تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مكافحة الإرهاب.. والسبق السعودي المجتزأ(لاتزني ولاتتصدقي)

مصدر الصورة
SNS


17/8/2014


ادّعت افتتاحية صحيفة الوطن السعودية اليوم الأحد 17/8/2014 أن مملكة آل سعود سبقت العالم كله ومعه مجلس الأمن الدولي، في مواجهة الإرهاب، حيث حظّرت الجماعات الإرهابية في آذار الماضي، ثم عادت وقدمت 100 مليون لدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب من خلال الأمم المتحدة. وزاودت الصحيفة بأن مثل هذا "التحرك الدولي المتأخر" كان يجب أن يتم قبل فترة طويلة معتبرة أنّ صدور القرار يجب أن يتبعه تطبيق فوري قبل حدوث ما هو أسوأ.

بالطبع لا أحد يكره أن ينضم النظام السعودي ورجالاته لمحاربه الإرهاب ومواجهته ومحاولة القضاء عليه وأن يصدُق في إدعاءاته وأن تطابق أفعاله أقواله، ولكن لا بد من توضيح عدد من الحقائق ليكون الحكم بناء على بيّنة؛

أولاً، النظام السعودي هو المصدر الأول للفكر الإرهابي؛ فليس سراً أنّ قياديي القاعدة أو "جبهة النصرة" أو "تنظيم الدولة الإسلامية" ـ "داعش" هم خريجو المدارس السعودية الدينية وغير الدينية، وليس سراً أن النظام السعودي هو من غذّى الفكر التكفيري المتطرف حول العالم؛ من السعودية نفسها إلى أفغانستان إلى الشيشان إلى كل بقاع الأرض. وإذا كان من مكان لدراسة كيفية نشوء الفكر المتطرف وتطوره وأسباب وصوله إلى هذه الحال من القتل والنحر والسبي، فعلى الباحث التوجه إلى مملكة القهر والكبت لدراسة كيفية تنشئة الأجيال في السعودية، لاسيما بعد المحاولات الأخيرة للنظام السعودي لتطوير مناهج التعليم في البلاد وتغيير وزير التربية للتخفيف من التطرف وتلميع صورة الملكة والنظام السعودي بعد أن أسودّ كدامس الليل.

ثانياً، إن الرعاية السعودية للتطرف وللفكر الإرهابي لا تقتصر على زراعته ونشره وتعميمه في العالم، بل تتعدّى ذلك إلى تمويل الإرهاب وتسليحه بكل ما يستطيع النظام السعودي وبكل ما يملك من مال ومن سلاح، والهدف نشر "الفكر الوهابي" ومحاربة كل ما يخالفه من تقدّم وعلمانية. حصل هذا في اليمن وأفغانستان وفي دول الشرق الأوسط وحتى في أمريكا وروسيا وأفغانستان. والأمر لم يعد تكهناً أو ضرباً من الخيال أو اتهاماُ لا أساس له؛ الدعم السعودي للإرهاب والمنظمات الإرهابية واضح وجليّ من خلال تعيين شخص أو عدة أشخاص في النظام السعودي للإشراف على عمليات التمويل والتسليح، مثل الأمير بندر بن سلطان أو غيره ممن أقاموا في لبنان أو الأردن أو اليمن أو أفغانستان أو العراق أو سورية لتولي مهمة الإشراف على دعم وتمويل وتسليح وتنظيم الخلايا والمنظمات الإرهابية والتخطيط لعملياتها.

ولذلك، فإن حديث النظام السعودي وأبواقه وأدواته عن مكافحة الإرهاب لا معنى له ولا قيمة، أمام حقيقة أنّ هذا النمط من الأنظمة الديكتاتورية القمعية المغلقة هي التي تمنع أي منطق أو حوار أو إمكانية لتقبّل الآخر أو للحرية الشخصية أو حرية المعتقد والتفكير. إن أحد أهم أوجه الشبه بين النظام السعودي وكل من تنظيم "القاعدة" أو "جبهة النصرة" أو تنظيم "داعش" أن كلاً منهم يعيش في مرحلة القرون الوسطى أو ما قبل. إن البغي والفسق والإجرام والسلب الذي يمارسه تنظيم "داعش" في العراق وشرق سورية، لم يسبقه أحد إليه غير أمراء آل سعود في بغيهم وأساليب حياتهم وترفهم، وهو مستمد من تجربتهم ومن شهواتهم للمال والنساء والتسلط والسيطرة والفجور!

في النهاية، إذا كان من سبب واحد للتصديق أن أفراد وأمراء النظام السعودي قد يقفون فعلاً في صفّ محاربة الإرهاب، فهو أنهم بدأوا يدركون فعلاً أنهم أصبحوا الهدف التالي له أي "للغول" الذي زرعوه وكبّروه ورعوه وموّلوه، وأن العالم ولاسيما الغرب الحليف لهم، قد بدأ يتخلى عنهم؛ فكيف يمكن أن يحارب النظام السعودي ذاته؟!

وختاما نقول إن تبرع آل سعود بالملايين من أجل مكافحة الإرهاب أو بالمليار لدعم الجيش اللبناني (على فكرة كأن همروجة التبرع تبخرت ..) يذكرنا بذلك الذي بنى مسجدا وهو يسكر ويعربد كل يوم ..  وجواب الشاعر على فعلته :

ومطعمةِ الأيتامِ من كدِّ فرجها ........ لك الويلُ لا تزني ولا تتصدَّقي 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.