تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مفارقــات "أشــراف" العالــم؟!!



كشف الأسبوعان الماضيان عدداً من المفارقات العجيبة الغربية: النفاق الدولي والتجارة الدولية بقضايا البشر وأرواحهم ومصائرهم دون أي رادع أو وازع أخلاقي أو إنساني أو حضاري أو قِيَمي.

قبل أيام اجتمع قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واعتبروا كارثة تحطم الطائرة الماليزية مسؤولية روسية وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهددوا بمزيد من العقوبات ضد روسيا، ونفّذوا تهديداتهم، قبل ان تتشكل لجنة تحقيق بالموضوع وقبل أن تصدر حكمها، أصدر قادة الاستعمار العالمي أحكامهم وقرروا نيابة حتى عن ماليزيا. لو كان هؤلاء صادقون لكنا صفقنا لهم ولنخوتهم، ولكن هم منافقون وكاذبون ومحتالون؛ والسبب أن عدد قتلى الطائرة الماليزية (ونحن نأسف ونحزن لموتهم ونعزي ذويهم، وهذا أمر بديهي) لا يساوي ربع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب قصف الجيش الإسرائيلي الهمجي والذي يستخدم نخبة السلاح الأمريكي.

النفاق الغربي واضحٌ وفجّ وسمج وغليظ: هم يفرّقون بين القتلى حسب جنسياتهم وحسب إمكانية الاستفادة والاستثمار السياسي لموتهم؛ وهم يفرقون بين القتلى حسب القاتل؛ فإذا كان من حلفائهم، عندها لا يهمّ من هو القتيل ولا عدد القتلى ويكون ذلك مبرراً وباسم الدفاع المشروع عن النفس؛ وعليه أُعطيت رخصة وموافقة مفتوحة للاحتلال الإسرائيلي لقتل العدد الذي يريد من الفلسطينيين، أي حتى يُشبع قطيع الضباع نهمه وغريزته. والأبشع والمقرف أكثر، أن الفلسطينيين يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية ويقتلون الجنود الصهاينة، ويسمّي الغرب دفاعهم هذا إرهاباً، ويسعى هذا الاستعمار الغربي وأعوانه وأدواته لتجريدهم من أي إمكانية للدفاع عن أنفسهم. بالمقابل، يسمّي الغربُ العدوان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية، والذي يقتل الأطفال والنساء والشيوخ وكل المدنيين دفاعاً عن النفس، ويستحق كل الدعم؛ كم عدد الشهداء الفلسطينيين؟ لا يهم الغرب ولا بعض العرب. المهم استثمار مقتل ركاب الطائرة الماليزية. هل من حاجة للسؤال أين هم أصدقاء الشعب الفلسطيني من العرب والغرب، وهل هم موجودون؟!

نفاق دعاة "الشرف" الغربيين لهم مقلّديهم في العالم العربي؛ أغلب الإعلام السعودي تخطّى نذالة المواقف الغربية وحمّل المقاومة مسؤولية العدوان والحرب على قطاع غزة واتهمها بالعمل وفق أجندات لا تخدم القضية الفلسطينية؛ المقرف أنّ هذا الإعلام الذي وصف بطولة المقاومة اللبنانية عام 2006 ضد نفس العدو بـ"المغامرة"، يطالب هذه المقاومة وبكل وقاحة عدم التدخل في القطاع وكأنه آتٍ من المريخ، وكأن القضية الفلسطينية ليست قضيته، وكأن المسجد الأقصى ليس للمسلمين!! الإعلام السعودي ـ رغم قرابة الشهر على بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي المحتلة ـ ما يزال يتهم المقاومة في غزة وجنوب لبنان ويتهم إيران وسورية والعراق بالتقصير؛ تُرى، هل أدى الجيش السعودي مهمته في الدفاع عن فلسطين يوماً؟ هل فتحت السعودية خزينتها لدعم الشعب الفلسطيني يوماً؟ هل أيدت السعودية القضية الفلسطينية يوماً؟ لا يقدّم تاريخ آل سعود غير الخيانة للقضية الفلسطينية والعمل على تخريب سورية والعراق ومصر والتآمر مع العدو وربما تحريضه أكثر على العدوان على بقية الدول العربية.. ولا يقدّم تاريخ آل سعود غير التكفيريين والوهابيين وسفّاكي الدم والقتلة والإرهابيين والمجرمين، وعدد القتلى السعوديين في سورية أكبر شاهد ودليل؛ لماذا لا يتوجه هؤلاء إلى تحرير القدس مثلاً، لم نسمع عن سعودي جاهد أو ناضل أو فجّر نفسه في عملية ضد الإسرائيليين؛ لماذا؟ لأن هذا ليس في ثقافتهم؛ لأن إسرائيل في ثقافتهم ليست العدو الذي يجب أن يُحارب!!

دعاة "الشرف" "المنافقون" الاستعماريون وأزلامهم يحاضرون بالعفة؛ يا لسخرية القدر!! لا يهم، للباطل جولة، وتنتهي؛ اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين؛ ستسلم المقاومة، وستسلم سورية، وسينتصرون بالحق والصبر والصمود، وظهور إسرائيل وأسطورتها بهذا الوهن خير دليل على شكل النهاية والمصير الذي ينتظرهم!!

30/7/2014

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.