تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مبرر الحديث عن معاداة السامية؟!

مصدر الصورة
SNS


6/8/2014 


قبل يومين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنّ «النزاع في قطاع غزة ينبغي ألا يكون ذريعة لتنامي معاداة السامية في أوروبا».

تصريح المسؤول الأممي الأول ـ الذي يفترض أنه شخصية تعمل على حماية السلم والأمن الدوليين ـ يعكس حالة من الإرهاب الفكري الذي يعيشه الرجل والكثيرون في الغرب بشأن كل ما يتعلق بإسرائيل وبالتالي يهود العالم؛ معظم هؤلاء يخشون حتى استخدام أي مصطلح يتعلق باليهود أو إسرائيل إذا كان لا يروق للصهاينة، لأنه قد يفسّر بأنه معاداة للسامية. وإلا كيف تجاهل بان كي مون المجازر الإسرائيلية التي فاق عدد ضحاياها الـ400 طفل فلسطيني؟!!

تصريح بان كي مون مرّ في الإعلام العربي دون تعليق، ربما لأن الكثيرين لا يعلمون أبعاد سيطرة "الإرهاب الفكري" الذي يمارسه اليهود في العالم وعليه، تحت شعار معاداة السامية، ولا حجم الازدراء الذي يقابل به العرب بالمقابل. والسؤال البسيط هو: إذا لم تكن المجازر الإسرائيلية سبباً لمعاداة الصهاينة وسياساتهم العنصرية وحشد المظاهرات ضدهم في أوروبا وغيرها، وإذا كان قتل أكثر من /400/ طفل فلسطيني وقرابة ألفي مدني فلسطيني وجرح قرابة /9000/ مواطن فلسطيني، مقابل قتل /64/ جندي إسرائيلي وجرح ثلاثة مستوطنين، ليس إرهاباً صهيونياً فما هو الإرهاب؟! والسؤال أيضاً هو؛ ماذا لو كان عدد الضحايا مقلوباً أي أن عدد الأطفال القتلى هو من الإسرائيليين وليس من الفلسطينيين؟ لماذا يربط أمين عام الأمم المتحدة ردود فعل الناس العاديين غير المؤدلجين بمعاداة السامية؟! تصريح بان كي مون موجّه للرأي العام العالمي في أوروبا بعد التظاهرات التي طالبت بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي عمّت المدن الأوروبية، وهو موقف قمعي صريح ضد هذا الرأي الذي يفضح عنصرية إسرائيل ويحاول مواجهتها.

بان، المسؤول ـ هكذا يفترض ـ عن حماية الأمن والسلم الدوليين، لم يتجرأ على إدانة أي مجزرة إسرائيلية، حتى تلك التي طالت المدارس التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، بل اكتفى بإبداء «قلقه»!! يا للهول!! الحقيقة أن بان كي مون و«المجتمع الدولي» يمارسان أكثر من ازدواجية المعايير بشأن المجازر العنصرية الإسرائيلية والسياسات الإسرائيلية والإرهاب الإسرائيلي؛ هم يتبنّون المواقف الإسرائيلية ويدعمونها ويشجعونها، وهذا المسار الخطير ليس جديداً، بل بدأ منذ وصول عصابات الـ«هاغانا» الإرهابية إلى أرض فلسطين، وممارستها التطهير الجماعي بحق الشعب الفلسطيني، وتهجيره من أرضه وقتل نسائه وأطفاله.

لا يفهم بان كي مون ومن أتوا به أميناً عاماً وجدّدوا له لغة المساواة والتكافؤ في العلاقات الدولية؛ هم يفهمون لغة القوة التي درج الغرب على استخدامها والتهديد بها دائماً. ولذلك فإن المنطق الذي فهمه هؤلاء وإسرائيل معهم هو المنطق الذي مارسته المقاومة في غزة عبر صمودها البطولي وحيدة في وجه أسطورة الجيش الإسرائيلي وداعميه من دول الغرب، ومعهم بعض العرب. منطق الردع الذي فرضته المقاومة ومنطق الرعب على العدو ومستوطنيه وخسائر اقتصاده هو الذي فرض على هؤلاء البحث عن الهدنة وقاد إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي سريعاً من أرض المعركة. وهذا المنطق القوي يحتاج ممارسة سياسية توازي الصمود الميداني وتتفوق عليه، تعمل على استثماره بأقصى ما يمكن وليس تفريغه عبر المفاوضات والخدع التي يلجأ إليها الصهاينة والناطقون باسمهم وداعميهم، ومنهم "مغمض العينين" بان كي مون وأمثاله؛ في التعامل مع مثل هؤلاء، الحقوق لا تعطى، الحقوقُ تُؤخذ بالقوة!!

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.