تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :الإبراهيمي..استقال.. لم يستقل.. بلى، استقال!!

مصدر الصورة
SNS


                                                                                                                                                                27/4/2014             


منذ بداية تكليف السيد الأخضر الإبراهيمي مبعوثاً "دولياً أممياً عربياً كما يريد البعض تسميته" إلى سورية والشكوك تحوم حول حقيقة موقفه، واللغط يدور حول تصريحاته، ويعود ذلك بالأساس، لامرين؛ أولاً تصريحاته التي يدلي بها تعبيراً عن مواقفه، والتي يبدو أحياناً أنها تأتي لتناسب صاحب المكان والزمان الذي تُعطى من عنده على منبره، وثانياً، لأن هناك وسائل إعلامية تعمل على تحريف أو تشويه أو بعثرة أو قلب ما يقوله الرجل، وهو يساعدها بشكل غير مباشر في ذلك. الإبراهيمي ليس "غُراً" في العمل السياسي والدبلوماسي، ولذلك كان عليه أن يتوقع ذلك، وأن يُعدّ العدّة لمنع حدوثه، ولكن ذلك لم يحصل رغم معرفة الإبراهيمي بما تقوم به الوسائل الإعلامية.

بالطبع ليس كل ما نقل وينقل عن الإبراهيمي مزوراً أو تم تحريفه. فالرجل أعلن أكثر من مرّة مواقف مائلة أو منحازة أو معادية للحكومة السورية، أو بالحدّ الأدنى لا تنسجم مع دوره كوسيط دوليّ "نزيه وحيادي" في الأزمة السورية؛ فمرّة يحابي واشنطن، ومرة يحابي الإئتلاف وثالثة يخضع لرغبات الجامعة العربية ومن يهيمن عليها... الخ. وبناء على تلك المواقف وبسببها،  أنذرته الحكومة السورية بطرق مختلفة، سواء ببيانات صحفية أو تصريحات أو تأخير استقباله بأنّ عليه الالتزام بدوره النزيه والحيادي لحلّ الأزمة، وليس أن يكون طرفاً آخر وأداة من أدوات محاربة الدولة السورية، ولا ناطقاً أو متحدثاً باسم ما يسمى المعارضة وتحديداً الخارجية منها، أو باسم المسلحين الإرهابيين. لأن ما يهم الدولة السورية ليس نجاح مهمة الإبراهيمي بأي شكل كان وبالطريقة التي يريدها أعداء سورية وبأي ثمن، ما تسعى إليه الدولة السورية هو حماية سورية وإعادة الاستقرار والأمن إليها وإنهاء الأزمة التي تعانيها، والتي لو توقفت الدول الداعمة للإرهاب الموجّه إلى سورية، عن هذا الدعم لانتهت الأزمة خلال شهرين فقط..

والحقيقة أنّ مهمة الإبراهيمي انتهت منذ أن أصبح طرفاً أو ناطقاً باسم "إئتلاف" إسطنبول وغَدَا يحاول ممارسة الضغوط على الحكومة السورية لدفعها لاتخاذ مواقف أو قرارات معينة تخدم الهدف الذي يسعى إليه الأعداء. هذه ليست مهمته. هو موجود "كوسيط" للعمل مع كل الأطراف المعنية للبحث عن حلّ سلميّ للأزمة، وليس لتقوية طرف على طرف، أو لمساعدة الآخرين في فرض الحقائق والوقائع التي يريدونها. وعليه، فلم يعد مهماً إذا قدّم الإبراهيمي استقالته ورقياً أم لا، طالما تخلى عن دوره الفعلي والعملي منذ وقت طويل.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.