تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :هـل ننتقـد أنفســنا؟!!


5/6/2014


وبعد،

كثير من الأصدقاء الفيسبوكيين وغيرهم في الحياة اليومية، ينظّرون وينتقدون الدولة وتقصير الدولة.. ويراقبون كلّ شيء بعين الناقد المتوقدة.. ويتلون قصصاً كثيرة عن تقصير الدولة وكأن جميعهم اختصاصيين ومحللين وأصحاب خبرة!

هذا جيد ومهم، بل وضروري، ولكن له تتمة، بل له مقدمات يُفترض أن تأتي قبله..

ونسأل هؤلاء:

هل يراقبون سلوكهم وتصرفاتهم كما يراقبون الآخرين؟؟ هل يقومون بواجبهم تجاه الوطن، وقبل كل ذلك، تجاه أبنائهم وتجاه أنفسهم؟ هل يؤدون فروضهم نحو الآخرين بالشكل الصحيح؟؟

أليس من المفروض أن نبدأ بأنفسنا؟ أليست هذه أولى القواعد الأخلاقية؟!!

>> كيف أن موظفاً يتقاضى راتبه من الدولة التي يهاجمها وينتقدها ويتحدث عن تقصيرها في دورها، وهو نفسه لا يقوم بواجبه ولا يحضر لعمله، والأهم أنه يطالب يومياً بالعلاوات والزيادة والتعويضات!!

>> كيف ينتقد موظفٌ يعمل في الدولة ـ هذه الدولة وتقصيرها ـ وزوجته أو ابنه أو اخته أو.... الخ، كلهم يتقاضون رواتباً ولا يحضرون لعملهم، ويعتبرون ذلك شطارة أو مكسب، وكأن الدولة هي دولة للغير وليست لنا؟!! بل ويشرّعون نظرية "سرقة الدولة حلال"..

منذ متى كان تقاضي الأجر دون عمل مقابل حلالاً؟؟

مَن يُطعم أولاده من مال لم يتعب به (أقصد من أجر لم يعمل لحصول عليه، مثل تقاضي الرواتب دون عمل) فهو يطعمهم حراماً. وهم سيصبحون أولاد حرام..

من يريد أن ينتقد عليه أن يبدأ بنفسه أولاً، وعندما ينتهي من إصلاحها ومن إصلاح عيبوبه وتقويم اعوجاجه، ومن القيام بواجبه كاملاً، وسداد كامل مستحقاته وذمّته، يمكنه التفرغ لنقد الآخرين، الدولة أو غيرها. و

الحقيقة لو كنّا كذلك، لما كانت هناك مشكلة، ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه.

هذه أبجديات أولية وليست اختراعاً.. ولكن لا يمكن القفز فوقها، مع أنّ الكثيرين لم يروها ولا يعرفوها من أصلها..

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.