تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

حضيض بعض المعارضة السورية.. بلا قاع:

                                                                                                                                  22/4/2014

 

نشرت صحيفة "الحياة" الممولة سعودياً يوم 21/4/2014 خبراً بعنوان: المعارضة السورية تشكك بزيارة الأسد إلى معلولا. وأفادت الصحيفة أنّ ("الهيئة العامة للثورة السورية"، المُعارضة لنظام بشار الأسد، شكّكت في صحة ما ذكرته وسائل الإعلام السورية الرسمية، من أن الرئيس بشار الأسد زار بلدة معلولا)، في اليوم السابق لنشر الخبر.. واستندت الهيئة، في تشكيكها، إلى ارتداء الرئيس الأسد الملابس نفسها، التي كان يرتديها خلال زيارته لبلدة معلولا، قبل ست سنوات.

الحقيقة، أنّ الصحيفة الممولة من السعودية والسائرة بنهجها وتوجيهاتها، فرحت كثيراً بردّ المعارضة الغبي لأنها تريد أي خبر أو معلومة للتعتيم على زيارة الرئيس الأسد الجريئة والقوية والمعبّرة إلى معلولا أو لتشويهها أو التقليل من قيمتها، لاسيما وأن تفاصيل الزيارة ومدتها الطويلة نسبياً وتبلل ثيابه تحت المطر الذي انهمر أثناء الزيارة واحتفاء أهالي قرية عين التينة به في طريق عودته، كلها شواهد على حقيقة الزيارة إلا عند الخونة والمعارضين ومن يدعمهم من الإعلام الأصفر والمنافق والممولين للإرهاب.

"أيها المعارضة: الكذب حيض الرجال، فاكذبوا ونافقوا قدر ما تستطيعون!!"

إن بعض ما يسمى المعارضة السورية يشوّه حقيقةً صورة كلّ معارضة شريفة ونظيفة في العالم ويضرب سمعتها. فهذا البعض يمارس خيانة الوطن وخذلانه والتعامل مع الأعداء بدون خجل أو حياء، وهؤلاء من الدونية بما يجعل المرء يترفع عن مناقشتهم أو ذكرهم. أما المعارضة التي توصف بأنها وطنية، فهي من السوء بمكان يجعل المرء يحتار لماذا تقف في صفوف المعارضة وماذا تقدّم للوطن؛

أولاً،  إن هذا الصنف من المعارضة لم يقدّم مشروعاً وطنياً أو مقترحاً أو رؤية أو حلاً يمكن البحث فيه أو مناقشته أو العمل عليه أو تبنيه أو الاستفادة منه مع بقية أطياف الشعب السوري. شعارها الوحيد إسقاط النظام والهجوم على الدولة والجيش العربي السوري، وعندما تبحث ما لديها من خيارات لا تجد أي بديل. أما موضوع إسقاط الدولة، فقد اعتمدته سابقاً بناء على أحلام التدخل العسكري الخارجي ضد سورية، وهذا لم ولن يحصل، فاضطرت للتراجع والانكفاء.

ثانياً، لم تقدّم المعارضة السورية بجميع أشكالها وفروعها وتلاوينها واتجاهاتها وأيديولوجياتها بمن فيها عصابات الإجرام المسلحة، أي قامة وطنية أو شخصية حضارية واعية يمكن الوثوق بها أو الاعتماد عليها أو حتى احترامها. لقد تشتتت المعارضة إلى قبائل وأصناف وفرق شتى في سبيل تحقيق غاياتها المتناقضة والضيقة، ولكنها اجتمعت على الكذب والنفاق والتلفيق والهروب إلى الأمام والبناء على أكاذيبها وخرافاتها التي تختلقها يومياً. ولعل أبرز رجالات المعارضة نوعان؛ الأول، مهربون أو قادة عصابات امتهنوا السرقة والقتل والتخريب واستغلوا الواقع وظروف الفوضى لتحقيق أهدافهم. أما الثاني فهم طبقة "المثقفين" المفترضين الذين ركضوا وراء المال والشهرة والإقامة في الفنادق الضخمة وكانوا وما زالوا أدوات في أيدي أعداء سورية يحركونهم كما يشاؤون ووقت ما يريدون، ونسوا ثقافتهم ووطنهم وباعوا قيمهم للغريب ولمن يدفع أكثر لهم. وبالعموم كان أسوأ النوعين هؤلاء الذين دعوا إلى تدخل خارجي في سورية وإلى الحرب عليها، أو الذين أيدوا التعامل مع العدو الإسرائيلي لتحقيق أهدافهم وغاياتهم على حساب مصلحة الوطن ومصيره ومستقبله.

لقد كانت مواقف المعارضة بالمطلق ارتجالية وفوضوية وغير ناضجة، أو مرحلية تبعاً للظروف المحيطة والمعطيات القائمة، وفي كثير من الأحيان، كانت ردود أفعال سلبية على الأحداث أو انعكاساً لها أو استجابة لأوامر مشغّليها الخارجيين وتنفيذاً لرغباتهم. لم تكن المعارضة السورية أبداً على مستوى الأزمة والتحديات ولم تخطّ لنفسها إستراتيجية وطنية تسعى لخدمة الوطن والشعب والدولة. في أي بلد من البلدان المتقدمة، تكون المعارضة أفضل من النظام القائم والحكومة الحاكمة وتعمل على تصحيح أخطائهما، وتمثل الوجه الآخر للديمقراطية، إلا المعارضة السورية، فهي كما يقول المثل؛ ليست للسيف ولا للضيف ولا لغدر الزمن. قاتلكم الله أنىّ تؤفكون .

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.