تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عندما تتعرى السعودية!!

                                                                                                                                     25 /4/2014

يعجز من يتابع الإعلام السعودي والمواقف السعودية عن فهم حقيقة الموقف السعودي والسياسة السعودية، إذا أراد أن يصدق هذا الإعلام وهذه السياسة ويقتنع بهما. والسبب أن الازدواجية لا المصداقية هي الحقيقة التي تميّز النهج السعودي. وللدقة نتحدث عن أمثلة واقعية حتى لا نبقى في العموميات. فقبل فترة أصدر الملك السعودي مراسيم وقرارات بشأن تعريف الإرهاب والأفعال التي تعتبر إرهابية والمنظمات والمجموعات والهيئات التي تصنّف إرهابية. ومن بين تلك الجماعات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، و"تنظيما" جبهة النصرة و"الدولة الإسلامية(داعش)" في سورية

وفي حين يشيد الإعلام السعودي والقيادة السعودية بالجيش المصري ويغدقان عليه المساعدات والهبات ويغطّيان أعماله ونشاطاته وإنجازاته بكل الوسائل المتاحة، على اعتبار أنه يحارب مجموعات ومنظمات إرهابية ويتنصر لمصر وشعبها ويحمي أمّ الدنيا، تأخذ القيادة السعودية والإعلام السعودي موقفاً معاكساً ضد الجيش العربي السوري، فيوصف بأنه جيش النظام وبأنه يقتل شعبه وبأنه جيش طائفي....الخ، من الأوصاف والنعوت المسيئة. بل أكثر من ذلك تقوم السعودية بتمويل وتسليح الجماعات الإرهابية المسلحة التي يقاتلها الجيش السوري وتعتبرها مجموعات ثورية. وأتحدى أحداً أن يستطيع فهم الموقف السعودي المتناقض والمتعاكس من الجيشين المصري والسوري، مع أنهما يقاتلان نفس المجموعات التي تصنفها السعودية إرهابية، اللّهم إلا في ضوء ازدواجية المعايير والنفاق والكذب السعودي. وهذه الازدواجية تظهر أيضاً في الموقف السعودي من العراق واليمن ولبنان والبحرين.

نعم في مملكة الكفر والكذب والنفاق والكبت، كل شيء جائز، ولذلك نفهم سرّ الكره الذي حصدته وتحصده المواقف والسياسات السعودية والنتائج السلبية والسيئة التي أصبحت تترتب على هذه السياسات وأعني العلاقات السعودية مع الجوار والإقليم والعالم، والأهم الوضع الداخلي السعودي. وحتى لا نذهب بعيداً ونسترسل، نسأل بهدوء: مَنْ مِنَ الدول معجبة بالنموذج السعودي أو تريد تطبيقه، أو أي شعب من الشعوب يقبل العيش كما يعيش السعوديون، أو يرضى بالطريقة التي تعامل السعودية مواطنيها بها، اللّهم غير جبهة النصرة أو داعش أو الإخوان المسلمين؟؟!! والأنكى من ذلك، يتنطّح المسؤولون والكتّاب السعوديون وينظّرون بالديمقراطية والحريات وكأنهم أرباب هذه القضايا والمسائل.

لعلّ من أهم ما أفرزه طول الأزمة السورية هو أنه كشف حقيقة السعودية وعرّاها. لقد ظهرت السعودية تحت الأضواء الكاشفة بأنها مملكة للتخريب والقتل والتدمير والحقد، مدعومة ومعتمدة على الحليف الأمريكي الذي أزاح كتفه من تحت هذا العبء، مما ساهم أيضاً في إسقاط الصورة البرّاقة التي كانت القيادة السعودية تغلّف نفسها بها ولا سيما ما تصوره عن دورها الوهمي في مجال حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية.

رُويَ أنه يوم فتح مكة، قيل للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام إنّ أبا سفيان- وكان من أسياد قريش-  يحبّ الفخر، فاجعل له شيئاً، فقال الرسول الكريم: من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن.. حتى دار أبي سفيان لم يُبقها آل سعود الكرام....!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.