تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

رأي البلد : في الطريق إلى حرب "داعش"؟!!أم ابراهيم والأفاعي!!!

مصدر الصورة
SNS


31/8/2014


فجأة صحا العالم على خطورة الإرهاب الذي تمارسه الحركات التي تدعي الإسلام وتتلطى خلفه؛ فجأة عاد العالم كله يقول بما قالت به سورية منذ أكثر من أربع سنوات، بل من ربع قرن تقريباً عندما دعت إلى وضع تعريف محدد للإرهاب؛ مَن يدقق في المفردات التي يستخدمها القادة العرب والأجانب هذه الأيام، في تحديد ووصف الإرهاب وكيفية مواجهته وتعداد أخطاره، يلاحظ حرفية الأفكار وحتى المفردات التي استخدمتها سورية وما زالت، لكن "مزمار الحي" لا يطرب الجيران على ما يبدو، كما يقال؟!!

والمزمار لم يعد مزماراً في الحالة الأمريكية، بل غدا طبلاً كبيراً تقرعه إدارة الرئيس باراك أوباما ليسمع شركاؤها في أوروبا وأدواتها في الوطن العربي. المطلوب واضح وهو "التجنّد" لخدمة السياسة الأمريكية لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تحددها الإدارة الأمريكية، والآن هناك هدف صريح هو، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ـ "داعش". سيصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليبلغ المعنيين بالتوجيهات والتعليمات والطلبات الأمريكية، أجل الطلبات؛ قالها وزير الخارجية الكويتي بالأمس: "نحن في انتظار التفاصيل لما هو مطلوب في المرحلة المقبلة، وليس لدينا المعلومات الكافية عما تحدث عنه الرئيس الأميركي". ونحن نقول إنّ المطلوب من محميات الخليج وأوروبا واضح وهو:

أولاً، على دول الخليج ـ إنْ كانت النيّة الأمريكية صادقة في محاربة الإرهاب  أم لم تكن ـ أنْ تقوم بأمرين؛ 1- التوقف عن إرسال الشباب الخليجي للتطوع والقتال في صفوف التنظيمات الإرهابية، وهذه مسألة صعبة ومعقدة وتحتاج تغييرا في البنية الفكرية والتربوية والدينية للخليجيين، وهو ما تعمل عليه السعودية ـ مثلاً ـ جاهدة بعدما وصل البلّ لذقون مسؤوليها. 2- التوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية وإرسال المساعدات لها تحت مسميات مختلفة وعبر طرق مباشرة أو التفافية، وتحويل هذه المساعدات والأموال بدلاً من ذلك إلى "المنقذ المخلّص" أي الجيش الأمريكي ومَن تريد واشنطن إشراكه في حربها على الإرهاب. بالتأكيد لم يأت كيري لطلب الدعم العسكري من الخليج.

ثانياً، وهنا يأتي دور أوروبا التي عليها النفخ في المزامير والزيادة في "القرقعة" الأمريكية للحرب الإعلامية القائمة والمنتقاة على الإرهاب وخطره ومخاطره على العالم وأوروبا والغرب عموماً؛ المطلوب الحشد الإعلامي والتضخيم من الخطر لتكون عودة الأمريكي للمنطقة مُرحباً بها ومباركة ومجيدة. لم يعد مهماً الآن، من أوجد "داعش" أو من تسبب في وجود ونشر الفوضى الخلاقة.. المهم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي افتتح عهده الأول بالخروج مطروداً وقواته من العراق، يختتم عهده الثاني بالعودة إلى العراق وسط الترحيب وباقات الزهور!! هل ستحارب القوات البرية الأمريكية أو الجيوش البرية الأوروبية في العراق؟ من غير المرجّح أن يتم ذلك. مَن سيكون في الميدان غير "حديدان" أي الجيش العراقي والجيش السوري لمواجهة "داعش"؟! هي السياسات الدولية والواقع العملي والمصالح التي لا يجيد العرب المتناحرون الدفاع عنها.

تذكّرني الأحداث الحالية بقصة قصيرة لأحد الرجال المحتالين الذين لا يريدون القيام بأي عمل ويعتمدون على الآخرين ويسخرونهم بكلّ مكر وخبث؛ وملخّص القصة أنّ رجلاً كان يذهب للحقل بصحبة زوجته المسكينة وعندما يصلان إلى هناك، يسألها بلطف و"ديمقراطية"؛ هل تريدين يا أم إبراهيم أن تقومي بالحصاد أم تقاتلي الأفاعي وتطردينهم من الحقل؟ وكانت أم إبراهيم تردّ بسرعة عفوية ساذجة: وهل أجرؤ على مقاتلة الأفاعي يا أبا إبراهيم أو مطاردتهم؟ أنا أقوم بالحصاد وأنت تقاتل الأفاعي وتطردهم. وكان أبا إبراهيم يذهب للجلوس ويستلقي هنيئاً في ظلّ الشجرة الكبيرة، ومن حين لآخر، ينادي: أيتها الأفاعي لا تقتربوا من أم إبراهيم.. أيتها الأفاعي لا تقتربوا من أمّ إبراهيم إنها مسكينة وتقوم بالحصاد.....!!!

 

 

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.