تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد :حكومــة الحلقي.. بين الواقع والمأمول!!

مصدر الصورة
SNS


11/8/2014


لكلّ منّا وجهة نظره ورأيه فيما يتعلق بعمل الحكومة السورية المستقيلة. الكثيرون يرون أن تلك الحكومة لم تقدّم المأمول منها خدماتياً أو اقتصادياً أو على الصعد كافة. وكثيرون آخرون يرون العكس تماماً. نظرياً، يمكن القول إنه كان هناك بعض التقصير أو الخلل في عمل الحكومة السابقة، أي في أداء بعض الوزراء أو وزاراتهم، ولم يرتق عمل هذه الوزارات لما هو مرجوّ منها. عملياً، لا بد من أخذ العديد من النقاط بالحسبان عند الحديث عن أسباب فشل أو تلكؤ أو تقصير هذه الوزارات.

ما يهم من الماضي العبرة والحكمة لتلافي الأخطاء والتقصير ومعالجة نقاط الخلل والضعف في جسد الحكومة الجديدة لتكون حكومة إعادة البناء والمستقبل الواعد بكل معنى الكلمة. ولكن وقبل تشكيل هذه الحكومة، لا بد من التذكير بأنّ هناك مشاكل ومعوقات كبيرة سوف تعترض عملها، لابد من مواجهتها وعدم تخطيها مهما بلغت شدتها وقوتها وتنوعها، ويمكن الإشارة إلى بعضها؛

أولاً، الأوضاع الاقتصادية الصعبة والقاسية التي يمرّ بها البلد بعد قرابة أربع سنوات من الحرب. هذه الظروف التي أوقفت تقريباً عجلة النمو الاقتصادي، تكاد تجعل من إقامة مشاريع جديدة عملية صعبة حتى لا نقول أكثر من ذلك. وفي الوقت الذي كانت الحكومات السابقة تتأخر في تحقيق التقدم والنمو رغم سنوات الاستقرار والأوضاع الاقتصادية الجيدة، فإن الحكومة الجديدة مطالبة بأحسن من ذلك، بل وبإنجازات أفضل في ظروف الاقتصاد الحربي والأزمة المستمرة حتى الآن. والأهم قبل كل شيء في هذا السياق، إيجاد الموارد الكافية للبدء بإعادة الإعمار التي وضعت المشاريع لتنفيذها.

ثانياً، على الحكومة المقبلة العمل ضمن ظروف الحرب التي تمرّ بها البلاد والظروف الأمنية غير المستقرة وغير الآمنة تماماً في العديد من المناطق. وهذه الظروف خبرها رئيس الحكومة المكلّف د. وائل الحلقي شخصياً عبر محاولة الإغتيال الآثمة  التي تعرض لها قبل فترة ولكنها لم تثنه ولم تضعفه. وبالتأكيد فإن الأوضاع الأمنية غير المثالية تعيق عمل الجميع، ولكن على الحكومة أن تخترق القاعدة وأن تحوّل هذه الظروف لمصلحتها من خلال المثابرة والعمل على تحقيق الانجازات ومراكمتها والبناء عليها وجعلها رصيداً داعماً لها.

ثالثاً، ستجد الحكومة المقبلة نفسها في مواجهة كمّ كبير من المشاكل والقضايا التي تحتاج إلى مواجهة وحلول ومتابعة؛ تحسين الظروف المعيشية للمواطنين؛ تحقيق الأمن والاستقرار لهم؛ إعادة المهجّرين، وإعادة بناء المجتمع السوري وإعادة اللحمة والتفاعل والديناميكية للحياة السورية التي أرهقتها وشوهتها الحرب؛ الحكومة الجديدة مطالبة بنقلة نوعية في الأمن والسياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة وكل جوانب العمل الحكومي؛ والوزراء الجدد مطالبون بالعمل بالسرعة والسويّة التي يعمل بها رئس الحكومة المكلّف؛ أي العمل أربع وعشرين ساعة في اليوم وليس عشرين فقط..؟!

غيض من فيض. ولكنّ المسألة دقيقة والوضع دقيق؛ إنها سورية وإعادة إعمار سورية. مَن هو مؤهل فليتقدّم ليأخذ مكانه ويحظى بشرف إعادة البناء والإعمار وليكون جندياً في جيش الوطن.. ومن ليس لديه القدرة، فليتنحَّ جانباً وليفسح المجال للآخرين؛ لا وقت للتلهي أو للتجريب أو للدراسة أو إعادة النظر...الخ.

كلّ ثانية وكلّ لحظة مهمة، والسيد الحلقي الذي يحظى بالثقة والاحترام ويعمل بجدية ودأب، لن يسمح للآخرين بالنيل من عزيمته أو بتأخير تنفيذ برنامجه أو الإساءة إلى سمعته. الآمال كبيرة والترقب أكبر، والمكتوب سيُقرأ من أسماء التشكيلة الحكومية الجديدة التي ينتظرها المواطنون جميعهم بشغف وأمل.

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.