وبعد انقلاب الموازين في المنطقة، يدرك حجم الخسارة التي ألمّت بهم.

عند العمل على تحقيق الأهداف الإستراتيجية الكبيرة، يكون من الخطأ الجسيم تغليب الأهداف الآنية أو التكتيكية المرحلية الصغيرة، كما يحاول الأعداء التصوير في إعلامهم عند الحديث عنها والتركيز على التفاصيل اليومية للقتال أو للحوادث التي قد تحصل هنا وهناك. ولكن النًّفَس الاستراتيجي الطويل للقيادة السورية، كان يدرك منذ البداية أن هذه التكتيكات القصيرة، سترتدّ سلباً على أصحابها والقائمين عليها، ومثال ذلك التركيز على موقف الشعب السوري وفهمه للحقيقة التي حاولوا إخفاءها وتضليلها وتضليله من خلال ذلك..

الأمور بخواتيمها، وإنْ كان للباطل التركي والقطري والسعودي جولة أو جولات ...فإن الحقّ السوري منتصرٌ بإذن الله !! والنصر آت  وكل آت قريب.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.