تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الأسد يعيد تثبيت البوصلة باتجاه فلسطين

مصدر الصورة
SNS


16/7/2014


أعاد الرئيس بشار الأسد اليوم في خطاب القسم الذي ألقاه في قصر الشعب في دمشق أمام شرائح شعبية تمثّـل مختلف قطاعات الشعب السوري التي تواجه الأزمة وتتصدّى لها ودفعت وتدفع ثمن صمودها، التأكيد على ثوابت السياسة السورية المعروفة والتي اعتقد البعض أنها اهتزت أو قد تهتز بسبب الأزمة والظروف التي تمـرّ بها البلاد.

الرئيس الأسد كان واضحاً جداً ودقيقاً وصريحاً في التفريق بين القضية الأساسية الجوهرية فلسطين (ومن ضمنها قطاع غزّة الذي يتعرض حالياً للعدوان الإسرائيلي وسط صمت عربي ودولي مريب)، وبين أشخاص كان من المفترض أنهم يدافعون عن هذه القضية لكنهم أساؤوا لها وتخلوا عنها لأتفه الأسباب.

الرئيس السوري أوضح أنّ ردّ الفعل السوري السلبي كان وسيكون ضد الأشخاص الذين تخلوا عن فلسطين والمقاومة بعدما أغرتهم الأموال والدولارات. أما فلسطين فلا يجوز أن تظلم مرتين؛ الأولى عندما تخلوا عنها، والثانية أن تتركها سورية لوحدها بسبب مواقف هؤلاء وخيانتهم. القضية المركزية للعرب والمسلمين، من وجهة نظر سورية،  تبقى القدس والمسجد الأقصى وتحرير كامل الأراضي المحتلة من الاحتلال الغاشم. وهـو، اي الرئيس بشار الأسد، أعطى مثالاً عن بعض السوريين الذين خانوا سورية وشعبها، ولا يمكن بالطبع، بسبب هؤلاء التخلي عن سورية وترابها وشعبها وحضارتها وتاريخها ونهضتها، بل إن خيانة هؤلاء تزيد الدولة السورية ـ شعباً وجيشاً وحكومة وقيادة، إصراراً على المقاومة وحماية سورية وفلسطين والأمة كلّها.

والحقيقة أنه ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الحالي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والناس يراقبون ويترقبون وضوح الموقف السوري بعدما تعرّت المواقف العربية والإسلامية ـ ولاسيما السعودية والتركية منها ـ وانكشفت حقيقتها المزاودة والمؤيدة لإسرائيل؛ إذ كيف يمكن أن تكون السعودية مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وتدافع عن المسجد الأقصى، وإعلامها الرسمي يحمّل الفلسطينيين والمقاومة مسؤولية العدوان وبالتالي الاحتلال؟! وكيف يمكن للحكومة التركية ورئيس وزرائها رجب طيب أردوغان أن يكونا في صفّ غزة وهم يعملون ليل نهار على تطوير العلاقات مع إسرائيل في شتّى المجالات؟!

المواطنون والمحللون والجميع تساءلوا من أين حصلت المقاومة على الأسلحة المتطورة؟ الجواب كان بديهياً بأن سورية وإيران والمقاومة في لبنان هي التي مدّتها بكل أسباب الصمود والقوة؟ هل قدّمت السعودية أموالاً أو سلاحاً لتحرير القدس؟ أبداً. هل قدّمت تركيا مساعدات لتحرير أي شبر من فلسطين او لنصرة شعب فلسطين؟ أبداً. ما تقوم بها تركيا والسعودية والكثيرون من العرب هو دعم الاقتصاد الإسرائيلي وتعزيز قوته عبر تجارة الترانزيت وغيرها لتتمكن إسرائيل من مواصلة حربها الهمجية التوسعية في المنطقة. افتتاحية صحيفة الخليج الإماراتية اليوم 16/7/2014، تحدثت عن "اهتزاز الردع الإسرائيلي"! الصحيفة الخليجية لا تنطق باسم سورية ولا باسم الشعب الفلسطيني. بل باسم الحقيقة. ولكن، من وراء اهتزاز هذا الردع؟ مَن مكّن الشعب الفلسطيني من الصمود؟! هذا هو السؤال الذي لم ولن يسأله الإعلام السعودي أو الإعلام الأردوغاني التركي، لأن الجواب ليس في مصلحتهم، لأن الجواب يقول إن سورية وصمود سورية هو الذي عزز صمود ومقاومة غزة. أخطأ البعض، هذا ذنبهم ويحاسبهم الشعب الفلسطيني والسوري ويطردهم من بين صفوفه، لكنّ القضية الفلسطينية تبقى أساس السياسة السورية.

الرئيس الأسد أعاد توجيه وتثبيت البوصلة اليوم أيضاً، عندما أكّد أن العدوان على غزّة لا ينفصل عن العدوان على سورية والعراق وعما يجري في المنطقة، لأن المُخطِط واحد وهو العدو الإسرائيلي. وبهذا المعنى، فإن الحرب والعدوان على غزّة هو عدوان على سورية، ويُفترض أيضاً أن العدوان على سورية هو عدوان على غزّة. وهذا التشبيك هو ما يرفضه بعض العرب ومعه العدو الإسرائيلي الذي يريد مقاتلة العرب فرادى وقطعان وجماعات ممزقة.

مرّة أخرى يـوضّح الرئيس بشار الأسد الموقف السوري ويثبته، ومرّة أخرى نفهم لماذا الحرب على سورية وعلى سياستها وشعبها وجيشها وقيادتها؛ عندما يوقفون قلب العروبة النابض عن الحياة، لن يبقَى للعرب عروبة أو أمّة، وهذا لم ولن يكون.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.