16/4/2014
كرر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس رفع عقيرته ضد الجمهورية العربية السورية قيادة وحكومة وشعباً. الفيصل الهزاز، كرر مطالبته ما يسمى "المجتمع الدولي" "اتخاذ إجراء حازم" ضد سورية، بعد أن ساق اتهامات ضد حكومة الجمهورية العربية السورية نسجتها أجهزته الأمنية والإعلامية وغُرفُه السوداء.
وزير الرجفة العربية، ما زال يتحدث عن أحلامه وأمانيه وتمنياته السوداء. لم يخرج سعود الفيصل بعد من أوهامه بأهميته التاريخية أنه وزير خادم الحرمين الشريفين منذ أربعين عاماً، وأن كلمته مسموعة ويجب أن تنفّذ. ولا يبدو أن التقارير التي تصله ممن هم بأمرته، والتي يتحدث بموجبها، تخبره عن حقيقة الواقع العالمي والعلاقات الدولية، والأهم عن حقيقة الوضع في الجمهورية العربية السورية. ربما لا يعرف الفيصل أنّ بلاده معزولة ومحاصرة ومكروهة أكثر من أي وقت مضى بسبب سياساتها، وسياساته وممارساته هو شخصياً. وربما لا يعرف الفيصل أنّ التقارير الأمنية التي خُدع بها انتهت هي ومن وضعها، بصدور أمر مليكه أمس. وربما لا يعرف الفيصل أنّ آلته الإعلامية تعطلت مفاعليها أمام وعي الشعب السوري وأنه لم تعد تجدي كل الأكاذيب والتلفيقات والتفاهات التي تصدّرها، بل بدأت تأتي بنتائج عكسية. وربما لا يعرف الفيصل كذلك أنّ الشعب العربي السوري التفَّ حول جيشه الذي يصول ويجول ويحاصر مسلحي وإرهابيي الفيصل وبندره وسلطانه، وأنّ الكلمة في سورية الآن هي لهذا الجيش المقدام، وأنها لوعي الشعب الذي يوسّع دائرة بيكار المصارحات والمصالحات ويمضي في ظلّ قيادته الحكيمة الواعية الهادئة الصبورة نحو سحق كلّ الأيدي التي لعبت وما زالت تحاول اللعب بسورية.
الردّ الفاصل على الفيصل يجب أن يأتي هذه المرّة ليس من سورية وحدها فقط، برفض تدخلاته السافرة في الشؤون السورية واستمرار تحريضه ضد المصالح السورية وطلب التدخل العسكري الخارجي فيها وتسليح المسلحين وتمويلهم لتخريب هذا البلد. نؤكد أنّ الردّ الفاصل يجب أن يأتي من السعودية نفسها، بإخراج هذا المريض الخرِف المليء بالغلّ والحقد والتخلف والجهل والغرور من على رأس الدبلوماسية السعودية إذا كانت المملكة تريد الخروج من عزلتها وتجنّب السير في منزلقات خطيرة أخرى، والتوقف عن ممارسة السياسات الحمقاء التي تمارسها الآن والتي أوصلتها إلى الحضيض. على السعودية إذا أرادت أن تمارس سياسة منفتحة عصرية تليق بها، وتستعيد أهميتها ودورها المتقهقرين، أن تبعد هذا الهزاز عن دائرة القرار لأنه لم يعد قادراً على التفكير السليم، ولأنه يشكّل ـ بكل بساطة ـ خطراً على البلاد نفسها، وعلى المحيط والجوار والإقليم والعالم. وعلى السعودية أن تفهم أنّ امتلاكها المال لا يكفي وحده لحمايتها إذا كانت تعادي الجميع في المنطقة، وإذا لم تتخذ وتمارس سياسات بناءة معلنة قائمة على الحوار والتعاون مع الآخرين بدل التدخل في شؤونهم والتخريب عليهم. وكما تطالب السعودية الآخرين بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بل وفي الشؤون الخليجية والعربية، عليها هي أولاً أن تطبق مبدأ عدم التدخل هذا بالتوقف عن إيذاء الآخرين والتدخل في شؤونهم بل ومحاولة أخذ دورهم والتحدث باسمهم، لاسيما وأنها تقوم بذلك بشكل مكشوف وفجّ وغبي ومدمّر.
سعود الفيصل انتهى دورك.. لن يسمعك أحد فلا تلحق المزيد من الضرر ببلادك.. أنت منتهي الصلاحية( expired).. والزمن القادم لسورية ولشعبها وجيشها ورئيسها الصامد.. فانتحر كيف شئت.
