تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان عارٍ.. أردوغان عارٍ!!

مصدر الصورة
SNS

 


2/7/2014           


لعل حكاية "الملك العاري" تنطبق على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الصلف المتعجرف، والمريض، والذي أعلن ترشحه أمس للرئاسة التركية. قيل إن خياطا ماكراً أوهمَ ملكاً متغطرسا بأنه يستطيع أن يصنع له ثوباً سحرياً لا يراه إلا الأذكياء، وبذلك يكتشف الملك مستوى ذكاء شعبه وحاشيته. أطل الملك الغبي بثوبه الوهمي على حاشيته وكبار مستشاريه، وأبدى المتذلفون والخائفون والأغبياء إعجابهم بالثوب غير الموجود أصلا. وعندما رأى الملك انبهار الجموع بثوبه الجديد، قرر الخروج به إلى الشعب ليكمل استعراضه. اهتزت رئاسة الوزراء بزلزال من التصفيق والصراخ والهتافات.. صدّق الملك نفسه وخرج إلى الشعب. لكنّ طفلاً صغيراً صرخ أمامه، وقال: الملك عار.. الملك عار..

وأمس، أعلن "الملك" العثماني الجديد المغرور، رجب طيب أردوغان ترشحه للرئاسة التركية وسط جموع مؤيديه وأنصاره. وفي الخطاب الذي تلى إعلان ترشحه، ذكّر أردوغان العصبي والمتوتر بالماضي السلجوقي والعثماني لتركيا، قائلا "إننا أحفاد السلطان ألب أرسلان والسلطان محمد الفاتح والسلطان سليم الأول. نحن أحفاد العثمانيين". شبه أردوغان نفسه بمؤسس الإمبراطورية العثمانية وبالقائد صلاح الدين الأيوبي وبالفاتح طارق بن زياد! لكنّ ذلك الثوب الوهمي الذي ارتداه، لم يعد يقنع الأتراك. فسارع رئيس حزب "الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار اوغلو الى انتقاد ترشيح أردوغان، معتبراً أنه "لا يمكن لشخص لا يؤمن بسيادة القانون ولم يتطور مفهومه للعدالة، أن يترشح لمنصب الرئيس".. بل واتهم الرجل أردوغان بأنه "آلة لفبركة الأكاذيب ولص".

ماذا يعني كلّ ذلك؟! يعني عدة أمور كبيرة، نكتفي بالتركيز على ثلاثة منها؛

أولاً، أن أردوغان استخدم كعادته العبارات والإشارات الدينية، ليتلحف بها وليقنع أنصاره بأنه يستمد مواقفه وقوته من المبادئ الإسلامية التي يحملها ويمارسها. لكن هل ما زال الشعب التركي غافلاً عن عُريّ أردوغان؟ ربما البعض نعم، وربما البعض الآخر يخشى أن يقول وأن يواجه الحقيقة، وربما البعض الآخر لا يهمه غير مصالحه التي يحافظ عليها وجود أردوغان في الحكم، مهما كانت عورة أردوغان بشعة. لكنّ رئيس المعارضة التركية لهج بالحقيقة: أردوغان آلة لفبركة الأكاذيب ولص. إذن، كيف للصّ أن يكون رئيساً وقائداً لشعب وأمةّ؟!!

قيل إن رجلاً جاء إلى رسول الله(ص) يطلب منه التوبة ودخول الإسلام ويسأله ماذا يفعل، فأجابه الرسول  المصطفى بأنه يستطيع أن يفعل أي شيء، ولكن بشرط ألا يكذب. أدرك الرجل بماذا أمره وعمّا نهاه الرسول الكريم. المشكلة أنّ أردوغان المدّعي للإسلام لم يفعل غير الكذب... أكاذيب أردوغان لا تنتهي ولا تعّد ولا تحصى. وهذا يعني انهيار المنظومة الأخلاقية التي حاول أردوغان بناءها وإحاطة نفسه بها أمام الجميع في الداخل والخارج. لقد سقطت هالة أردوغان وانطفأت. ولو كان أردوغان نظيف الكفّ وخالٍ من الفساد والفضائح، كما يدّعي دائماً، لردّ على رئيس المعارضة التركية بطلب إحالته للتحقيق والمحاكمة بتهمة القذف، ولكنة لا يجرؤ على ذلك، لأن بيته من بللور هشّ، وحجارة كمال كيليتشدار كبيرة جداً.

ثانياً، أكد أردوغان أمس، ضرورة إعادة النظر في مجمل المعطيات السياسية والدستورية والقانونية. لكن، طوال فترة حكم أردوغان لم يتوان الرجل عن القفز فوق القانون وسلطة القانون وتجاوز الدستور التركي والبرلمان للتغطية على ممارساته ولتحقيق مصالحه حتى تحولت تركيا إلى مزرعة له يديرها هو وأعوانه. وتحوّل أردوغان إلى أبعد ما يكون عن "العدالة" التي يرفعها اسم حزبه ورافعته. وفي نظام حكم لا يعرف القانون ولا يعتمده أساساً، يمكننا تصور التجاوزات والتناقضات التي تحصل والتي يستفيد منها انصار أردوغان وعائلته والمتنفذين الذين يحيطون به ويدعمون بقاءه في سدّة السلطة ويغمضون عيونهم عن عريّه.

ثالثاً، بالأمس، لم يتناول أردوغان الملفات الخارجية. والسبب بسيط، أنه فشل فيها جميعاً. من ليبيا إلى مصر وسورية والعراق والخليج، وصولاً إلى قبرص واليونان وأرمينيا وأوروبا وغيرها. فشلتْ كذبة "صفر مشاكل" مع الجيران، وتحوّلت إلى "كل المشاكل" مع الجيران. كيف لا وهو يمارس الكذب الفج والوقح. وضع أردوغان تركيا خارج التأثير والفعل بعدما أغلقت حدودها وعلاقاتها مع الإقليم والعالم. يوماً ما تحدّث الرئيس بشار الأسد عن ربط البحار الخمسة مع بعضها لخدمة شعوب الإقليم! أين المصالح التركية الآن من كلّ ذلك؟! ماذا جنت السياسة التركية الحمقاء والمنافقة غير التخريب على الجميع وأولهم الشعب التركي؟!

غيض من فيض. ولكنّ أردوغان بعد أكثر من عقد في الحكم، لم يعد ذاك الشخص الذي يحترمه الآخرون. لقد انكشف على حقيقته وإن بقي أنصاره يصفقون لثوبه الوهمي. أصبح أردوغان عبئاً على الجميع وفي مقدمتهم الأتراك، ولكن السؤال متى ومن يجرؤ على القول: أردوغان عارٍ.. أردوغان عارٍ..!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.