تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إنجاز التخلص من الأسلحة الكيماوية!!

مصدر الصورة
SNS


7/7/2014


كتب بعض وسائل الإعلام أن منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة الخاصة بسورية سيغريد كاغ تعدّ نفسها لمهمة تفكيك برنامج عملياتها، بعد تمكن اللجنة، بالتعاون مع السلطات السورية وأطراف أخرى، من تفكيك عناصر البرنامج الكيميائي السوري، ونقل ما تبقى من مواد كيميائية عالية الخطورة  خارج البلاد، إلى حاويات سفن متخصصة، ستتكفل هي الأخرى بتدميرها في عرض البحر.

الخبر مرّ في وسائل الإعلام المعادية لسورية مرور الكرام ودون أي تعليق، أو لم يمرّ أبداً. وإذا ما تذكرنا الضجة المفتعلة التي رافقت موضوع التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، أدركنا السبب؛ كان المطلوب ألا تتمكن سورية من الإيفاء بالتزاماتها الدولية للتشكيك بصدقية الدولة السورية وقدرتها على ممارسة مهامها والقيام بواجباتها لاستدعاء التدخل الخارجي من هذه الزاوية بالذات، إضافة إلى الحجج الأخرى التي يسوّغها الإعلام المعادي للجمهورية العربية السورية.

وإلى جانب ذلك، سكت هذا الإعلام المعادي وتوقف عن الحديث عن أهمية هذا السلاح الإستراتيجي وفقدان سورية  لهـ وكأن قلبه كان يوماً ما على سورية ـ بعد أن أدرك أنّ سورية لم تقم بتسليمه لو لم تكن قد ضمنت بدائل استراتيجية أكثر فعالية وأهمية ونجاعة، وتحقق التوازن المطلوب مع العدو الصهيوني. فالسلاح الكيماوي سلاح ردعي ومحظّر دولياً ولا يمكن استخدامه إلا في الأوضاع "الكارثة"، وحين تكون الدولة على شفير الانهيار، والتخلص منه تخلّص من عبء  مزدوج.

ولكنّ الأهم من ذلك أن الإعلام المعادي لسورية وبالطبع من يديره ومن هو ينطق باسمه، سكتوا جميعاً عن مخاطر بقاء هذا السلاح في ظل الظروف الأمنية غير المستقرة في المنطقة ومخاطر وصوله إلى الأيدي الخطأ، وانعكاس ذلك على الجميع داخل وخارج سورية. ولم يتحدث أي من هؤلاء عن فائدة التخلص منه بعدما استطاعت الدولة السورية إيجاد البدائل المقنعة والكافية والأقل خطراً منه على الإنسان والبيئة، وبعدما تخطت ذريعة الغرب وتهديداته بسبب امتلاك هذا السلاح.

لكن الحكومة السورية تمكنت ـ رغم دور هذه الدول في محاولة عرقلة تنفيذ الاتفاق الخاص بالسلاح الكيماوي ـ من أداء دورها والالتزام بكلمتها. ويوم3/7/2014 أعلنت سيغريد كاغ أنّ بعثتها وبالتعاون مع دمشق، تمكنت من تنفيذ المرحلة الأخطر والأكثر دقة من برنامج التفكيك، وهي نقل ما يقارب 1300 طن من المواد القاتلة، خارج سورية. واعتبرت المسؤولة لدولية أيضاً أن ما تم انجازه في ظروف تحد كبيرة، لم يسبق له مثيل، وانتهى كما هو متوقع، مشيرة إلى جهود البعثة المشتركة وتعاون السلطات السورية وتضافر جهود الجهات المعنية والدول الأعضاء في المنظمة.

المسؤولة الدولية ردّت على ادعاءات الصحافة ووسائل الإعلام وتصريحات بعض المسؤولين الغربيين، وقالت كاغ "نحن نعمل وفقا لإعلان سورية المبدئي بشأن البرنامج. لا نعمل وفقا لما تقوله وسائل الإعلام أو غيرها، وإنما استنادا إلى الدلائل. ونحن منفتحون للنقاش مع كل الدول الأعضاء في نيويورك، كما للإجابة عن أسئلتهم"(السفير4/7/2014).

أجل انتهت المهمة، سكت الأعداء، تقدّمٌ آخر للدولة السورية يفرض نفسه؛ سيضطر الأعداء للسكوت والصمت كثيراً في الأيام المقبلة.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.