تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد: النفاق شعار مدرسة الإعلام السعودي!!

مصدر الصورة
SNS

 

                                                                                                                                        9/5/2014

تلجأ وسائل الإعلام السعودية والأخرى الدائرة في فلكها، ومنذ بدء الأزمة السورية إلى تحريف الأخبار أو خذف جزء منها أو تسليط الضوء على أضعف جزء من الخبر، أو نسب الخبر لمصادر مجهولة، ومن ثم النسج على ذلك قصصاً ورواياتٍ وتعليقات ومطولات من الشتائم والانتقادات والتوجهات التي تدعم وتبرر المواقف والسياسة السعودية السلبية تجاه الأزمة السورية.

لكن الجديد وبعد افتضاح أمر إعلام المملكة الجبان وانكشاف سرّه بعد انكشاف سرّ سياسة مملكة القهر نفسها، ليس اختلاق الأخبار الميدانية التي تدعم وتبرر سلوك الإرهابيين والمجرمين على الأرض، فحسب، بل تلفيق الأقوال والتصريحات ونسبها إلى مسؤولين سوريين في القيادة السورية ومن ثم البناء عليها (وكأنها صحيحة رغم تكذيبها من قبل من نسبت إليهم)، وإجراء التحقيقات والمقابلات وكتابة المقالات والتحليلات وتكرار ذلك مرات ومرات، لترسيخ مفاهيم واهية وخاطئة ومغلوطة عند المتابع العادي الذي لم يفهم بعد طبيعة هذا الإعلام والحملة الهستيرية التي يقودها والذي لا يجد الوقت للتدقيق في صحتها فيما هي تشبع نهمه للمعرفة.

ويعكس سلوك الإعلام السعودي المشين أموراً كثيرة، أهمها، أمرين: الأول، درجة الانحطاط الاخلاقي الذي وصل إليه هذا الإعلام؛ فلم يعد الإعلام السعودي ومن يعمل في فلكه من قابضي الدولارات السعودية، يقيم أي وزن للأخلاق المهنية وبالتالي للمعايير المهنية. قاعدته الأساسية في العمل الدعائي التهييجي والغرائزي هي بثّ الأكاذيب والبناء عليها وعدم إتاحة الفرصة أو المجال ولو للحظة واحدة، للمتابع للتفكير والتأمل بحقيقة ومدى صدقية ما يبثه وينشره ويسوقه هذا الإعلام.

والأمر الثاني، هو أنّ استمرار الإعلام السعودي العمل بهذه الطريقة يعني أمرين مهمين؛ أنّ السياسة السعودية التي يدافع عنها ويسوقها ويرقص لها، أفلست وتعرت وانكشفت أمام مجهر الرأي العام السعودي والعربي والدولي، وأنّ قوة الموقف السوري الحقّ، كبيرة وهي تتزايد يوماً بعد يوم، وبالتالي يجد هذا الإعلام أنّ عليه العمل بكلّ الطرق غير الأخلاقية وغير القانونية وغير المهنية للحدّ من قوة التدفق السورية الإيجابية السياسية والعسكرية والشعبية التي أفشلت المخططات والخطط التخريبية الغربية ـ التركية ـ السعودية ـ القطرية الهادفة لتفكيك الدولة السورية.

ومالم يفكّر به ولم يتخيله صنّاع هذا الإعلام وهذه السياسات هو احتمال مواجهة الحقيقة، وبالتالي عدم ترك طريق للعودة. ولذلك فإن سياسة الهروب إلى الأمام مستمرة حتى الآن، ولكنها لن تكون بلا نهاية. فهي، من جهة استنفدت كل أساليبها وما في جعبها من حيل وأفكار هدّامة رخيصة، ومن جهة أخرى بدأ البعض في مملكة الكبت يراجع أفكاره ويدقق في الخطر الذي بدأ يحيق به بسبب السياسات المتحجرة لمملكة المال. الدولة السورية تكسب كلّ يوم بسبب صبرها وصمودها، والسعودية تخسر كلّ يوم بسبب سياساتها ومناكفاتها وإرهابها وإعلامها الإرهابي، وبسبب الأذى والضرر الذي تلحقه بأهلها أولاً وبمحيطها العربي والإقليمي وبالدول الأخرى ثانياً. الكذب السعودي ليس سياسة، والنفاق السعودي ليس سياسة والغدر السعودي ليس سياسة، ومن يلعب بالنار يحرق أصابعه أولاً، وقريباً سنرى!!

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.