تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مشايخنا الأجلاء ...لم تكونوا يوما ما نحتاج اليه؟؟؟؟


عاش المسيحيون على أرض الشام منذ بشّر السيد المسيح بالمسيحية دين محبة قبل ألفي عام ,حتى أتتهم غزوات قبائل شبه الجزيرة العربية مبشرة بالإسلام دينا جديدا فمنهم من أسلم وسلم , ومنهم من دفع الجزية فسمح له بالبقاء على دينه .

واليوم ونحن نعيش القرن الواحد والعشرين وعلى نفس الأرض نتفاخر باختراع أسميناه العيش المشترك , وبالموزاييك السوري "الفريد" الذي يضم أديانا وقوميات عدة تجعلنا الوحيدين على هذا الكوكب من نملك هذه الميزة!..

في الخطوب يوضع الناس على المحك , و الحرب على سوريا أثبتت أن"العيش المشترك " لم يتعد كونه شعارا يستخدم وبكثرة في المناسبات الدينية والتغطيات الإعلامية . فبعد وصول داعش إلى الشام مبشرا جديدا بالخلافة الإسلامية , داعيا كل كائن بشري للإنضواء تحت لوائه, أو يكون مصيره قطع رأسه أو دفنه حيا أو تهجيره إلى أوروبا التي فتحت ذراعيها واسعة لاستقبال المسيحيين على أرضها في كرم لافت لم نعهده من قبل !.

أمام ذلك - ونحن أكثر من يتباهى بالعيش المشترك – كنا نأمل أن يخرج مشايخنا الأفاضل الذين لا تفوتهم مناسبة عيد في الكنيسة إلا ويكونوا على رأس الحاضرين لتلتقط لهم الصور ويكتب خبر من كعب الدست يتحدث عن الحب والوئام بين أطياف الشعب السوري كافة , ويبث على فضائياتنا الغراء فيناموا سعداء بما أنجزوا من واجبات...

كنا نأمل بعد أحداث سورية الأليمة , وبعدها أحداث الموصل وما تعرض له المسيحيون والأيزيديون وجميع الأقليات من ويلات على يد "المسلمين الجدد" أن يكون لمشايخنا المسلمين موقف مشرف لاسيما في ظل ما يقال عن الإسلام المعتدل في الشام إلا أن شيئا من هذا لم يحدث ... لم يخرج علينا أي من " علمائنا " الأجلاء ليقول أن ما يحدث حرام لا يقبل به رب العالمين , لم يحدث أن قال أحدهم للمسيحيين لا تهاجروا عن أرضكم فأنتم وجهها المشرق ومن دونكم سيخفت بهاء عيشنا, لم يبادر أي منهم باتخاذ أي خطوة تنم عن تعاطف انساني تجاه من نكب في عيشه وحياته ...دفن الناس أحياء وسبيت النساء واغتصبت وبيعت في سوق النخاسة جاريات , وهن اللاتي يشرف حذاؤهن كل ما في الخليج العربي من لحى .... يا للعار ...لم يستنكر أي من مشايخنا ما حدث !....هل يكون الصمت علامة الرضا أم هو فقط سوء تقدير ؟

بالأمس زار البطاركة منكوبي الموصل وشاهدوا بأم العين ما تعرض له الناس من ويلات حيث أُخرجوا من بيوتهم لا يحملون شيئا مما جهدوا طوال عمرهم في جمعه ليعيشوا حياة كريمة , أخرجهم الرعاع بحد   السيف..

مرت اليوم خطبة الجمعة ككل جمعة وكأن شيئا لم يحدث واختتمت الصلاة بالدعاء بالنصر للمسلمين ...النصر على من ؟

لم نتعلم شيئا من تاريخنا الطويل إذ كم الموبقات والآثام والحروب التي ارتكبت والدماء التي سفكت باسم الله ؟ وما أشبه اليوم بالأمس ..

أكثر ما نحتاجه اليوم هو الأخلاق , لنعلّم أولادنا مكارم الأخلاق فبها تعمر الأرض , لا بالتناكح والتناسل , لنعلمهم أن لهم في هذا الكون أشقاء في الإنسانية مساوين لهم في الحقوق والواجبات ولهم الحق في العيش الكريم مهما كان دينهم ومعتقدهم . لنعلمهم أن للبشر عقول تفكر وتحاكم وبها يختارون عقيدتهم ويشكلون قناعاتهم ,لنعلّم أولادنا أننا لسنا وكلاء الله على الأرض فالله قادر لا يحتاج  لوكلاء.

ولرجال الدين نقول أنتم آخر من نحتاج اليه في حياتنا وأزماتنا فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وأنتم لم تكونوا يوما بنائين وأهل عزيمة.

 

                                                                                                          مـي عيسـى

 

 

 

 

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.