تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان: لا صفر مشاكل ولا نظافة لكف!!!

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                                                                          23/12/2013

 

"صفر انجازات" هو عنوان يصلح لوصف نتائج سياسات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الصعيدين الداخلي والخارجي، بعد أكثر من عقد في رئاسة الحكومة التركية. بل أكثر من ذلك؛ أردوغان إلى الهاوية طالما لم يحسن التقدّم إلى الأمام. هذا ليس تجنياً، فالجميع يشعر وكأن أردوغان صار عبئاً عليه، والأهم أن تركيا نفسها بدأت تشعر أنه عبء وخطر عليها وعلى نموها وتقدمها ومستقبلها!! الأمر بسيط، فبجردة للعناوين والشعارات التي أطلقها أردوغان، ومتابعة ما حققه منها، يمكن الحكم على ذلك الرجل المتسلط؛

أولاً، رفعت حكومة رجب طيب أردوغان شعار "سياسة صفر مشاكل" مع الجيران، وبعد عقد من الزمن، أصبحت علاقات تركيا صفراً مكعباً مع الجيران؛ مع سورية ولبنان والعراق ومصر واليونان وأرمينيا وحتى دول الخليج.. وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وأردوغان نفسه لم يعد يذكر هذا الموضوع في تصريحاته ولا وزير خارجيته بسبب الفشل الذريع فيه، ولا حاجة للتوضيح أكثر فأبسط العامة بات يدركه.

ثانياً، الخلاف مع كل الأصدقاء في الداخل والخارج وخيانتهم والانقلاب عليهم. لم يحدث أن انقلب شخص في العالم على كلّ أصدقائه وحلفائه كما فعل ويفعل أردوغان، وهذا يعكس جوهر أخلاق الرجل. انقلب على الشركاء في الحكم داخل تركيا وعلى الأصدقاء الذين ساعدوه في الخارج وفتحوا له الأبواب التي ساعدته على تلميع صورته؛ ولعل أهم مثالين لخيانات أردوغان خيانته وانقلابه على صديقه فتحي غولن الذي ساهم في ترسيخ حكمه، وخيانته لعلاقات الصداقة التي بدأها الرئيس السوري بشار الأسد مع تركيا، ظناً أنه يفتح صفحة جديدة لخدمة شعبي البلدين والمنطقة، فإذا بالأحلام الإمبراطورية العثمانية السلجوقية لأردوغان تهدم كلّ شيء.

ثالثاً، كلّ ما اتهم به أردوغان غيره عاد وقام بممارسته، وهذا "عار عظيم" كما يقول الشاعر العربي؛ التسلط، قمع الحريات والإعلام، والحديث عن مؤامرة خارجية ضده، والأهم تقزيم الدولة التركية واختزالها في شخصه؛ أردوغان هو تركيا، ومن يهاجمه يهاجم تركيا ومن يحبه يحب تركيا: هو جورج بوش الابن عندما قال من ليس معنا فهو ضدنا، وهو أسامة بن لادن عندم قسّم العالم إلى فسطاطين! قبل يومين قال أردوغان إنّ ما سمي بعملية الفساد والرشوة ليس سوى «عملية منظمة من اللاعبين العالميين بأيدي محلية»!! هل قلت لاعبين عالميين ومحليين؟!! إذاً مؤامرة دولية محلية. مَن هم هؤلاء الدوليون، بالطبع لم يحدد أردوغان، ويمكن أن يكونوا أي أحد!! مَن هم هؤلاء الذين يتآمرون في الداخل وأنت يا أردوغان تحكم دون منازع منذ أحد عشر عاماً؟! هل سحب الفراغ الفكري والروحي عند أردوغان المفردات التي كان يرددها من ينتقدهم، فأصبحت مفرداته هو!!

رابعاً، النموذج الأردوغاني والفساد. ولكن أكثر ما يبرز النفاق الأردوغاني هو مبادرة حكومته الأخيرة إلى "تعديل قواعد قضائية" ونشرها فوراً في الجريدة الرسمية تلزم الشرطة والقضاء بإبلاغ أي معلومة عن أي عمل سيقومون به أولاً إلى المحافظ، في خطوة لمنع الاستمرار في الاعتقالات لمشتبه فيهم بالتورط في "عمليات الفساد" في كل أنحاء تركيا. التعديل على أصول الاعتقالات وتوجيه التهم، هو تدخل مفضوح وسخيف في شؤون القضاء. لماذا يتدخل أردوغان وهو الذي رفع شعار نظافة الكفّ بمثل هذه الطريقة لو كان كفّه نظيفاً؟! عمليات الفساد والرشوة والاختلاس التي كُشف عنها في تركيا قاربت المئة مليار يورو، ولا يمكن أن تكون قيادة حزب العدالة ورأسها أردوغان على غير علم بها. وإلاّ، فتلك مصيبة أكبر. أليس فرمان "الباب العالي" سعياً مكشوفاً لتغطية الفساد ومنع كشف المزيد من المتورطين به بدلاً كشفهم ومحاسبتهم؟!! ماذا بقي من "النموذج التركي الأردوغاني" الذي جرى تسويقه خلال السنوات الماضية غير النهايات البائسة!!

إنها علامات النهاية والسقوط! أردوغان ينكمش ويتضاءل ويعرّي حقيقته ويكشف وجهه الحقيقي؛ لم يعد: "The Play Boy Of the Western World". الكذب والاستبداد والفساد والخيانة سماتٌ باتت تشكل خطرا على تركيا نفسها، أكثر من كونها سمات أردوغان الشخصية وحكومته وخطر عليهما. لكن السؤال هل نضجت تركيا جيداً للتخلص من هذه الحقبة وكيف؟! أردوغان في وضع صعب قلقٌ على مستقبله السياسي، ولكن هل يغامر بمستقبل تركيا عبر المزج بين "الأنا" المتضخمة والمريضة وتركيا الدولة والوطن!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.