تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأردن: صيف وشتاء تحت سقف واحد؟!!

مصدر الصورة
SNS


                                                                                                                  
28/5/2014            


حاولت الحكومة الأردنية أمس التخفيف من حجم قرارها طرد سفير الجمهورية العربية السورية بهجت سليمان لديها. كانت الحجة الأردنية تقوم على التفريق بين تصرفات السفير، والموقف من الدولة السورية: عذر أقبح من ذنب. فالسفير السوري ـ أو أي سفير في العالم ـ يمثّل بلاده دولة وقيادة وشعباً وسياسة، وأي إهانة لهذا السفير هي إهانة لبلده. وما أكثر الإهانات التي اقترفتها القيادة الأردنية بحق الجمهورية العربية السورية، بكلّ ما ومن تمثّل.

وحتى لا نسترسل، فإننا نعتبر أن طرد سفير الجمهورية العربية السورية في هذا التوقيت بالذات، وهذه اللحظة ـــ قبل الانتخابات الرئاسية السورية في الخارج بيوم واحد فقط، وبعد أنّ تأكد مشاركة آلاف السوريين المتواجدين في الأردن بهذه الانتخابات ـــ هو ضربة موجّهة للدولة السورية وليس لشخص السفير بهجت سليمان فقط. ألم يكن بإمكان الأردن الانتظار لثلاثة أيام لإصدار قراره، أو إمهال السفير ثلاثة أيام للمغادرة لما بعد انتهاء الانتخابات؟! على كلّ حال السلوك الأردني ليس جديداً وهذه ليست المرّة الأولى التي يسيء فيها الأردن الرسمي للجمهورية العربية السورية: هل علينا التذكير بمواقف الأردن الأخيرة المنافقة والمعادية في الأمم المتحدة؟!!

الأمر الآخر، هو أنّ البعض في الأردن حاول تبرير القرار الأردني بأنه أهون الشّرين وذلك أمام مواجهة الضغوط السعودية لإغلاق السفارة السورية في عمّان. هذا الأمر يصبح مثيراً للسخرية أكثر عندما يتغنّى الأردنيون بقوتهم وعندما يتحدثون عن بسالتهم التي ستظهر في مواجهة "النظام السوري" إن فكّر بالاعتداء على الأردن!! أليست الضغوط السعودية اعتداء قائم على الأردن وسيادته وكرامته؟! أمّ أنّ لا كرامة ولا سيادة أمام البترودولار؟!

كنّا تحدثنا قبل فترة عن أن "الأردن دولة وظيفية"، فثارت ثائرة مؤيدي النظام الأردني ضدنا. أليس ما يقوله كتّاب النظام الأردني في صحفه ووسائل إعلامه تأكيداً على أنّ الأردن دولة وظيفية تنفّذ ما يطلب منها؟! لا يمكن للأردن أن يلعب على الحبلين معاً دون أن يسقط.. لا يمكن للأردن أن يكون صيفاً وشتاء تحت سقف واحد.. لا يمكن للأردن أن يكون مع سورية وضدها في آن واحد؛ اللعبة الأردنية انتهت أو شارفت على الانتهاء؛ على الأردن أن يختار مواقف أكثر وضوحاً وعملانية، ولكن عليه أن يكون مستعداً لتحمّل نتائجها أياً كانت.

دمشق تحب الأشقاء وترحب بهم وتتسامح كثيراً وتتنازل عن حقوقها في سبيل خدمتهم.. وقد فعلت ذلك مراراً، وما زالت.. ولكنّ دمشق ترفض الغدر وتكرهه وستحاسب من يغدر بها وتلفظه وهذا حقّها الذي لا يمكن لأحد أن يجرّدها أو يحرمها من ممارسته.. وعلى الباغي أن يتحسس رأسه.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.