تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد : غــزّة العزّة تكشف الأقنعـة!!

مصدر الصورة
SNS


21/7/2014


كشف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر جميع الأقنعة عن الوجوه وظهر الجميع على حقيقتهم، ولنبدأ من أقصى الغرب وصولاً إلى قلب فلسطين مروراً بما حولها:

أولاً، الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا: موقفٌ رسميٌ مؤيد تماماً (بالعلن أو بالتحريض أو بالسكوت) للعدوان الإسرائيلي على الشعب المحاصر بالجوع والحرب والموت منذ أعوام. المطلوب غربياً من إسرائيل أن تقضي على الفلسطينيين وتبيدهم وتخلّص العالم والأمم المتحدة من هذه المشكلة التي تُبقي الضوء مسلطاً على نفاقهم وكذبهم، لاسيما عندما يتحدثون عن حقوق الإنسان والديمقراطية وما شابه من مغلفات الكذب والتدجيل. وغربياً، أيضاً، فإن الوقت المتاح لإسرائيل هو حتى الانتهاء من مهمتها، شرط ألا تخسر. لكن الرأي العام والإعلام في أوروبا والولايات المتحدة منقسم حول المشهد في الأراضي المحتلة، وهو بالمناسبة، متقدّم كثيراً عن الماضي، وعن رأي الحكومات الغربية.. وكلما ازداد ثبات المقاومة، كلمّا تغيرت المعطيات والرهانات والمواقف بشكل أفضل.

ثانياً، المسلمون: موقفهم كما هم في الواقع، مشرذم وغائب ومتناقض، ويختلف باختلاف التوجهات السياسية التي تحكمهم، لكن أغلبهم لا موقف ولا وجود له؛

1- بعضهم، كما السعودية وإعلامها المنافق الكاذب الرخيص، يدافع في العراق وسورية عن مظلومية أهل السنّة، لكنه، يحمّل في قطاع غزة، أهل القطاع "السنّة" المسؤولية عن العدوان. يشرح هذا البعض تفاصيل الأخطاء الفلسطينية التي قادت للعدوان وذلك في معرض تبريره المقنّع له. كان المطلوب سعودياً أن تستسلم غزّة وتنتهي قضية فلسطين، حتى لا يستمر انزعاج السعوديين من ردّ المقاومة. أبشعُ استخدام للدين والتحريض الطائفي تقوم به السعودية عبر إعلامها الموجّه، ولكن الآن الأمر انتهى وبانت الحقيقة؛ من يريد أن يدافع عن أي من المسلمين فالساحة موجودة في غزّة. لكنّ الأسوأ، وهو ما يشبه الفضيحة، أنه سرى بين الكتّاب السعوديين ما يشبه "التوجيه" بضرورة عدم الهجوم على/ أو انتقاد الموقف الفلسطيني المقاوم حتى لا تخسر السعودية رصيدها الإسلامي، لأن الجاهل يعرف اتجاه الرأي العام في العالم والمناهض للعدوان الإسرائيلي الغاشم. بل أكثر من ذلك، تستخدم السعودية العدوان للهجوم على سورية تارة وعلى العراق تارة أخرى وعلى إيران أيضاً بتهمة أنها تساعد المقاومة لأسباب إيرانية محضة لتشتيت الانتباه والتشويش على المواقف والقضية الأساسية. والسؤال الحقيقي: ماذا قدّمت السعودية عبر تاريخها للقضية الفلسطينية غير الخيانة لها والتخريب عليها، وهي بالتالي لا يحقّ لها أن تتحدث عن تدخل إيران أو تقاعس غيرها، طالما أنها هي من يناصر إسرائيل ويبرر لها سلوكها الهمجي العدواني.

والمشكلة أنّ 2- الموقف المصري اقترب كثيراً من التوجه السعودي، لعدة أسباب، قد يكون منها المساعدات السعودية التي يبدو أنها تُحرج مصر المضطرة إليها  حالياً. ومنها أنّ مصر لم تستطع أو ربما  لم ترد، التفريق بين سكان غزة وحركة حماس، فجاء الموقف المصري ملتبساً، لا كما نريد ولا يتناسب مع حجم مصر الذي نريد أن تعود لممارسته عربياً وإقليمياً ودولياً.

3- قطر وتركيا، اللتان تعملان على مناكفة الحكومة المصرية الجديدة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فمواقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أقبح من المواقف الإسرائيلية، بل تعدّ تبريراً وحماية لها. ويكفي التوضيح أنّ الحكومة التركية ورغم جعجعة رئيسها أردوغان لم تقم بأي خطوة عملية للضغط على إسرائيل، وكلّ العلاقات التجارية والاقتصادية في تنام وتزايد مستمر. والحقيقة أنّ كلّ ما يصدر عن أنقرة الرسمية وعن الدوحة تجاه الحرب على غزّة، يُشتمّ منه رائحة الإساءة لمصر ونظامها الجديد، أكثر من دعم قطاع غزّة.

رابعاً، سورية المقاومة. ظنّ البعض أن مواقف حركة حماس وتأييدها ومساندتها للإرهابيين في سورية سيغيّر موقف القيادة السورية من القضية الفلسطينية. خرجت قيادات حماس من دمشق وخرج كل من ترك الخطّ المقاوم وتخلّى عن المقاومة، ولكن القضية والمقاومة لم ولن تخرج من قلب السياسة والإستراتيجية السورية. وبالأمس اعتبر الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم (16/7/2014) أن من السذاجة التفكير بأن سورية يمكن أن تعامل القضية الجوهرية والمركزية للعرب والمسلمين بناء على تصرفات المسيئين لهذه القضية. اللمسة السورية موجودة في غزّة رغم الألم السوري والأزمة السورية. الدعم السوري لقطاع غزّة، وللمقاومة هناك، موجود وواضح وظاهر رغم الجرح السوري. القيادة السورية عندما تبني إستراتيجياتها الكبيرة تتجاوز أخطاء الصغار وتصرفاتهم وردود الأفعال والارتجال. والقيادة السورية تعرف تماماً أبعاد هذه الحرب التي تواجهها من غزّة إلى لبنان والجولان والداخل السوري والممتدة الآن إلى العراق، وتعرفُ من يمولها ومن يسعّرها ومن يطلب الاستمرار بها.

الحرب على غزّة كشفت حقيقة المواقف والتصرفات العربية والدولية، وأظهرت النفاق والدجل الذي مارسه الكثيرون في الأعوام الماضية: تهجير المسيحيين من العراق ليس نصرة لأي عراقي أو عربي أياً كان انتماؤه الطائفي؛ تركُ غزة تحترق بنيران العدو والبحث عن تبريرات للعدوان، أسقط ورقة التوت وأظهر عورة المتاجرين بالشعب السوري والعراقي والفلسطيني؛ أجل لكلّ ظلم وظالم نهاية!!

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.