تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

سورية في قلب أوكرانيا.. هل الأمر كذلك حقاً؟؟

مصدر الصورة
SNS


3/3/2014


منذ ما يقارب الثلاث سنوات تقريباً والحكومة السورية تتحدث عن مخططات خارجية لتخريب سورية وتدميرها، وتسرد الحقائق والوقائع، ولكن بعض العرب والإقليم المدعوم من الغرب، يردّ بأن ما يجري ثورة شعبية ولها مطالب محقّة. منذ ثلاث سنوات والحكومة السورية تقوم بالتغيير والإصلاح وسن القوانين والتشريعات التي تخطت أقصى ما يطالب به السوريون، ولكن الأعداء يرفضون أي شيء أقل من تسليم سورية للحلف الصهيوني ـ الأمريكي ـ الوهابي. ومنذ ثلاث سنوات و"أساطيل إعلام" الحلف المعادي وطائراته وقياداته تفبرك وتخترع وتطبّل وتزمّر وتنشر القصص والأساطير المضللة عن حقيقة الوضع في سورية؛ الموضوع والهدف الأساسي لها هو إسقاط "النظام المستبد" في سورية؛ أي عملياً، الدولة السورية!!

قبل عدة أيام بدأت الأزمة الأوكرانية تتورّم على الخاصرة الروسية، وبدأت مخيلة الكتّاب العرب بالعمل والتخصيب. انقسم هؤلاء بشكل عام إلى قسمين؛ بين من يؤيد سياسة بلاده تجاه الأزمة، وقد وقف إلى جانب الغرب وإطروحاته وراح يبحث عن الحجج والتبريرات لإقناع من يريد لإقناعه بمواقفه ومواقف دولته، وبين من وقف إلى جانب بلاده المتفهم لمواقف روسيا تجاه الاستفزاز الغربي الاستعماري السافر، وبالتالي راح أيضاً يبرز حججه ويدعّم منطقه في تأكيد وجهة نظره وأحقيتها.

ما يهم بعد كل هذه المقدمة هو أنّ أياً من كل هؤلاء الكتّاب والمحللين والمنظّرين ـ الموالين والمُعادين ـ لم يفصل الأزمة الأوكرانية عن الأزمة السورية؛ إنهما امتداد للصراع الدولي الجديد، أو للنفوذ الدولي الجديد، أو التوازن الدولي القادم، أو نهاية القطب الواحد والأحادية القطبية الأمريكية، أو عودة روسيا إلى المسرح الدولي، أو العلاقات الدولية الجديدة، او عودة الحرب الباردة... الخ.  لن نناقش من المخطئ ومن المصيب.

المهم، لقد اجمع الكتّاب والمحللون والباحثون العسكريون والاستراتيجيون والمحللون والمنظّرون العرب والدوليون ـ لاسيما المُعادون منهم لسورية ـ على الإقرار ـ في ثلاثة أيام ـ بما أنكروه خلال ثلاثة أعوام؛ سورية في قلب العالم وفي قلب العلاقات الدولية والتوازن الدولي وهي قطب الرحى في المواجهة الدائرة على تثيبت النفوذ العالمي. لم يخلُ أي مقال أو تحليل من ربط الأزمة السورية بالأزمة الأوكرانية. ماذا يعني ذلك؟

يعني ويؤكد أنّ ما كنا نقوله منذ ثلاث سنوات بشأن الدور الخارجي القذر في تسعير الأزمة السورية لم يكن وهماً ولا افتراء، لاسيما وانّ أعداءنا الذين كانوا يهاجموننا، باتوا يكررون في الحديث عن الأزمة الأوكرانية، ما كنا نؤكده، من دون أن ينتبهوا لهذه الحقيقة المهمة. وهذا يعني أيضاً أن التحليلات التي كنّا نقدمها والتي تستند إلى حقيقة الموقف السوري والمعطيات الميدانية كانت دقيقة وسوف تصبح أقوى وأكثر دقة بعد تثبيت الانتصار الميداني للجيش العربي السوري. ويعني ويؤكد أيضاً، أنه انتهى زمن تصديق الأكاذيب التي كانت تصدّرها الأبواق الإعلامية المنافقة الفاجرة المتاجرة بالقضية السورية.

في الختام، أحبّ أن أسال القارئ؛ في هذا الامتداد العالمي الجديد من موسكو إلى كييف إلى دمشق إلى كاراكاس.. هل يستطيع أحد أن يجد مكاناً لخبر إنشقاق "مجلس اسطنبول التركي لصاحبه جورج صبرا" عن "إئتلاف احمد الجربا" القطري أو عودته إليه؟؟!!

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.