تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

هل من استراتيجية لمواجهة المخططات العدوانية السافرة؟!!


7/9/2014


انتهت قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" أمس بنتائج هجومية واضحة تقول؛ نحن الدول الاستعمارية مستمرون في سياساتنا؛ باستخدام القوة حيث نستطيع؛ بتمزيق العالم وفق مصالحنا وحلفائنا؛ وأنتم الذين ترفضون تنفيذ ما نطلب أعداء لنا وستدفعون الثمن؟!! وإلا ماذا يعني قرار الأطلسي التوجه شرقاً نحو روسيا لمحاصرتها؛ احتكار التعاون الدولي للحرب على الإرهاب فيما قرار الأمم المتحدة 2170 يدعو جميع الدول لمحاربة الشر المستطير، ولاسيما الذين يعانون من آثاره؛ ما معنى استبعاد سورية وإيران وروسيا من الحرب على الإرهاب وهم ضحاياه؟! ما معنى أن تتعاون إسرائيل مع "جبهة النصرة" المدرجة على قائمة الإرهاب دون أن يحرك هذا الاستعمار ساكناً؟ ما معنى أنه وعلى هامش قمة الأطلسي تقوم إسرائيل بتفجير جهاز تنصت وضعته على خطوط الهاتف في لبنان دون أن يعلّق أحد من "الملتئمين" في الاجتماع على ذلك؟!! ما معنى أن يعلن الكاتب السعودي جمال خاشقجي في صحيفة الحياة (6/9/2014)، أن تنظيم الدولة الإسلامية داعش" حقق حرفياً الهدف السعودي بمنع إقامة تعاون إيراني ـ عراقي ـ سوري، أو ما سمّاه "الهلال الشيعي"؟!!

الحقيقة أنّ الغرب الاستعماري وأدواته يتصرفون بمنتهى الوضوح والوقاحة، سواء على صعيد الخطط أو الأهداف المحددة، ويعلنون ذلك في وسائل إعلامهم صراحة ودون خجل، بل ويناقشون خططهم وأحلامهم وآمالهم الخبيثة والبشعة واستراتيجياتهم التخريبية، فيما حلف المقاومة ومن خلفه مثل روسيا أو الصين أو دول البريكس، غائبون لا يقدّمون لجمهورهم أي صيغ لمشاريع واضحة أو خطط أو برامج أو استراتيجيات مستقبلية تدفع هذا الجمهور للتضحية والصبر أكثر فأكثر، وبالتالي العمل معاً لتحقيق النصر والانتهاء من الحروب والأوجاع، مع أنهم أصحاب الحق المعتدى عليهم وعلى دولهم وشعوبهم وأرضهم وممتلكاتهم، والآخرون هم المعتدون.

الغرب الاستعماري يحارب خصومه باتباع سياسة القطعة ـ قطعة؛ أي كل طرف من أطراف المقاومة تتم محاربته بمعزل عن أصدقائه الباقين ليسهل على هذا الغرب تحقيق النتائج التي يريد. بالمقابل، لا نجد دول المقاومة تعقد حتى اجتماع تشاوري أو تقدّم أي توضيحات عن برامجها للمواجهة المشتعلة. دول المقاومة تكاد تخسر حربها الإعلامية المحقّة فيما الغرب وأدواته يكاد يربح حربه الإعلامية الباطلة عبر قلب الحقائق وتزويرها لتبرير اعتداءاته.

إذا كان الغرب وأدواته يتحدثون علناً عن مصالحهم والسعي لحمايتها سواء في العراق أو لبنان أو سورية، فما الذي يمنع دول المقاومة والأصدقاء من تشكيل تحالف واضح يعلن أنه يعمل، مثلاً، على القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" ويقوم بتنفيذ ذلك؟!

لماذا لا تُشنّ حملة إعلامية منسقة لتوضيح دور إسرائيل في التعاون مع جبهة النصرة في الجولان العربي السوري المحتل، وسعيها لدفع التنظيم الإرهابي لقتال جنود الأمم المتحدة هناك بغية إجبارهم على الرحيل لتتابع تنفيذ مخططاتها التوسعية؟! لماذا لا يتم الحديث عن الدور السعودي في تمويل "داعش" والتسهيل التركي لعناصر هذا التنظيم بالعبور إلى سورية والعراق، وفضح دور حكومات تركيا والسعودية وقطر في تمويل وتسليح الإرهابيين في حملة إعلامية عربية إقليمية دولية تضع كلٍّ أمام مسؤولياته وواجباته؟! هل ننتظر الأعداء ليصلوا إلينا؟! لقد وصلوا؛ هم الآن على حدود روسيا وفي قلب سورية والعراق ويحاولون حصار المقاومة في لبنان ويحاصرون إيران وفي البحرين، فماذا ننتظر؟!

نحن لا نتهم أحداً بالتقصير، ولكن، حتّام تبقى سورية تستنزف في هذه الحرب والأصدقاء متباطئون أو متثاقلون؟! لن تتوقف السعودية أو تتراجع تركيا وقطر إذا لم تشعر أن الخطر يداهمها، وكذلك إسرائيل التي أرعبها صمود المقاومة في غزة، وظهرت أنها ما زالت قوية وقائمة على ضعف الجوار.. لن يتوقف الغرب الاستعماري عن خططه وبرامجه الوسخة ما لم يشعر أنه سيدفع ثمناً غالياً لكل ما يقوم به. الانتقال إلى الهجوم بكل أنواعه خير وسيلة للدفاع، وهذا ممكن ولا ينقصه سوى وضع البرامج والخطط وتأطير العمل المشترك وتعزيزه وزيادة فعاليته.

 

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.