تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

المواجهة الكبرى المقبلة بين السعودية وإيران: انتهت!!


10/6/2014


في مقاله؛ "المواجهة الكبرى المقبلة بين السعودية وإيران"، في صحيفة (الحياة١٤ كانون الأول ٢٠١٣)، تساءل الكاتب السعودي جمال خاشقجي؛ "من قال إن هناك توجهات جديدة لإيران؟ إنه الرئيس حسن روحاني ووزير خارجيته محمد ظريف اللذان شنّا هجوماً بمعسول الكلام والابتسامات والوعود، نحو دول المجلس، كل على حدة بالطبع، فهذه سياسة إمبراطورية عتيقة «فرق تسد»". وختم الكاتب مقاله بالقول: "إذاً هي المواجهة الكبرى بين «الشقيقتين» السعودية وإيران في ساحة «الشقيقة» سورية. بعدها، ستجلس الشقيقتان على طاولة المفاوضات والمنتصر منهما سيكتب شروط الصلح".

السؤال؛ أين نحن الآن مما قاله الكاتب السعودي بكل وضوح، وبدون أي حرج في أنّ الحرب السعودية في سورية وعليها ليست، لا لمصلحة سورية ولا مصلحة الشعب السوري، بل لمصلحة سعودية خالصة؟!

من المفيد في الإجابة عن هذا السؤال، العودة للفترة الماضية قليلاً. إذ بعد التعنت السعودي في التعاون مع الرئيس روحاني بعيد انتخابه، حدثت تطورات وتغيرات عديدة، دفعت السعوديين لإعادة النظر بمواقفهم، منها؛ أولاً، ثبات الجيش العربي السوري في مواجهة الجمعات الإرهابية التي أرسلتها ومولتها السعودية في سورية، وفشل الرهان على تغيّر الموقف الروسي أو الإيراني وكل أصدقاء سورية الحقيقيين؛ ثانياً، محاصرة السعودية بالمشاكل نتيجة سياساتها الخاطئة في التعامل مع كلّ دول الجوار وبدون استثناء؛ ثالثاً، إزاحة رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان بعدما ثبت فشل سياساته ونتائجها الكارثة؛ رابعاً، تقدّم المفاوضات بين إيران والغرب وسط هرولة غربية لافتة نحو طهران؛ خامساً، تقدّم حزب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الانتخابات العراقية التي جرت في العراق... الخ. هذه التطورات وغيرها دفعت وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى التراجع عن مواقفه المتشددة وتوجيه الدعوة إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية؛ ظريف قبل الدعوة ولكنه تهرّب من تنفيذها؛ لماذا؟ لأن المعطيات على الأرض تتقدّم لصالح المحور الذي يضم طهران؛ من موسكو إلى الضاحية الجنوبية في بيروت، فلماذا لا ينتظر المزيد من الانتصارات التي تسهّل محادثاته فيما بعد، وفق نظرية الخاشقجي؟!

وبالأمس، كانت الرسائل الإيرانية أكثر من أن تعدّ وتحصى وكلها تتخطى "الحرتقات" السعودية الضيقة وغير المجدية؛ الرئيس روحاني في تركيا، وقد وقّع عشر اتفاقيات مع الأتراك الذين باتوا ينتظرون حبل الانقاذ الإيراني أو أن يلتف حوول عنقهم، وقد ذكّرهم روحاني بأن الإرهاب الذي يدعمونه سوف يحاصرهم لاحقاً؛ وفي مصر كان نائب وزير الخارجية الإيراني "ينوّر" حفل تنصيب الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي، السيسي الذي كان أهمّ ما قاله في كلمة تنصيبه، هو صمته عن الموضوع السوري؛ وفي سورية، أبرق الرئيس روحاني مهنئاً الرئيس بشار الأسد بفوزه بالانتخابات الرئاسية في سورية، ليس هذا فقط، بل بالنسبة الشعبية الكبيرة والمرتفعة التي شاركت في الانتخاب، والتي عكست "حقيقة" موقف الشعب السوري وحبّه لقائده وجيشه والفافه حولهما، وعلى أرضية الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمصالحات المستمرة والمتزايدة، وليس ما تقوله فضائية "العربية" السعودية وتنافق به؛ وفي السياق، لا ننسى الزيارات والمكالمات "التثقيفية" التي يقوم بها سعود الفيصل إلى موسكو، ومعها، بعد "تضعضع" التحالف السعودي مع الولايات المتحدة؛ ولكنّ الأهم ربما هو استمرار الغرب بالتفاوض مع الإيرانيين والإصرار الأمريكي على إيجاد حلّ للملف النووي الإيراني، والوقوف الفرنسي ـ على الدورـ  لعقد جلسات ثنائية مع الإيرانيين مشابهة لتلك التي يعقدها الأمريكيون لقطف ما يمكن من ثمار المفاوضات ونتائجها... الخ.

وإذا لم يكن كلّ ما يحصل انتصاراً لحلف المقاومة من ضاحية بيروت إلى موسكو مروراً بدمشق وبغداد وطهران، فما هو إذاً؟! ولنسأل بطريقة أخرى: في أيٍّ من ملفات المنطقة يمكن للسعودية أن تدّعي النجاح أو الفوز، أو لنقل؛ عدم الخسارة؟! السعودية تعمل الآن على دعم الرئيس المصري الجديد، وهذا ليس سيئاً، لأن مصر تحتاج دعم الجميع ولا أحد يرفض هذا الدعم، ولكنّ "الغباء السعودي" سيكون مطلقاً إذا اعتقد السعوديون أنه يمكنهم شراء الموقف المصري وتطويعه لخدمة أغراضهم ومواقفهم الضيقة وسياساتهم الانتحارية القائمة، حتى الآن.

السعودية تخسر بالنقاط. والسؤال، طالما أنّ الإيراني يرفض حالياً الجلوس لـ"يكتب شروط الصلح"، فهل هناك المزيد من الخسائر السعودية أم انتظارٌ للتثبيت بالضربة القاضية، وفق نظرية الخاشقجي؟!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.