تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية إذ تحاول استعباد مصر!!

مصدر الصورة
SNS


    

20/6/2014

 

 

يتوقف الملك السعودي عبدالله , العائد اليوم من موته السريري، في القاهرة، في طريق عودته إلى الرياض. الإعلام السعودي يطبّل وينفخ في العلاقات الأخوية المصرية ـ السعودية. وغداً إذا لم تعجب السياسة المصرية السعوديين، يتم نسيان العلاقات الخوية و"الشكيكة" مصر وتقوم الساعة على مصر والمصريين.

الحب السعودي ثقيل وغليظ، وأسلوب التعبير عنه أثقل وأغلظ. وهذا ما ظهر في رسالة التهنئة والموعظة السعودية الفجّة للرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي. قلق أفراد الحكم السعودي يظهر في كل تصرفاتهم وأفعالهم وردودها.. مما يجعل سلوكهم جافاً وخشناً وصحراوياً كطبعهم الخشن. وهل أدلّ من ذلك على محاولة كسب ودّ مصر بالمال!! إنها العقلية السعودية التي تعتقد بقدرتها على شراء كل شيء بالمال. أما الأخوّة، فتعبير بدون معنى يرددونه مثله مثل الديمقراطية أو حقوق المرأة..

المهم، أن الوضع السعودي قلق وغير مستقر، والتطورات الإقليمية والدولية لا تبشّر حكام الرياض بالخير. الجوار السعودي يغلي بالفعل والتطورات الدراماتيكية المحيطة تسبب لهم الصداع: في اليمن والبحرين وقطر والعراق وسورية ولبنان، الجميع لا يطيق ذكر السعودية وسياساتها وأفعالها، والأهم أنّ معظم الحلفاء تخلوا عنها أو في طريقهم لذلك. لا يوجد غير مصر الآن لتحتمي السعودية بظلالها ولتؤمّن بعض المشروعية لسياسات الرياض التخريبية الانتحارية. وعلى هذا الاساس تسير الأخيرة وتجرّ خلفها بعض الدول الخليجية مكرهة. ما الذي يمكن أن يقدمه نظام متخلف مثل النظام السعودي، للعالم أو لمصر  تحديداً؟! التجربة الديمقراطية السعودية؛ التحرر؛ حقوق الإنسان؛ حرية التعبير؟! بالطبع لا تملك السعودية غير أموال النفط لتعطيها لمصر المحتاجة لهذه الأموال لتحسين اقتصادها أو على الأقل لوقف تدهوره.

لكن على المقلب الآخر، فإن مصر السيسي ليست مصر حسني مبارك؛ هي ليست كذلك لأنها لم تعد محاصرة في دائرة المساعدات الأمريكية والغربية، المالية منها والعسكرية، ولأن أمريكا نفسها لم تعد كما كانت في ظل الأحادية والتفرد.. وهي ليست كذلك لأنها حققت انفتاحاً واسعاً مع روسيا وبقية دول العالم.. مصر تستعيد هيبتها ومكانتها شيئاً فشيئاً ولذلك فإن السؤال الذي يفرض نفسه، هو: إلى أي حدّ يستطيع دولار النفط السعودي القذر شراء مصر واحتكار مواقفها وسياساتها؟ وهل تسمح مصر الطامحة للعودة بقوة لممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي بأن تكون أسيرة الأهواء والأمزجة السعودية المتخلفة ومستباحة من قبلها؟

المنطق يقول أن تستفيد مصر من المال السعودي الآن، ولكن دون أن تتعهد أو تتورط في أي مشروع من مشاريع التخريب السعودية. والمنطق يقول أيضاً أنّ حجم مصر أكبر من أن تشتريه الأموال السعودية مهما كثرت.. والمنطق يقول أيضاً أن على مصر أن تستخدم وتستفيد هي من حاجة السعودية إليها لتساعدها في تعديل سياساتها وفتح آفاق جديدة أمامها بدل الانغلاق والغباء الذي يعممه ويمارسه سعود الفيصل باسم أهل الحكم وبمشورتهم. إذا لم تخرج مصر من دائرة الضغط والحاجة السعودية، لن تكون مصر التي تبحث عن ذاتها أبداً.. المصريون يعرفون ويعترفون بذلك بالطبع!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.