استقرّ الدولار في السوق السوداء خلال أيام عطلة عيد الأضحى وأيام العطلة الرسمية التي تلته في وقت انخفضت فيه عمليات بيع وشراء القطع الأجنبي في هذه السوق إلى الحدود الدنيا. وحسبما علمت به «الوطن» من مصادر في شركات الصرافة فإن جملة من التحويلات في أيام ما قبل العيد تمت من الخارج إلى سورية عن طريق المغتربين السوريين في مختلف دول العالم لأهلهم وذويهم المقيمين في سورية، حيث ترجح بعض المصادر أن المبلغ اليومي لهذه التحويلات تراوح بين 1.5 مليون دولار إلى مليوني دولار بشكل يومي وهي تحويلات استمرت لما يقارب الخمسة إلى ستة أيام قبل عيد الأضحى وعطلته.
أما عن أسعار الدولار في أول أيام الدوام الرسمي بعد عطلة العيد فقد سجل سعر صرف الدولار في السوق السوداء 191 ليرة سورية للشراء مقابل سعر 192 ليرة سورية للمبيع، أما بالنسبة للأسعار الرسمية فمن المرجح أن تكون أسعار المبيع وفق ما تقرر في جلسة التدخل التي عقدها مصرف سورية المركزي يوم أمس 188 ليرة سورية للشراء مقابل 189 ليرة سورية للمبيع.
وفي نفس السياق عقد مصرف سورية المركزي صباح أمس جلسة نوعية تدخل في أسواق القطع وأسعار صرفه لمتابعة نتائج تدخله في سوق القطع الأجنبي بوسائله غير التقليدية والتي بدأ بها اعتباراً من منتصف الشهر الماضي (أيلول) وذلك استكمالاً لإجراءات التدخل التي يقوم بها المصرف المركزي بشكل مستمر لضبط السوق وإعادة سعر الصرف إلى مستوياته التوازنية.
حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة شدد في سياق الجلسة على ضرورة أن يتوجه التجار الراغبون بتمويل مستورداتهم إلى المصارف المرخصة وتقديم طلباتهم أصولاً بدلاً من اللجوء إلى طرق أخرى، مؤكداً في هذا السياق على استمرار مصرف سورية المركزي بتمويل كل طلبات المستوردين من القطع الأجنبي عن طريق المصارف العاملة في القطر. مضيفاً بأن المركزي مستمر في التدخل في سوق القطع الأجنبي بالأساليب التقليدية وغير التقليدية وبشكل مكثف أكثر من قبل مع استمرارية هذا التدخل وذلك لمنع المضاربين في التأثير على الأسواق والتلاعب بسعر صرف الليرة السورية وإعادة سعر الصرف إلى المستويات المرغوبة.
وحسب حاكم المصرف المركزي فإن سوق القطع الأجنبي قد شهد حالة من الاستقرار خلال عطلة العيد معتبرا أن هذا الاستقرار جاء نتيجة للتدخل المكثف والمستمر بشكل يومي الذي قام به المصرف المركزي لتجنب حدوث أي ارتفاعات غير مبررة خلال فترة عطلة عيد الأضحى المبارك، بالنظر إلى أن فترات الأعياد والعطل تشهد عادة حركة معاكسة في السوق وبالتالي ارتفاعاً في سعر الصرف.
ميالة في تصريح لـ«الوطن» أشار إلى أن المخزون المتوافر من القطع الأجنبي لدى مصرف سورية المركزي مطمئن وأكثر من كاف بالنسبة لكل ما تحتاجه سورية. مضيفاً بأن المصرف المركزي مرتاح لمخزونه من القطع ومستعد لتغطية كل احتياجات القطر من هذا القطع إن كان لتمويل المستوردات أو لبقية الاحتياجات بالنسبة للمواطنين والفعاليات الأخرى اقتصادية كانت أم سواها.
مازن جلال خيربك
